نشرت جريدة الوطن الكويتية الحلقة الثانية من بين 6 حلقات بعنوان "الملف الأسود للجماعة" لتكشف فيه أسرار صعود الإخوان للهاوية ونجاة مصر من مستقبل أسود كان ينتظرها لو استمر حكم الجماعة، ورصدت الجريدة عدة أسرار هامة بحسب مصادرها "القريبة جدا جدا" من مركز صنع القرار فى مصر، على حسب وصف الجريدة، والتى زودتها بالأسرار والخفايا والتفاصيل، وفضلت عدم الكشف عن شخصيتها، لأنها ما زالت فى مركز صنع القرار.
وقالت الزميلة "الوطن" الكويتية فى حلقاتها الجديدة إن طنطاوى السبب فى ترشيح السيسى خلفاً له، وهيلارى ترد: "الجماعة تميل إليه"، والسيسى قال لطنطاوى: "مرسى طلب منى حلف اليمين ورفضت لحين لقائك وأخذ التعليمات من سيادتك"، وطنطاوى يرد: "احلف اليمين يا عبدالفتاح مفيش مشاكل أنت ابنى ومش هالاقى أحسن منك"، مضيفة أن السيسى فى أول اجتماع قال: "إحنا مايهمناش اسم الحاكم إحنا كل اللى يهمنا مصر وأرضها وشعبها"، وإنه حرص منذ البداية على ترميم العلاقة مع الشعب، والتى تم تشويهها بفعل فاعل.
وأضافت الصحيفة أن منح مرسى الجنسية المصرية لعدد من العناصر الحمساوية كان بداية الصدام مع الجيش، وأن السيسى فطن للمخطط الذى يبدأ بتوطين الفلسطينيين بسيناء، ومن ثم إخلاء الضفة الشرقية وقطاع غزة لإسرائيل، والسيسى يرد على مرسى بقرار منع تملك الأراضى فى سيناء لغير المصريين، وأن الرسم البيانى لشعبية الإخوان تغير وكل يوم يقل وهم لا يشعرون، وكانت لدى الإخوان قناعة كاملة أن الشعب لا يمكن له أن يثور عليهم يوماً، وكذلك الانقسام فى الشارع دفع السيسى إلى الدعوة للحوار ومرسى يرفض بحجة إبعاد الجيش عن السياسة.
وذكرت الجريدة فى افتتاحية الموضوع "إن سقوطهم كان مدويا لكن كان لابد أن يسقطوا، فالأقنعة الزائفة تمزقت وعباءة الدين التى تستروا خلفها عشرات السنين سقطت، والحل الذى نسبوه إلى الإسلام وتباكوا عليه ظهر أنه لم يكن سوى استغلال بشع لتعاليم ديننا السمح للقفز على السلطة وتحقيق حلم زعيمهم حسن البنا فى إقامة الخلافة وتنصيب الخليفة من بينهم".
وأضافت الصحيفة "الإخوان جماعة إرهابية كادت أن تلتهم مصر وتهدد وجودها ووجود العرب والمسلمين، ولولا وعى شعب مصر ومساندة جيشها الوطنى الحر لكانت قد التفت أذرع الإخطبوط الإخوانى على دول المنطقة جميعها والتهمت مقدراتها.
عملية إنقاذ مصر من حكم «الفاشية الإخوانية» وكشف مخططات هذه الجماعة الإرهابية، كانت صعبة ومؤلمة، فالإخوان كشّروا عن أنيابهم للمصريين جميعا بعد سقوط نظام الرئيس مبارك، وتراجعوا عن كل تعهداتهم ووعودهم بالابتعاد عن السلطة، وأقصوا الجميع، وهددوا المجلس العسكرى بإشعال مصر، وبإطلاق المليونيات لنشر الفوضى والرعب فى ربوع المحروسة.
وكتبت الزميلة مرفت عبد الدايم التى أعدت التحقيق أن مشاحنات طاحنة وردود فعل غاضبة على كل المستويات وقعت بعد الفضيحة القضائية ومحاولات الإخوان للسيطرة على الجيش لتحقيق مخططاتهم الجهنمية بعد تهديداتهم بحرق مصر ما لم تنفذ رغباتهم، ومحاولات البحث عن الشخصية الأقرب إلى فكرهم ومعتقداتهم، والتى دارت فى فلك واحد وهو اللواء عبد الفتاح السيسى.
وأضافت الزميلة ميرفت أنه لم يكن مكتب الإرشاد يعلم ما تضمه تلك الشخصية بين جنباتها من عشق لتراب الوطن وقدسية الدفاع عن أراضيه وعدم السماح لكائن من كان أن يمس المواطن المصرى.. إلا أن الله أعماهم عن رؤية الحقيقة، وأفصحوا عن رغبتهم فى اختيار السيسى لهيلارى كلينتون التى التقت المشير طنطاوى لتعرف ما يدور فى ذهنه، وموقفه من تغيير القيادات العسكرية بمن فيهم هو شخصيا.
الحكم الإخوانى:
كانت المشاعر متضاربة لدى المشير طنطاوى ما بين فرحة بأنه استراح من تلك الفترة العصيبة وبين ترك مكتبه الذى مكث فيه أكثر من 21 عاما، وخوفه وقلقه على البلد من الحكم الإخوانى، الا أنه قال لهيلارى كلينتون أنه لا يمانع من ذلك، ولكنه يريد أن يطمئن على من سيخلفه. فسألته عمن يرشح، فقال لها اللواء السيسى، وقالت له إن الجماعة تميل إليه أيضا. وذهبت وتم الاتفاق على أن يتم ذلك بعد 3 أشهر فى ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة. وهو الأمر الذى رفضته الجماعة التى كانت ترغب فى التمكين والتمكن من كل مفاصل الدولة، وتعلم أن طنطاوى لن يكون فى يوم مواليا لهم.
الإسراع فى التغيير:
لذلك كانت النية فى الإسراع بعملية التغيير بأسرع وقت ممكن.. وبالفعل قام أسعد الشيحة مدير مكتب مرسى بالاتصال بالمشير طنطاوى، وأبلغه بضرورة الحضور إلى رئاسة الجمهورية ومعه الفريق سامى عنان لأمر هام، وبمجرد وصول المشير طنطاوى والفريق عنان إلى مقر الاتحادية قامو بالانتظار فى مكتب مرسى لحين مقابلته، قام فى نفس التوقيت أسعد الشيحة بالاتصال باللواء عبد الفتاح السيسى، وطلب منه الحضور لرئاسة الجمهورية لمقابلة مرسى والمشير طنطاوى معا، وبعد المكالمة قام السيسى بالاتصال بمكتب المشير طنطاوى، وأفاده مدير مكتب المشير بأن المشير توجه لرئاسة الجمهورية منذ ساعة تقريبا.
القائد العام:
اطمأن السيسى وتوجه لرئاسة الجمهورية وكان ذلك فى 2012/8/12، وبمجرد وصوله قابله مرسى بنفسه، وأبلغه أنه وقع عليه الاختيار ليتولى منصب القائد العام بدلا من المشير طنطاوى، إلا أن السيسى طلب لقاء المشير طنطاوى قبل حلف اليمين، وبالفعل دخل الغرفة التى يتواجد بها كل من المشير طنطاوى والفريق عنان، وقال له: "يافندم أنا جيت لما تم إبلاغى إن الاجتماع معك وبوجودك، وقد طلب منى حلف اليمين، ورفضت، لحين لقائك وأخذ التعليمات من سيادتك فقط".
قال له المشير طنطاوى: "المفروض.. وإحنا متفقين معاهم أن يكون على احتفالات أكتوبر"، وهنا تدخل الفريق عنان قائلا: "لن يستطيع أحد أن يجبرنا على شىء والقرار قرارنا، وذهب لمرسى وقال له: "أوعى تنسى نفسك"، وهنا تدخل المشير طنطاوى وقال للفريق عنان: "خلاص يا سامى البلد مش متحملة مشاكل وكده كده احنا كنا متفقين نمشى"، ونظر للواء السيسى وقال له "احلف اليمين يا عبد الفتاح مفيش مشاكل، أنت ابنى ومش هالاقى أحسن منك وربنا يوفقك وكلى ثقة فيك".
حلف اليمين:
وبالفعل حلف اللواء السيسى اليمين قائدا عاما للقوات المسلحة فى 2012/8/12 وأخذ رتبة الفريق، وقال لرجاله فى أول اجتماع للمجلس العسكرى بتشكيله الجديد بعد تغيير عدد كبير من قادة الجيوش والأفرع الرئيسية، قال لهم بالحرف الواحد "احنا مايهمناش اسم الحاكم، إحنا كل اللى يهمنا مصر وأرضها وشعبها، وهو ده هدفنا، وهو ده اللى إحنا معاه وخلوا الشعب يمارس التجربة الديموقراطية اللى هو اختارها، وعلينا الآن إعادة الروح القتالية للفرد، وإعادة تأهيل القوات ورفع الروح المعنوية للضباط والصف والجنود بعد الفترة العصيبة اللى مرت، نحن الآن جيش وطنى فقط ومهمتنا هى تأمين البلد والعباد والحدود".
الخبرة المخابراتية:
كان السيسى يعلم من داخله أن الأمور لن تستقر بهذه السهولة لأنه وبحكم خبرته المخابراتية السابقة يعلم جيدا من هم الإخوان وما هو التنظيم الدولى للإخوان. لذلك حرص منذ بداية عمله على ترميم العلاقة مع الشعب، والتى تم تشويهها بفعل فاعل، والارتقاء بمستوى التدريب لدى القوات.. وظلت المؤسسة العسكرية على هذا الدرب ولم تغفل دورها الوطنى، فعلى الرغم من أن لديها يدًا تبنى وأخرى تحمل السلاح فان لها عيونا على الوطن تراقب كل كبيرة وصغيرة لإجهاض أى مخطط خارجى أو داخلى يهدف إلى ضرب البلاد والعباد.
كان أول صدام خفى بين الجماعة وبين المؤسسة العسكرية فى شهر ديسمبر 2012 عندما قام مرسى بمنح الجنسية المصرية لعدد من العناصر الفلسطينية الحمساوية، وبخبرة ووطنية الفريق السيسى وإحساسه المخابراتى فطن للمخطط الذى يبدأ بتوطين الفلسطينيين بسيناء، ومن ثم إخلاء الضفة الشرقية وقطاع غزة للجانب الإسرائيلى ليتوسع كما يشاء، ثم بعد ذلك يصبح الصدام مع حماس التى تتواجد داخل الأراضى المصرية بما يعنى أنه فى حال خروج رصاصة واحدة من سيناء ستعتبرها إسرائيل ذريعة وحجة، وتقول وطبقا للقانون، إن مصر تعتدى عليها وتشكل خطرا على المنطقة.
القرار الصاعقة:
وبناء عليه أصدر السيسى قرارا يمنع تملك الأراضى فى سيناء لغير المصريين، ذلك القرار الذى صدر ونشر فى الجريدة الرسمية وتفاجأت به مؤسسة الرئاسة ومكتب إرشادها فى المقطم، وهنا أدركت الجماعة أن الأمور ليست بالبسيطة، وأن خطة التمكين لن تحدث بين عشية وضحاها.
سياسات خاطئة:
وتوالت الأحداث وكان كل يوم يمر، تخسر الجماعة مؤيدين لها فى الشارع جراء سياسات خاطئة... ووعود وأكاذيب إخوانية انتخابية لم تتحقق!! وعدم استيعاب الآخر. فى الوقت الذى بدأت فيه الجماعة تتخذ من نفسها مركز قوى... ولم لا.. وهى التى ترسل كل يوم فى الصباح حزمة من القرارت إلى الرئاسة كى تصدرها بعد توقيع مرسى عليها.. وتغير الرسم البيانى لشعبية الإخوان، وكل يوم يقل وهم لا يشعرون.
كانوا غارقين فى وهم السلطة ورغد القصور فهم فى حياة لم يروها من قبل.. وكانت لديهم قناعة كاملة أن الشعب لا يمكن له أن يثور عليهم يوما لأنه شعب مسلم، ومستحيل أنه يطالب بسقوط الإسلام ظنا منهم أنهم هم الإسلام، وحاملو لوائه وحملة مشاعل النور! وتوترت الأجواء الشعبية وزادت حدة الصدام بين الجماعة ومندوبها مرسى من ناحية، وبين الشعب والقوى السياسية من ناحية أخرى، فضلا عن الصدام مع مؤسسات الدولة مثل القضاء الذى حاولوا الهيمنة علية وأخونته... والشرطة.. وتوجيه الشتائم والسباب لجهاز المخابرات واتهامه بالاستعانة بالبلطجية!! فى سابقة لم تحدث من قبل فى أى دولة فى العالم! وبدأ الشارع المصرى فى الاحتقان وازدياد حدة الغليان يوما بعد يوم..
خطر الانقسام:
هنا استشعرت المؤسسة العسكرية الخطر من وجود هذا الانقسام فى الشارع السياسى أو حتى الشارع العادى.. الوضع أصبح خطيرا.. أصبح المبدأ السائد لدى الإخوان أن من ليس معى فهو ليس مع الإسلام.. وتزايدت الاتهامات والتكفير. وزاد التراشق بين الجماعة وبين معارضيها وصلت لحد الصدام والاشتباك فى بعض الأحيان، ومن منطلق دورها الوطنى وادراكها واستشعارها الخطر من الأوضاع السياسية داخل البلاد والتى تنذر بكارثة حقيقية، قامت المؤسسة العسكرية بالدعوة للحوار لمختلف القوى السياسية بمقر وزارة الدفاع، وكان الهدف من ذلك تقريب وجهات النطر بين الجماعة ومندوبها مرسى من ناحية وبين القوى السياسية والمعارضة من ناحية أخرى.
وفى هذا اليوم وتحديدا، مساء الإعلان عن دعوة الحوار طلب مرسى لقاء السيسى وعليه ذهب السيسى لرئاسة الجمهورية ودار الحوار التالى:
مرسى: يا سيادة الفريق احنا عايزين الجيش يفضل بعيد عن العملية السياسية ولا داعى لتدخلكم فى أى حوار، ولا يجب ولا يصح أن يتدخل الجيش، ويدعو للحوار، ورئيس الجمهورية لا يعلم هذا إلا من خلال نشرات الأخبار!
السيسى: الموضوع مش موضوع تدخل مننا.. بس ماتنساش إن دورنا كمؤسسة عسكرية هو المحافظة على وحدة الصف والنسيج المصرى من أى أخطار تهدد الأمن القومى المصرى.
مرسى: من فضلك الغ الدعوة وأنا كفيل بلم الشمل للشارع السياسى، وسوف أجتمع بالقوى السياسية جميعها كى لا يحدث خلط وبلبلة فى الشارع!
وبالفعل استجاب الفريق السيسى، وأعلن بعدها المتحدث العسكرى عن إلغاء الدعوة للحوار مؤقتا وتأجيلها لأجل غير مسمى.. وتمر الأيام والجماعة تهتم بالتمكين فقط، ووضح ذلك جليا عندما قام مرسى بتعيين شقيق زوجته محافظا للمنوفية على الرغم من أن عليه قضايا مالية.. التمكين فقط هو ما يشغل بال الجماعة فى وقت وصل فيه الشارع المصرى لمرحلة الأنين من تردى الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
"الوطن" الكويتية تواصل نشر ملف استيلاء الإخوان على السلطة.. الحلقة الثانية: السيسى يرفض حلف اليمين لتولى "الدفاع" إلا بإذن طنطاوى.. وفكرة منح الجنسية المصرية لعناصر حماس بداية الصدام مع الجيش
الثلاثاء، 05 أغسطس 2014 04:47 م
الرئيس عبد الفتاح السيسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة