ضمن سلسلة "كلاسيكيّات الأدب الفرنسى"..

مشروع "كلمة" يترجم "الفيضان ومنتخبات قصصيّة" لإميل زولا

الجمعة، 12 سبتمبر 2014 08:04 م
مشروع "كلمة" يترجم "الفيضان ومنتخبات قصصيّة" لإميل زولا مشروع "كلمة" للترجمة - أرشيفية
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة كتاب "الفيضان ومنتخبات قصصيّة" أخرى لإميل زولا ونقلته إلى العربية الشاعرة والمترجمة اللبنانية دانيال صالح، ويأتى الكتاب ضمن سلسلة "كلاسيكيّات الأدب الفرنسى" التى استحدثها مشروع "كلمة" للترجمة فى أبو ظبى، ويحرّرها ويُراجع ترجماتها الشاعر والأكاديمى العراقى المقيم فى فرنسا كاظم جهاد.

يقدّم هذا الكتاب منتخبات قصصية لرائد المدرسة الطبيعيّة فى الرواية، الفرنسى إميل زولا، مقتطفة من مختلف مجموعاته القصصية. تشكّل هذه القصص مختبراً حيّاً للتجارب التى يتوسّع زولا فى معالجتها فى إنتاجه الروائى الضخم. وهو يفيد هنا من وجازة الحكاية والقصّة لتشكيل لوحات حيّة تندرج ضمن معايناته لمظاهر البؤس فى عصره، خصوصاً فى العاصمة الفرنسيّة، التى رصد فيها صعود الرأسماليّة المتدرّج وولادة حضارة الإعلان والاتّجار بالصورة والتلاعب برغبات المواطنين الذين بدأوا يتحوّلون إلى مستهلكين لا غير. بيد أنّه لا ينسى مباهج الريف، ولا الجنوب الفرنسى الذى نشأ هو فيه وأحبّ. هكذا يخاطب فى النصوص القصيرة الأولى من هذا الكتاب صديقة صباه نينون، فيعيد رسم أجواء حبّهما الأولى بأسلوب تصويرى بارع وبلغة فردوسيّة ملهمة. كما لا ينسى مآسى الريف، فيرسم فى قصّته "الفيضان"، التى اختير اسمها عنواناً للكتاب كلّه، مأساة الطبيعة تجرف البيوت وتطمر أبناءها تحت السيل، وهذا كلّه يصفه بأسلوب ملحمى وتصوير لمّاح جعلا منه أحد روّاد القصّة الحديثة.

قد يفاجئ هذا السّفْر الضخم قارئ العربية مثلما فاجأ من قبلُ قارئ الفرنسية لدى صدور نصوص زولا السرديّة الوجيزة فى مجلّد يغطّى 1625 صفحة صدر عامَ 1976 فى سلسلة لابليياد. فكما كان الأمر بالنسبة لقرّائه المعاصرين بلغته الأصليّة، يكاد القارئ العربى لا يعرف سوى زولا صاحب الرّوايات الضخمة، المولع باللّوحات الوصفيّة العريضة، والرّاصد تحوّلات أجيال متعاقبة، على حين يقبع فى الظلّ نوعاً ما زولا البارع فى كتابة النصوص السرديّة القصيرة.

الحكايات والقصص المجتمعة هنا تنقسم على مرحلتين يمثّلهما قسْما هذا الكتاب. تمتدّ المرحلة الأولى على الأعوام 1864-1874، والثانية على الأعوام 1875-1899. فى هذه النصوص يعرب زولا، هو المتّهم ظلماً فى رواياته بالرّتابة، عن تنوّع كبير فى التعبير عن مظاهر الحداثة الأليمة المشار إليها أعلاه، والتى جعل جزءاً من رسالته ككاتب يتمثّل فى رصدها وتعريتها. بيد أنّ فسحة النّور التى كان يهمّ زولا أن يُحلّها دوماً فى أعماله تجعلنا نلاحظ عودة ثيماته الرئيسة، من مديح العطاء الصادق، غير المحدود وغير المشروط، إلى تقريظ الخصب والأمومة، فتمجيد القوّة الفاعلة والجهد المستأنف دون انقطاع.


يقف إميل زولا (1840-1902) بين عمالقة الأدب الفرنسى والعالمى، ويُعدّ الوريث الأعظم لبلزاك وفلوبير، وذلك بفضل مسيرة أدبية وإنسانية حافلة بدأ فيها صحفيّاً لامعاً وناقداً فذّاً للأدب والفنّ، ثمّ نشر عدداً من الحكايات والقصص، جاءت بعدها رواياته الضخمة، التى تتقدّمها سلسلة "آل روغون ماكار" برواياتها العشرين التى تعرض تحوّلات مختلف أجيال أسرة كبيرة واحدة فى ظلّ العهد الامبراطورى الثانى بفرنسا (1852-1870). تشكّل السلسلة، على ما يرد فى عنوانها الفرعى الشامل، "تاريخاً طبيعيّاً واجتماعيّاً" لهذه الأسرة، ومن أشهر أجزائها "جَوف باريس" و"الجشع" و"الحانة" و"الأرض" و"الوحش البشرى" و"جرمينال" و"الحلم" و"الهزيمة" و"المال".

أمّا المترجمة دانيال صالح فهى شاعرة باللغة الفرنسية، لها مجموعتان شعريّتان بعنوان "حجارة الليل" صدرت فى باريس عام 1984، و"الخطوات النائمة" صدرت فى بيروت عام 1985. عملت فى حقل الأدب والشعر باللغات الفرنسية والعربية والإنكليزيّة منذ العام 1985، وترجمت فى الصحف والدوريات اللبنانيّة والعربيّة عموماً عشرات القصص القصيرة والقصائد لأدباء غربيّين كبار. ساهمت فى أنطولوجيا بالفرنسيّة لأعمال الشاعر اللبنانى أنسى الحاج بعنوان "الأبد الطيّار" عن دار سندباد الفرنسيّة، وأعدّت وترجمت بشكل مشترك مع الشاعر والكاتب اللبنانى شارك شهوان أنطولوجيا للقصّة القصيرة بعنوان "ثلاثون قصّة من الكوكب". ومن ترجماتها إلى العربيّة "منصب شاغر"، أوّل لرواية للكبار كتبتها ج. ك. رولينغ، مؤلّفة سلسلة هارى بوتر الشهيرة، و"بوتشان" للكاتب اليابانى ناتسومى سوسيكى، نشره مشروع "كلمة"، و"المدعوّة" للكاتبة الفرنسيّة سيمون دو بوفوار.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة