بعد 8 سنوات من رحيله.. حكايات مقهى "زقاق المدق" مع نجيب محفوظ.. عمرها 170 عامًا وشهدت كواليس أجمل رواياته.. "فيلم" ينهى صداقته بصاحب المقهى ولكن لا تزال صور "أديب نوبل" معلقة على جدرانها

السبت، 30 أغسطس 2014 05:27 م
بعد 8 سنوات من رحيله.. حكايات مقهى "زقاق المدق" مع نجيب محفوظ.. عمرها 170 عامًا وشهدت كواليس أجمل رواياته.. "فيلم" ينهى صداقته بصاحب المقهى ولكن لا تزال صور "أديب نوبل" معلقة على جدرانها مقهى زقاق المدق
كتبت رانيا سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مقهى صغير بسيط يقبع بهدوء وسط "زقاق المدق" تفوح من أركانه رائحة التاريخ، فهو من أوائل المقاهى التى منحها الملك فاروق ترخيصًا للعمل حتى ساعات الصباح الأولى، نظرا لحيويته فى المكان.

إنه المقهى ذاته الذى اعتاد أن يجلس الأديب العالمى "نجيب محفوظ" يوميًا عليه وأمامه كومة من الأوراق البيضاء، يتفحص المارة ويسرح معهم فى حكايتهم ليعود إلى منزله وقد سطر أوراقه، بحكايات من نبض الشارع المصرى، تحولت فى النهاية إلى رواية "زقاق المدق" والفيلم بالاسم نفسه.

ويحكى "عبد الجليل عبده على" حفيد صاحب المقهى "عمرها 170 عامًا ورثها والدى عن جدى وهى اليوم لى، وكانت حتى أيام أبى يعمل بها 24 شخصًا ولا تغلق لا ليل ولا نهار، وتعمد والدى أن يديرها بنفس النظام القديم(الباش تختا)"، ويوضح "كان أصحاب المحلات يحصلون من المقهى على عدد من (الماركات) يدفعونها عوضا عن النقود وفى آخر الأسبوع يدفع الحساب".

ثم يكمل بأسى: "على الرغم من الصداقة التى كانت بين جدى و(محفوظ)، لدرجة أنه كان يقدم له طلباته بنفسه، لأنه كان يفتخر أن شخصية مثل (نجيب محفوظ) تترد على مقهاه، إلا أنه بعد عرض فيلم (زقاق المدق) غضب جدى من (محفوظ) بسبب الدور الذى جسده الفنان (محمد رضا) (المعلم كرشة)، صاحب القهوة الذى كان عميلاً للإنجليز ويتاجر فى المخدرات، وحكى لى والدى أنه بعد عرض الفيلم بأيام، أتى (محفوظ) إلى المقهى كعادته، فحدثت مشاداة بين جدى وبينه لغضبه من الدور الذى نسبه إليه، وحاول الآخر الدفاع عن نفسه، معللاً أنه لم يكن يكتب رواية عن شخصية صاحب القهوة وأن الكاتب من حقه أن يوظف الأدوار كما يرسم خياله، لكن جدى لم يقتنع وانصرف (محفوظ) غاضبا ولم يدخل المقهى من يومها".

(محفوظ) على الجداران "أهداها يوما لجدى ولم ينس أن يذيلها ببعض التعليقات الطريفة، فقد كانت تجمع بينهما صداقة مميزة أفسدها جدى فى لحظة غضب".

يتابع: "الأستاذ جمال الغيطانى" من القلائل الذين يعلمون تاريخ هذا المقهى، فهو يأتى من وقت لآخر ومعه ضيوف يزرون المكان ويلتقطون الصور التذكارية، على الرغم من بساطة المكان والوضع الذى لا يسر فالمكان أصبح مغمورًا بسبب المقاهى الأخرى التى تصدرت شارع الحسين والمعز خاصة أن بعضهم أدعوا أن "نجيب محفوظ" كان يجلس عندهم فجذبوا إليهم الزبائن بالتزوير".

مقهى زقاق المدق يفتح أبوابه ليتنفس عبير المستقبل ويحافظ على ذكرياته


صور نجيب محفوظ التى أهداها إلى صاحب المقهى


صورة الابن والأب على جدران القهوة بجوار نجيب محفوظ


المقهى مازال لليوم على حالته البسيطة


صورة صاحب المقهى الذى جسد دوره فى فيلم زقاق المدق الفنان "محمد رضا"


الحفيد الذى ورث القهوة "عبد الجليل"


يقول عبدالجليل "والدى أوصانى أن لا أعمل بالمهنة فابتعدت عنها ولكنى أحاول الحفاظ على ذكرياتنا من الضياع"


صندوق " الباش كاتة" الذى كانت تسير على نظامه أغلب المقاهى



موضوعات متعلقة..


8 سنوات على رحيل أديب نوبل والدولة لم تنتهِ من إنشاء متحفه


10 شخصيات حقيقية فى أعمال عميد الرواية وأديب نوبل نجيب محفوظ









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة