صدر خلال شهر أغسطس الماضى، للزميل أحمد البهنسى، الصحفى والباحث المختص بالشئون الإسرائيلية، ومترجم اللغة العبرية بوكالة أنباء الشرق الأوسط، كتاب "القرآن الكريم وعلومه فى الموسوعات اليهودية.. دراسة نقدية"، عن مركز "تفسير للدراسات القرآنية"، بالمملكة العربية السعودية.
ويحتوى الكتاب على مادة علمية وفيرة تجمع جميع الموسوعات اليهودية سواء المطبوعة أو الإلكترونية، المكتوبة باللغة العبرية أو بالإنجليزية، واحتوت على مقالات موسوعية حول القرآن الكريم وعلومه المختلفة؛ إذ يتعرض الكتاب لها بالتحليل والنقد، والرد على ما ورد بها من فرضيات علمية تطعن فى أصالة القرآن الكريم ومصدره الإلهى.
ويشتمل الكتاب على خمسة فصول، ويتعرض الأول منها بالتحليل والنقد لما جاء فى الموسوعات اليهودية حول جمع وترتيب الآيات القرآنية، أما الثانى فيتعرض بالنقد لما جاء فى الموسوعات اليهودية حول رد قصص القرآن الكريم إلى مصادر يهودية ومسيحية ووثنية، أما الثالث فينقد ما جاء بالموسوعات اليهودية حول رد عقائد وشرائع القرآن الكريم لمصادر يهودية ومسيحية ووثنية، فى حين أن الرابع ينقد ما جاء بالموسوعات اليهودية حول رد أصول بعض ألفاظ القرآن الكريم إلى لغات أعجمية غير العربية، أما الخامس والأخير فينقد رؤية الموسوعات اليهودية الخاطئة لموقف القرآن الكريم من اليهودية والمسيحية.
ويعتبر أبرز النتائج التى توصل إليها "البهنسى"، أن اليهود اهتموا اهتمام بالغا سواء قبل تأسيس دولة إسرائيل 1948 أو بعد قيامها، بالتعرف على الدين الإسلامى ودراسة مصادره الأساسية، وفى مقدمتها القرآن ومحاولة تشويهها، وتقديمها للعالم فى شكل مُحرف، ما ظهر فى إعدادهم موسوعات ليست بلغتهم العبرية وحسب محدودة الاستخدام والانتشار، بل بالإنجليزية واسعة الانتشار والاستخدام، وتحوى مقالات كثيرة حول القرآن الكريم تطعن فى قيم الإسلام ومبادئه السمحة.
وتوصل كتاب الزميل البهنسى، لنتيجة مفادها أن المقالات الموسوعية اليهودية لم تتسم بالموضوعية العلمية، بل أنها دارت فى فلك المطاعن التى ألصقها المستشرقون الغربيون بالقرآن الكريم، بدون الاستناد إلى حقائق علمية ودلائل أكاديمية رصينة ومقبولة للعقل.
وتتمثل أهمية الكتاب فى كونه لا يمثل التزامًا دينيًا وعلميًا فقط، لكونه أحد وسائل الدفاع عن الدين الإسلامى الحنيف ومصادره بشكل أكاديمى وعلمى يتسم بالموضوعية، بل يمثل أيضًا التزامًا قوميًا ووطنيًا نظرًا لخطورة ما تهدف إليه المقالات الموسوعية حول القرآن الكريم والإسلام من تشويه صورة الإسلام والمسلمين بغرض تحقيق مصالح دينية وسياسية على حد سواء.
ويعتبر تَزَايُد الاهتمامَ بدراسة الموضوع مجال الدراسة وما يتعلق به من دراسات أخرى فى مجالات مختلفة من الممكن أن يؤدى إلى توضيح الصورة الصحيحة للإسلام ومقدساته، وربما يُحدوث صحوة فى مجال الدراسات الإسلامية الأكاديمية المُهْتَمَّة بالرد على الفرضيات الاستشراقية بشكل عام، والفرضيات الاستشراقية "اليهودية والإسرائيلية" بشكل خاص.
يذكر أن إصدار الكتاب يأتى فى إطار المجهودات التى يبذلها الزميل البهنسى فى مجال الاستشراق الإسرائيلى والدراسات اليهودية، فهو حاصل على درجة الماجستير بامتياز من جامعة القاهرة عام 2012 حول دراسته النقدية لأحدث ترجمة عبرية لمعانى القرآن الكريم صدرت فى إسرائيل.، وكرم عليها من قبل نفس الجامعة فى عام 2013، وهو نفس العام الذى سجل فيه لدرجة الدكتوراة فى مجال الدراسات اليهودية.
وشارك "البهنسى"، بعدة أبحاث علمية فى نفس التخصص العلمى، فى مؤتمرات علمية دولية فى السودان وتونس والجزائر والمملكة المغربية، من ضمنها بحث يحمل عنوان "أزمة فهم القرآن الكريم فى الدراسات الاستشراقية الإسرائيلية"، شارك به فى مؤتمر دولى علمى بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بدولة الجزائر فى ديسمبر 2013.
يذكر أن إصدار مركز تفسير الدراسات القرآنية فى المملكة السعودية للكتاب، يأتى فى إطار اعتماد المركز لخطة علمية طموحة تحمل عنوان "الانتصار للقرآن الكريم"، وتهدف للرد علميا وموضوعيا على الشبهات التى تلصقها الكتابات الغربية بالقرآن الكريم، ويعتزم المركز ترجمة كتاب "البهنسى" لعدة لغات أجنبية بهدف مخاطبة الغرب بمثل هذه المؤلفات المتسمة بالرصانة العلمية وتبعتد عن أى تشنجات أو تعصبات تبعدها عن الموضوعية.