ثارت موجة من الجدل فى إندونيسيا التى تعد أكبر دولة فى العالم من حيث عدد أغلبية المسلمين فيها، وذلك بسبب محاولة السلطات الدينية حظر ارتداء الحجاب مع الملابس الضيقة.
ومن المعروف أنه تزايدت أعداد النساء فى إندونيسيا اللاتى يتجهن إلى ارتداء غطاء الرأس الإسلامى المعروف فى إندونيسيا باسم الجلباب أو الحجاب، غير أن بعض النساء يخترن الجمع بين الحجاب وارتداء ملابس ضيقة تبرز النهود والأرداف.
وأصبحت ظاهرة الجمع بين الحشمة الإسلامية والأزياء ذات الطراز الغربى تعرف بشكل استهزائى باسم "جيلبوبس" وهى اختصار لكلمتين، وهما الجلباب ولهجة محلية معروفة تعنى النهود.
وفى الشهر الماضى أعلن المجلس الإندونيسى لعلماء المسلمين وهو هيئة شبه رسمية لشئون الإسلام بهذه الدولة حظر ارتداء الحجاب الإسلامى مع الملابس الضيقة.
وقال معروف أمين، نائب رئيس المجلس "إننا نكن التقدير للنساء اللاتى قررن ارتداء الجلباب".
وأضاف " غير أن بعض النساء اخترن تغطية رءوسهن مع الكشف عن بعض أجزاء الجسم الأخرى المثيرة، والمجلس يحظر ذلك بشدة".
غير أن الفتاوى أو أية إعلانات أخرى من جانب المجلس لا تعد ملزمة، وغالبا ما يتجاهلها الإندونيسيون.
وتنوعت ردود أفعال النساء الإندونيسيات إزاء هذا الإعلان ما بين التأييد أو الاستياء أو الانتقاد الساخر.
وقالت السيدة رحمة ليلى "أليس لدى هؤلاء العلماء بالمجلس قضية أفضل يناقشونها بدلا من التعليق على اختيارات الناس لملابسهم "، وتبلغ ليلى من العمر 26 عاما وتعمل بائعة فى متجر لأغطية الرأس يقع داخل مركز تجارى شهير بجاكارتا، حيث من المألوف رؤية السيدات اللاتى يرتدين بلوزات مفتوحة الصدر بدون أكمام وسراويل ساخنة.
وأضافت " نحن النساء نريد أيضا أن نبدو أنيقات".
ونالت صفحة على الفيس بوك مخصصة لنشر صور للنساء اللاتى يرتدين الجيلبوبس قرابة 39 ألف إعجاب، وتظهر إحدى الصور امرأة ترتدى غطاء للرأس وتى شيرت ضيقا وعليه علامة تقول " هذا ما يريده صديقى".
وأدانت الكاتبة المناصرة لقضايا المرأة جوليا سرياموسوما رد الفعل من جانب المجلس الإسلامى الذى وصفته بأنه ينم عن تصرف "انفعالى"، وقالت إن الجيلبوبس هو "ببساطة التقاء بين اتجاهات التدين والعولمة، بل هو اتجاه يتعلق بالأزياء".
وأعربت عن اعتقادها فى تعليق نشرته بإحدى الصحف بعنوان "زوبعة فى فنجان الصدر" بأن هذا الجمع فى الملابس هو اتجاه يجب أن يجعل المسلمين يفكرون بتعمق أكبر فى القواعد التى يلتزمون بها".
وشهدت إندونيسيا زيادة فى عدد النساء اللاتى يرتدين الملابس الإسلامية بعد أن أذن سقوط الديكتاتور سوهارتو عام 1998 بالدخول فى عصر من الديموقراطية.
وأرجع عدد من المحللين هذه الظاهرة إلى نمو التيار الإسلامى المحافظ.
وبرز خلال الأعوام الأخيرة جيل جديد من مصممى الأزياء الإندونيسيين، الذين يسعون إلى المزج بين الحشمة الإسلامية وخطوط الموضة الحديثة، وذلك فى إطار حملة للحكومة الإندونيسية تهدف إلى تحويل البلاد إلى مركز عالمى للأزياء الإسلامية.
وتبلغ نسبة المسلمين فى إندونيسيا 85 فى المئة من إجمالى تعداد السكان الذى يبلغ 240 مليون نسمة، غير أن الدولة تنتهج مبدأ العلمانية نسبيا.
جدل فى إندونيسيا حول الجمع بين الحشمة وصيحات الموضة
الأربعاء، 10 سبتمبر 2014 03:40 م
فتاة إندونيسية ترتدى ملابس تجمع بين الحشمة وصيحات الموضة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة