يسعى مسؤولو «راديو النيل» إلى الاستقلال بعيدا عن تبعيتهم إلى شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، حيث اتخذت الإذاعة المصرية خطوات مبدئية لنقل الراديو إليها مؤقتا، إلى حين تحويلها إلى شركة خاصة تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.
شبكة راديو النيل انطلقت من مدينة الإنتاج الإعلامى تحت قيادة المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، وكان مخططا لها أن تضم 5 ترددات إذاعية تجمع جميع الفئات العمرية إلى جانب محطة إذاعية رياضية ومحطة درامية، إلا أن ظروف ثورة يناير أوقفت المشروع لتقف الشبكة عند 3 ترددات فقط وهى «نغم إف إم» و«راديو هيتس» و«ميجا إف إم»، وظلت المحطات الثلاث تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ولكنها فى نفس الوقت تحت إدارة شركة صوت القاهرة الوكيل الإعلانى الحصرى لها. العاملون فى راديو النيل يعانون من بعض المشكلات بسبب تبعيتهم للشركة وهى عدم معرفتهم ما إذا كانوا كيانا حكوميا أم قطاعا خاصا، فبداية من عدم وجود عقود سنوية وعدم وجود تأمينات، وكذلك نظام للتأمين الصحى، وأيضا غياب الصلاحيات عن رئيس الشبكة وليد رمضان، الأمر الذى دفع البعض لمطالبة عصام الأمير ومن قبله الدكتورة درية شرف الدين بعودة مشروع راديو النيل لمساره وتحويله لشركة خاصة تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.
الإذاعى عبدالرحمن رشاد رئيس قطاع الإذاعة المصرية، أكد أنه يرغب فى نقل تبعية راديو النيل للإذاعة المصرية بدلا من شركة صوت القاهرة، لأن الشركة غير قادرة ولا تستطيع إدارة محطات بحجم راديو النيل، ومن ثم يصدر قانون بموجبه تحويل الشبكة لشركة خاصة يكون لرئيسها صلاحيات يتمكن من خلالها إدارة الكيان، وأضاف رشاد أنه سيضم 3 محطات إذاعية أخرى إلى جانب المحطات الثلاث نغم وميجا وهيتس فى شركة واحدة تحت قيادة وليد رمضان.
من جانبه قال عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، إنه يسعى للبدء فى إجراءات نقل راديو النيل لقطاع الإذاعة، وذلك لإنشاء شركة fm تضم محطات الراديو الناجحة ليصل عائدها لـ200 مليون جنيه بدلا من 100 مليون سنويا، حيث تحقق المحطات الإذاعية الثلاث «ميجا ونغم وهيتس» 50 مليونا سنويا.
وليد رمضان رئيس الشبكة والخبير الإعلامى أوضح فى تصريحات خاصة لليوم السابع أن تحويل راديو النيل لشركة خاصة هو كلام صحيح ومثمر بل إنه تأخر، لأنها ستكون فى تلك الحالة لديها استقلالية غير موجودة حاليا، وهو ما يعنى أنها ستخدم الإذاعة المصرية كقطاع عام.
وقال رمضان إن المعاناة التى يشعر بها العاملون براديو النيل هى أن الأزمة تتمثل فى العديد من المشاكل أولها: عدم قدرة الإدارة على التقييم سواء لبرنامج أو لمحتوى إذاعى، كما أننا نسير فى راديو النيل بمنطق أن الرأى الذى يدير هو الذى يسيطر وليس رأى المختص، إلى جانب غياب الاختصاصات، ومبدأ الثواب والعقاب وغيرها من المشاكل.
وأضاف رمضان: أدرت راديو مصر فى 2012 فنيا، وقمت ببعض التغييرات الفنية والتى كان لها تأثير فى ارتفاع نسب استماع المحطة بمساعدة العاملين براديو مصر أصحاب الكفاءات، فضلا عن رفع عدد الإعلانات من 30 إعلانا لـ400 إعلان، وذلك إلى جانب الحرية التى كانت متاحة لى فى العمل الفنى والإدارى، وهذا الأمر غير الموجود فى راديو النيل، رغم شغلى لمنصب رئيس الشبكة، وحينما توليت إدارة راديو النيل قبل عامين كانت الأوضاع المالية للعاملين متردية للغاية رغم وجود كفاءات محترفة.
وقال رمضان إنه التقى مع رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وتم الاتفاق على تحويل راديو النيل لشركة خاصة، بنظام المناطق الحرة، وضم إليه مجموعة من الإذاعات الأخرى، ليكون كيانا قويا بعيدا عن اللوائح والروتين، أيضا الإذاعى عبدالرحمن رشاد تم الاجتماع معه، وأعتقد أن لديه رؤية للشبكة لكونه إذاعيا يفهم معنى الإذاعة واختلاف الأذواق والأعمار السنية.
وأكد رمضان، أن الفكرة التى طرحت بخصوص وجود شراكات بين المحطات الثلاث وشركات إنتاج، هو أمر يخص رئيس الاتحاد، حيث أمامه المعلومات الكافية لتقييم الموقف، وأثق فى قدرته على اتخاذ القرار السليم، بما يخدم المصلحة العامة ومصلحة الاتحاد.
واختتم رمضان تصريحاته برفضه فكرة خروج راديو النيل من مدينة الإنتاج الإعلامى بداعى زيادة التكلفة، مشددا على أن الكيان ناجح ويحقق أرباحا تغطى تكاليف إيجار المبنى.
ومن جانبه قال محمد عبدالله، رئيس مجلس إدارة شركة صوت القاهرة لـ«اليوم السابع» إنه ليس لديه مانع بل يرحب بهذا القرار وأكد أن راديو النيل فى الأساس تابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون والاتحاد أولى بإدارته و«ياخدوه»، وبالعكس إذا كانوا يرغبون فى استمرارى لمتابعته فأنا أرحب بذلك.