بالصور.. القبو السرى لـ"مقهى ريش" يفشى أسراره بعد 72 عاماً.. استخدمه ثوار 1919 فى طباعة المنشورات.. وتحول إلى متحف صغير ملحق بالمقهى فيه مكواة تعمل بالفحم وبيانو أوتاره نحاسية منذ عام 1885

الأحد، 21 سبتمبر 2014 05:22 ص
بالصور.. القبو السرى لـ"مقهى ريش" يفشى أسراره بعد 72 عاماً.. استخدمه ثوار 1919 فى طباعة المنشورات.. وتحول إلى متحف صغير ملحق بالمقهى فيه مكواة تعمل بالفحم وبيانو أوتاره نحاسية منذ عام 1885 معالم مقهى ريش من الداخل
كتبت منة الله حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"باريس الشرق" أو القاهرة الخديوية منطقة تتميز بالطابع المعمارى والتراث الفريد، الذى لا يقل جمالاً وجاذبية عن مدن كثيرة فى العالم كروما وباريس، وشيدت هذه المنطقة فى عهد الخديوى إسماعيل، محاولاً نقل العاصمة المصرية من قاهرة العصور الوسطى إلى قاهرة جديدة أوروبية تضاهى الأنظمة والمنشآت الباريسية.

فى شارع سليمان باشا فى ذلك الوقت بالتحديد أمام كراكون قصر النيل الذى كان يعلوه مكتب "طوسن بيك" القائد الإنجليزى قائد شرطة العاصمة، وعلى الجانب الآخر فندق سافوى الذى تحول إلى مقر حلفاء الحرب العالمية الأولى، توجد عمارة ريش التى شيدت عام 1908، والتى يوجد أسفلها مقهى ريش، وكان الخديوى إسماعيل قد اشترط وقتها لبناء منطقة القاهرة الخديوية، أن يكون تحت كل عمارة قبو أرضى يُعد بديلاً عن الصرف الصحى، حيث يتم عمل بيارات لتجميع مياه الصرف، ثم يتم نزحها عند امتلائها، ثم نقلها بالسيارات خارج العاصمة، ونظراً لموقعه المتميز كان لمقهى ريش وقتها مكانة عظيمة لدى مصر والعالم الخارجى، لأنه كان مقرًا للمراسلين الأجانب، الذين كانوا يتوافدون عليه لنقل الأخبار فى الصحافة العالمية لمتابعى أحداث الحرب العالمية الأولى عام 1914.

يُعد مقهى ريش حالياً قلعة من قلاع الثقافة المصرية، فإنه شاهد على العصر، ومنذ نشأته توافد عليه صفوة الكتاب والمثقفين فى مصر، من بينهم أم كلثوم، منيرة المهدية، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، مصطفى وعلى أمين، نجيب محفوظ، طه حسين، أمل دنقل، صلاح جاهين، إلى جانب بعض الصحفيين والكتاب والمستشرقين الأجانب، حتى أصبح المقهى مكانًا لتبادل الأفكار والخواطر والثقافات.

المهندس عباس محمود أحد عاشقين مصر الخديوية وخاصة مقهى ريش، قص لنا الدور العظيم الذى قام به قبو المقهى أثناء ثورة 1919، وكان مالك المقهى وقتها يونانى الجنسية محبًا وعاشقًا لمصر، لدرجة أنه كان يروى عنه فى ذلك الوقت، أنه عضو فى أحد التنظيمات السرية.

وقال المهندس عباس، إن صاحب المقهى أنشأ بابًا خلفيًا للقبو الأرضى تحت العمارة، لأنه لا يجوز أن يتم نزح مخلفات الصرف الصحى أمام رواد المقهى ، ولما علم أن حزب الوفد الجديد وقتها كان يبحث عن مكان لطبع المنشورات ضد الإنجليز آن ذاك، اقترح عليهم النزول إلى هذا القبو، لأنه مكان أمن لهم، خاصة أنه يوجد به باب خلفى، وبالفعل تمت الموافقة على ذلك، بتوافد أعضاء التنظيم على القبو لطبع المنشورات، وكان القبو عبارة عن مكان مظلم، يضاء بالشموع، يطبع فيه المنشورات وسط مخلفات المقهى من زجاجات فارغة وكراتين، معبأ برائحة بيارات الصرف الصحى الكريهة.

ويتابع المهندس عباس محمود، أنه عندما كانت تأتى قوات الاحتلال الإنجليزى للتفتيش كان صاحب المقهى يعطى إشارة معينة للثوار داخل القبو، فيخرجوا من الباب الخلفى، حيث إنه يطل على ممر يؤدى إلى 3 مخارج فى وسط البلد، هى شارع سليمان باشا سابقاً أو طلعت حرب حالياً، وشارع البستان السعيدى، وشارع هدى شعراوى، وعندما تدخل الشرطة للتفتيش لا تجد شيئًا فيه سوى مخلفات داخل مكان مظلم تنفذ منه رائحة البيارات الكريهة، وبعد ثورة 1919 يظل القبو محتفظاً بسره تمر عليه السنوات واحدة تلو الأخرى، ولا أحد يعلم عنه شيئًا سوى أنه ملجأ للمخلفات.

وتنتقل ملكية المقهى من شخص لآخر حتى عام 1962 يشتريه عبد الملك مخائيل "مصرى الجنسية"، ويصبح مالكه حتى الآن، وفى عام 1992 أصيبت مصر بكارثة طبيعية أثرت على بعض مبانى منطقة وسط البلد أو القاهرة الخديوية، فأحدثت فيها بعض الترميمات، وكان على صاحب مقهى ريش أن ينزل إلى القبو، ويتفقد ما حدث به، وكانت المفاجأة كشف السر الذى احتفظ به القبو قرابة 73 عاماً، ليظهر لنا بعض الأوراق والطابعة التى كان يطبع بها المنشورات آن ذاك، وبعد البحث والرجوع إلى كتب التاريخ، وخاصة مذكرات سكرتير سعد زغلول وكتاب الثورة المصرية للمؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعى قص القبو تفاصيل سره، وأظهر مقتنياته من طابعة وبعض الأوارق.

وتابع المهندس عباس، أنه بعد الترميمات والتطوير الذى حدث بالقبو، أصبح الآن متحفًا صغيرًا ملحقًا لمقهى ريش يضم بارًا صغيرًا عليه العديد من التليفونات ذات الثراث القديم جداً، وأول مكواة قديمة تعمل بالفحم، ومكانًا مخصصًا للطابعة، وأيضاً مكانًا مخصصًا لراديو من الطراز القديم جداً على جانبيه كاميرتان للتصوير السنيمائى، وفى آخر القبو يوجد بيانو أوتاره نحاسية منذ عام 1885.

وسيظل مقهى ريش ذلك المكان العتيق الذى يبلغ من العمر 106 أعوام يحتفظ بين جدرانه العديد من الأسرار، سننتظر حتى يأتى اليوم ويكشف كل مكان به عن سره.

 مهندس عباس محمود أحد عشاق مصر الخديوية يروى الدور العظيم الذى  قام به  قبو المقهى أثناء ثورة 1919

مهندس عباس محمود أحد عشاق مصر الخديوية يروى الدور العظيم الذى قام به قبو المقهى أثناء ثورة 1919

مهندس عباس محمود أحد عشاق مصر الخديوية

مهندس عباس محمود أحد عشاق مصر الخديوية

طابعة من التراث القديم بالمقهى

طابعة من التراث القديم بالمقهى

 معالم مقهى ريش من الداخل

معالم مقهى ريش من الداخل

 البيانو أحد معالم المقهى منذ الزمن الجميل

البيانو أحد معالم المقهى منذ الزمن الجميل

نقيب الصحافيين المصريين ورئيس اتحاد الصحفيين العرب الأسبق والرسام الراحل محيى الدين اللباد وذكريات الماضى بالمقهى

نقيب الصحافيين المصريين ورئيس اتحاد الصحفيين العرب الأسبق والرسام الراحل محيى الدين اللباد وذكريات الماضى بالمقهى

صورتا الشاعرين الكبيرين فتحى سعيد وأمل دنقل تزينان حائط المقهى

صورتا الشاعرين الكبيرين فتحى سعيد وأمل دنقل تزينان حائط المقهى

 صورة للأديب العالمى نجيب محفوظ داخل المقهى ضمن قائمة من صور أشهر شخصيات الزمن الجميل

صورة للأديب العالمى نجيب محفوظ داخل المقهى ضمن قائمة من صور أشهر شخصيات الزمن الجميل

 معالم مقهى ريش من الداخل

معالم مقهى ريش من الداخل

كافية ريش بوسط البلد

كافية ريش بوسط البلد

 مهندس عباس محمود أحد عشاق مصر الخديوية يروى الدور العظيم الذى  قام به  قبو المقهى أثناء ثورة 1919

مهندس عباس محمود أحد عشاق مصر الخديوية يروى الدور العظيم الذى قام به قبو المقهى أثناء ثورة 1919


موضوعات متعلقة:


بالصور.. انطلاق أولى فعاليات "القهوة فن" فى وسط البلد









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة