عطر الأحباب..أنبياء فى السينما العالمية.. كتاب مثير يستعرض الأفلام التى تناولت حياة الرسل..نجوم العالم جسدوا أشهر الأنبياء المذكورين فى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد

الجمعة، 29 أغسطس 2014 10:14 ص
عطر الأحباب..أنبياء فى السينما العالمية.. كتاب مثير يستعرض الأفلام التى تناولت حياة الرسل..نجوم العالم جسدوا أشهر الأنبياء المذكورين فى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد انبياء في السينما العالميه
إشراف - ناصر عراق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى..

هذا كتاب نادر وممتع واستثنائى، ليس لأنه عن أفلام مميزة فى تاريخ السينما العالمية فحسب، وإنما لأنه تجرأ واقتحم أكثر المناطق الفنية قلقا وإرباكا، وهى منطقة الدين بكل ما تتضمنه من قداسة وسمو فى ضمائرنا نحن المصريين.

الكتاب وضعه الناقد السينمائى سامح فتحى، وأصدره على نفقته الخاصة كما يبدو، وقد أهداه إلى «أستاذى العزيز.. الدكتور سمير سيف»، كما جاء بالنص فى الصفحة الثالثة.

لكن قبل أن أعرض عليك أهم محتويات الكتاب عندى أربع ملاحظات أود تحريرها فى البداية: الأولى تتمثل فى أن الغرب يتعامل برحابة صدر مع الدين والأنبياء منذ عصر النهضة الأوروبية الذى انطلق قبل ستة قرون، وقد شاهدنا تماثيل ولوحات كثيرة تجسد الأنبياء وتصورهم كما يتخيلها الفنان أو المثال، ومن يتاح له زيارة أوروبا فسيندهش من عدد اللوحات التى يظهر فيها موسى وعيسى ومريم العذراء عليهم السلام.

الملاحظة الثانية أن نهضة أوروبا لم تتحقق إلا عندما فصلوا الدين وشؤون الكنيسة عن الدولة وهموم السياسة، وحاصروا الحاخامات والكهان داخل معابدهم وكنائسهم بعد أن كان أولئك وهؤلاء يسيطرون على عقول الملايين ويوجهونهم ويبتزونهم باسم الدين.

أما الملاحظة الثالثة فهى أن السينما إحدى أهم الوسائل فى تثقيف الناس وترقيق مشاعرهم إذا كانت الأفلام مصنوعة بحرفية وذكاء ومعززة بخيال وحرارة ودفء، الأمر الذى يؤكد أن الغرب استطاع أن يستثمر هذا الفن الجديد الذى ابتكره الإنسان مع مطلع القرن العشرين لينشر ثقافته وذوقه وأفكاره، وقد نجح إلى حد كبير فى تحقيق أهدافه.


تبقى الملاحظة الأخيرة، وهى أننا فى مصر لم نتمكن من التحرر من أسر الأفكار المتشددة التى تعطل وتعرقل، فقد تعرضنا لآراء تحرّم علينا التعامل فنيا مع الأنبياء والرجال المقدسين منذ عام 1925 حينما حاول الإنجليز إنجاز فيلم عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، فاعترض رجال الدين بشدة، وتوقف المشروع. بعد ذلك تجرأ المتطرفون فكريًا ومضوا يحرمون الفنون، ولم ينتبه المتطرفون إلى أن الزمن يتطور والأفكار تنطلق فى فضاء الحرية، والسينما تسترد الماضى برجاله وأحداثه وتقتحم المستقبل بتوقعاته وأعاجيبه، وهكذا ظل المصريون والعرب والمسلمون أسرى أفكار قديمة تخاصم العصر، ولا تراعى تطوراته التكنولوجية، وها هو فيلم «نوح» قد شاهده ملايين المصريين والمسلمين على موقع «يوتيوب» برغم أن الأزهر الشريف اعترض على عرضه؟ ترى ماذا سيفعل المعترضون من رجال الدين أمام غول التكنولوجيا وحرية الإبداع التى تعم العالم كله؟

أفلام خالدة

فى المقدمة المهمة لكتاب «أنبياء فى السينما العالمية» يقول المؤلف سامح فتحى: «وجدت السينما العالمية منذ مهدها فى حياة الأنبياء مادة درامية ثرية، تحولت إلى أعمال سينمائية، ولم تكن أفلاما دينية بحتة، حيث تعد بعضها من كلاسيكيات السينما العالمية، فقد انتبه الغرب بأسره وهوليود خاصة إلى أهمية إفساح المجال للفيلم الدينى الذى بمقتضاه يتم تقديم الشخصيات الدينية بأفكار يريد صانع الفيلم أن يبثها فى نفوس المشاهدين.. من أجل ذلك كانت الحرفية الشديدة فى تقديم مثل هذه الأعمال بجودة عالية، وميزانيات ضخمة، فيقدمون حياة طبيعية للبشر فى ذلك التاريخ، وهذا لا يتم إلا بعد استشارة أساتذة متخصصين فى الأزياء والأدوات والجغرافيا والاجتماع وغيرها».

انتهى الاقتباس من كلام سامح، وهو كلام بالغ الأهمية لأن السينما إذا كانت جيدة الصنع قادرة على النفاذ إلى روح المشاهد وعقله، وهو ما تفتقده كثير من الأفلام الدينية المصرية بكل أسف.

على أية حال.. تعال نستعرض أهم الأفلام الأجنبية التى احتفت بالأنبياء والرسل كما جاءت فى الكتاب الذى بين يدينا.

13 فيلمًا أجنبيًا عرضها سامح فى كتابه وفقا لزمن إنتاجها وعرضها وهى:

• ملك الملوك 1927/ THE KING OF KINGS
• داود وبتشبع 1951/ DAVID AND BATHSHEBA
• كوفاديس 1951/ QUO VADIS
• سالومى 1953/ SALOME
• الرداء 1953/ THE ROBE
• ديمتريوس والمصارعون 1954 / EMETRIUS AND THE GLADIATORS
• الوصايا العشر 1956/ THE TEN COMMANDMENTS
• سليمان وملكة سبأ 1959/ SOLOMON AND SHEBA
• بن هور 1959/ BEN-HUR
• ملك الملوك 1961/ KING OF KINGS
• باراباس 1961/ BARABBAS
• سدوم وعمورة 1962/ SODOM AND GOMORRAH
• الكتاب المقدس «فى البدء» 1966/ THE BIBLE IN THE BEGINNING


مقارنات مهمة

بذل المؤلف جهدًا جبارًا فى تجميع المادة التحريرية الخاصة بكل فيلم، فقد ذكر بالتفصيل كل شىء عن كل فيلم مثل متى عرض ومن المؤلف والمخرج وشركة الإنتاج والتوزيع وكم تكلف والممثلين النجوم وأصحاب الأدوار المساعدة، كما لم ينس أماكن التصوير والموسيقى التصويرية والديكور والأزياء إلى آخر كل من شارك بنصيب فى إنجاز كل فيلم، علاوة على المهرجانات التى نافست فيها هذه الأفلام والجوائز التى تمكنت من قطفها، ففيلم «بن هور/1959» على سبيل المثال حصد 11 جائزة من جوائز الأوسكار وهو ما لم يحدث من قبل حتى عرض فيلم «تايتانيك»، كما أن ميزانيته بلغت 15 مليون دولار وهو أعلى تكلفة وصلت إليها السينما حتى ذلك الوقت، فى حين أن أرباح الفيلم بلغت 146 مليون دولار!

كذلك استخدم صناع فيلم «كوفاديس/1951» أكبر عدد ممكن من الأزياء فى فيلم واحد، حيث وصلت إلى 32 ألف ثوب، أما فيلم «الرداء/1953» فقد تكلفت ميزانيته نحو 4 ملايين دولار بينما بلغ العائد 36 مليون دولار.

أعطى سامح فتحى كل فيلم ما يستحقه من شرح واهتمام، فكتب عن قصته ووقائعه وأحداثه، لكن أهم ما أضافه المؤلف يتمثل فى الجزء الخاص بالمقارنة بين قصة الفيلم، وما ذكر عنها فى كل من الكتاب المقدس - بعهديه القديم والجديد - والقرآن الكريم، فنكتشف أن كثيرًا من هذه الأفلام كانت تستلهم أجواء الكتاب المقدس وحكاياته عن الأنبياء إبراهيم وداود وسليمان وموسى وعيسى عليهم السلام، لكنها لا تسير على الصراط المستقيم لهذه الحكايات، إذ منح صناع هذه الأفلام أنفسهم الحرية الكفيلة بأن ينجزوا عملا شائقا مغريًا حتى لو اضطروا لأن يتغاضوا عن قصة هنا أو موقف هناك ذكر فى الكتب المقدسة.


هذه المقارنات بين الأحداث فى الفيلم وفى الكتب السماوية تؤكد أن المؤلف انكبّ على القراءة والمشاهدة انكبابًا لافتا حتى يستطيع أن يكتشف مناطق التوافق والاختلاف بين القصص على الشاشة وبينها فى الورق المبارك، وهو جهد يستحق عليه كل إنصاف وتقدير، الأمر الذى دفع الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله إلى أن يكتب فى تقديم الكتاب هذه الفقرة «كان من الممكن أن يقتصر المؤلف على سرد أحداث الفيلم وتقييمه فنيا، وهو ما فعله باستفاضة، ولكنه - وهنا تكمن جدية الكاتب - عكف على المقارنة بين أحداث كل عمل سينمائى وما ورد عنها فى كل من الكتاب المقدس والقرآن الكريم. إنها دراسة قيمة، لابد أنها استغرقت عدة أشهر، تستحق التحية والتقدير».


يبقى أن نشير إلى أن صناع هذه الأفلام استعانوا بكوكبة لامعة من نجوم هوليود ليجسدوا شخصيات الأنبياء والصديقين مثل تشارلتون هيستون الذى جسد دور النبى موسى فى «الوصايا العشر»، كما كان البطل الرئيسى فى فيلم «بن هور»، كذلك لعب روبرت تايلور الدور الأول فى فيلم «كوفاديس» مع النجمة ديبورا كير، وهو فيلم تدور وقائعه فى روما فى عهد نيرون، إذ كانت الديانة المسيحية مازالت فى عهدها الأول.

إن «أنبياء فى السينما العالمية» كتاب ممتع ومثير للعقل والروح، كما أنه مدعم بصور ملونة من الأفلام التى يتناولها، وقد تواصل المؤلف مع المنتجين وشركات التوزيع الأجنبية ليشترى منهم أفيشات تلك الأفلام وبعض الصور من كل فيلم، لذا ليتك تحتفظ به فى مكتبتك بعد أن تحاول مشاهدة هذه الأفلام، وكثير منها موجود على موقع اليوتيوب.
أستاذ سامح فتحى.. ألف شكر.





موضوعات متعلقة..


مخرج ملحد وفيلم توراتى بامتياز!..نوح 2014.. فيلم عنصرى يبشر بالمُخلِّص الغربى

11 عاما على رحيل راهبة المسرح والأم المثالية للشاشة المصرية..أمينة رزق.. تزوجت الفن وملأها الرعب من يوسف وهبى

محمد غنيم يكتب:أعادته ثورة يوليو 1952 للشعب..قصر المنتزه بالإسكندرية.. مصيف الخديو ومنتجع ملوك مصر..أسسه عباس حلمى 1892 وطوره فؤاد 1917 وأعاد هيكلته الملك فاروق 1936









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة