اتفقت أو اختلفت مع فتوى "تحريم الشات"، التى أصدرتها مؤخرا دار الإفتاء المصرية، فإنك لن تتمكن من الهروب من مساحة السخرية الواسعة التى رسمتها هذه الفتوى بين جيل نشأ على ثقافة الإنترنت وشكلت شبكات التواصل الاجتماعى بما تقدمه من خدمات متنوعة فى خاصية الدردشة أو "الشات"، ركن رئيس فى حياته اليومية مع أصدقائه من الجنسين.
ربما يهم الأمر بعض شباب الفيس بوك للتعرف أكثر على تفاصيل الفتوى، وربما بعد عام أو اثنين يبدأ بعض الشباب فى تخصيص مكاتب لفتاوى الشبكات الاجتماعية، وهذا مشهد ربما يكون قريبا فى يوم ما من أن نراه بين شاب يبحث فى تفاصيل دقيقة داخل الفتوى، وشاب آخر قرر أن ينشأ مكتب خاص لفتاوى الفيس بوك.
داخل بعض الزوايا والمنابر الصغيرة يترص المغالون والمزايدون ومدعو المعرفة، وعلى أبوابهم تترص مجموعات من الفتاوى والتفاصيل الصغيرة التى لا تعرف فى الغالب الهدف الحقيقى والأساس الذى بنيت عليه الفتوى الحقيقية.
فى كل تفصيلة صغيرة فى المجتمع لن تجد قضية تمر بدون حالة من الانقسام فى القيم، والاهتمام بالمظاهر دون الجوهر، أو بمعنى آخر "التصدر فى الهايفة"، بينما قد يغفل البعض أعينهم عن كبائر الأمور، يتمسكون بصغائرها مثل "الشات" ويقيمون الدنيا وربما يهدمون حياتهم بسبب كلمة عليه ربما لا تحمل أكثر من معانى للصداقة أو الزمالة.
هل تستجيب بعض مواقع الدردشة العربية منها على سبيل المثال لتلك الفتوى، وماذا سيكون شكل تلك المواقع إن استجابت للفتوى.. هذا السؤال ربما تجيب عنه الأيام القادمة، ولكن رسامى الكاريكاتير وحتى الشباب الساخر حاولوا الإجابة مبكرا على هذا السؤال. تخيلوا شكل مواقع التواصل الاجتماعى والدردشة لو قررت تطبيق القرار.
موضوعات متعلقة..
ردود فعل واسعة حول فتوى دار الإفتاء بتحريم "الشات" بين الجنسين.. نائب رئيس جامعة الأزهر: سبب الفتوى درء مفسدة الزنا.. وأمين الفتوى بدار الإفتاء: تغلق مداخل الشيطان.. وآمنة نصير: مجافية للواقع
كاريكاتير.. ما وراء فتوى تحريم الـ"شات".. هل تنشأ مكاتب لفتاوى شبكات التواصل الاجتماعى؟.. مزايدون ومغالون فى الدين يستغلون الفتوى لتغذية الانقسام و"التصدر فى الهايفة".. وماذا لو استجاب رواد "الدردشة"
الأحد، 31 أغسطس 2014 06:43 م
كاريكاتير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة