فى وسط البلد حكايات وأسرار، يرويها رواد المقاهى الذين يتجاذبون أطراف الحديث وسط رشفات الشاى والقهوة ومع أصوات زهر الطاولة، الذى قد يودى بالخاسر، لدفع الحساب كاملا.
خلف أكواب الشاى وفنجانين القهوة، رجال صنعوا لمشروباتهم حكايات، فهناك من أتى من الصعيد ومن جاء من بحرى، طلبًا للرزق، والقاهرة لا ترد مجتهد خائبا ورزقها يتسع للجميع
عم صالح ومقهاه
عم صالح هو صاحب مقهى يحمل اسمه، فيقال قهوة عم صالح، وهو المقهى المواجه لقصر شامبليون فى شارع شامبليون الشهير، وعلى مقربة من كشرى أبو طارق، عم صالح فى العقد السادس من عمره، وتحظى مقهاه بالعديد من الرواد ما بين كتاب ومثقفين وصحفيين، وما زالت قهوة عم صالح على أسعارها القديمة فالشاى لا يزيد عن جنيه ونصف واثنين جنيه للقهوة، عم صالح يفخر دائما بزبائنه، ويقول أن مقهاه تضم زبائن قدامى من رواد وسط البلد وزبائن من العابرين إلا إنه يجيد دائما تمييز زبونه، ويعرفهم بالأسماء، وبمشروباتهم المفضلة، ويؤكد أن مقهاه كانت من أهم أماكن لقاءات السياسيين أثناء ثورة 25 يناير.
عم غزال ومقهاه
يتجاوز عمر عم غزال السبعين عاما بقليل، ويعمل فى مقهاه التى تقع فى زقاق ضيق من أزقة شارع طلعت حرب وتحديدا خلف سينما أوديون الشهيرة منذ ما يقرب من 40 عاما، يرتدى عم غزال نظارته الطبية السميكة، التى يضعها فوق وجهه النحيل، وابتسامته الدائمة.
يصف عم غزال نفسه بالناصرى، فلم يرى غير الرئيس جمال عبد الناصر مهموما بالفقراء وأحلامهم، وطموحاتهم، إلا أنه يبدى اهتماما معقولا بالسياسة، ولكنه لا يبدى أى رغبة فى المشاركة فى أى من الانتخابات التى مرت بمصر، ويؤكد أنه سيترك الفرصة للشباب مكتفيا بالقول "مش هعيش قد اللى عشته"، أما أغرب حكايات المقهى فهى انتشار شائعة لقاء خيرت الشاطر مع المشير السيسى قبل 30 يونيو على المقهى ليلا، ومن أشهر رواد المقهى السياسى خالد تليمة والسيناريست باسم شرف.
سعيد قهوجى "الندوة الثقافية"
الندوة الثقافية واحدة من أهم مقاهى وسط البلد، وتقع فى شارع جانبى متفرع من باب اللوق، يقف فيها سعيد القهوجى منذ أكثر من 20 عاما، يقوم على طلبات زبائنه، ويتنوع رواد المقهى ما بين الفنانين والمثقفين والصحفيين، ومن أشهر رواد المقهى فريق البلاك تيما، وشباب حركة الاشتراكيين الثوريين.
عاطف قهوجى "ملتقى الأدباء"
عاطف هو قهوجى مقهى زهرة البستان الشهيرة، التى تضع على لافتتها عبارة ملتقى الأدباء والفنانين، وزهرة البستان هى المقهى الملاصق لمقهى ومطعم ريش الذى جلس عليه كبار مثقفى مصر والعالم العربى، أما عاطف فسوف تتمكن من تمييزه دون أن يناديه أحد، وحده يرتدى زيًا مختلفًا عن ملابس باقى طاقم العمل الذين يلبسون تيشرتات حمراء، بينما يرتدى عاطف ملابسه الخاصة، ويقوم على حساب الزبائن على الطاولات المختلفة، ورغم قامته القصيرة نسبيًا إلا أن عاطف يتمتع بشخصية قوية مكنته من إدارة مقهى كبير وتاريخى مثل زهرة البستان، ومن أشهر رواد المقهى الروائى مكاوى سعيد والمخرج مجدى أحمد على.
سنوسى وبكار بمقهى الركن الجنوبى
ضمن منطقة مقاهى البورصة، تقع مقهى الركن الجنوبى التى اختارت لنفسها، طرازا خاصا يجمع بين شكل المقهى التقليدى والكافيه الحديث، فتنفرد بمنطقة جلوس فى الداخل، وكراسى خارجية، ويقوم على خدمة الزبائن فى هذه المقهى بكار وهو شاب نوبى أسمر، يعرفه الزبائن باسم بكار وربما له اسما أخر، أما سنوسى فهو نادل الشيشة الصعيدى، الذى اشتهر بين رواد المنطقة بجودته وإتقانه.
عم صالح يحمل الطلبات على صينية فى مقهاه
شارع مقاهى البورصة
شارع المقاهى بوسط البلد
مكاوى سعيد أشهر زبائن زهرة البستان
موضوعات متعلقة
بالصور.. تطوير أكثر من 22 عقارا تاريخيا فى القاهرة الخديوية
حكايات الفن والثورة على مقاهى وسط البلد.. "عم غزال" الناصرى لا يشارك فى الانتخابات.. "عم صالح" يشهد اجتماعات الثوار.. "عم سعيد" المفضل لفريق بلاك تيما.. و"عاطف" قائد فريق "زهرة البستان"
الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014 03:18 م
شارع المقاهى بوسط البلد
كتبت سارة علام
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة