قال: نعم. فقام إلیه، وعانقه، وأجلسه إلى جانبه، ثم احتمله إلى مجلسه، فأضافه بضیافة وجلس عنده أياماً. ثم خرج من دمشق فاراً بنفسه فى أوان البرد الشديد، فأتى قرية من قراھا، وكان بها رجل من الضعفاء فعرض علیه النزول عنده ففعل، وصنع له مرقة، وذبح دجاجة فأتاه بها، وبخبز شعیر فأكل من ذلك، ودعا للرجل، وكان عنده جملة أولاد، منهم بنت قد آن زواجها.
ومن عوائدھم فى تلك البلاد أن البنت يجهزها أبوھا، ويكون معظم الجهاز أوانى النحاس، و يتفاخرون به.
فقال أبو يعقوب للرجل: ھل عندك شىء من النحاس. قال: نعم. قد اشتريت منه لتجهيز ھذه البنت، قال ائتنى به، فأتاه به.
فقال له: استعر من جیرانك ما أمكنك منه، ففعل، وأحضر ذلك بین يديه فأوقد علیه النیران. وأخرج صرة كانت عنده فيها مادة غريبة.
فوضع من تلك المادة على النحاس فتحول كله ذھباً، وتركه فى بیت مقفل وكتب خطاباً إلى نور الدين ملك دمشق يعلمه بذلك، وينبهه إلى بناء مستشفى للمرضى من الغرباء، ويوقف علیه الأوقاف، ويبنى الزوايا بالطرق، ويرضى أصحاب النحاس، ويعطى صاحب البیت كفايته.
وقال له فى آخر الخطاب: وإن كان إبراھیم بن أدھم قد خرج عن ملك خراسان فأنا قد خرجت من ملك المغرب
وفر من حينها وترك البلاد، وذھب صاحب البیت بالخطاب إلى الملك نور الدين، فوصل الملك إلى تلك القرية وحمل الذھب، بعد أن أرضى أصحاب النحاس، وصاحب البیت. وطلب أبا يعقوب فلم يجد له أثراً ولا وقع له على خبر فعاد إلى دمشق وبنى المارستان المعروف باسمه.
![](http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/jkjkhjfdfjd/1.jpg)
![](http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/jkjkhjfdfjd/2.jpg)
موضوعات متعلقة
http://youm7.com/story/2014/8/28/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3%D8%A9_%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%A8%D8%B7%D9%88%D8%B7%D8%A9_%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%89_%D9%88%D9%8A%D8%AC%D9%88%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF_%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9/1840277