قال الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر فى الدقهلية، إن نظرة الإسلام إلى البشرية أنها يجب أن تتعاون وتتعايش وتتعارف وتتكامل وتتبادل المنافع والمعلومات لكى تستطيع إعمار الأرض كما قال الله "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" أى طلب منكم عمارتها.
وأضاف الخطيب أن اختلاف العقائد ليس للعداء والكراهية والبغضاء والحروب والقتل، وإنما للتعارف والتعايش "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" ولكن للأسف الشديد، المتشددون من كل الأديان أفسدوا الحياة وجعلوها ساحة للخراب والدمار والقتل والحروب.
والبشرية بأكملها تتفق فى الأصل الواحد (كلكم لآدم وآدم من تراب) كما أن الخطاب القرآنى ليس للمسلمين فحسب وإنما (يأيها الناس) أى أنه خطاب عالمى للعالم بأكمله.
واستطرد الخطيب "لذلك أراد إمام أن يختبر جمهوره فقال.. الحمد لله رب المسلمين فقال يا شيخ رب العالمين فقال عفوا- وقال مرة أخرى الحمد لله رب المسلمين فرد آخر وقال العالمين ياشيخ قال عفوا وقال ثالثا الحمد لله رب المسلمين فهب الناس كلهم صارخين وقالوا له رب العالمين يا شيخ فابتسم الشيخ وقال طالما أنكم تعرفون أنه رب العالمين وليس رب المسلمين وحدهم فلماذا تصدقون من يزرع الفتنة وتكفرون الناس من غير المسلمين وتتصرفون على أن رب العالمين هو ربكم وحدكم".
واستكمل الخطيب: إذا كانت البشرية والإنسانية يجب أن تتعاون وتتعارف أليس من البديهيات وألف باء عقلانية أن نتحد نحن كمسلمين ونكون مجتمعا واحدا شعاره "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".
وذكر الإمام أن فريضة الحج تعلمنا الوحدة فى أسما معانيها، حيث لا إشارات ولا رموز ولا نياشين لا فرق بين رئيس ومرؤس ولا وزير وخفير.. ولا أبيض وأسود ولا بين عربى وأعجمى ولا بين غنى وفقير ولا فرق فيه بين سنى وشيعى ولا حنفى وشافعى والشعار الأصيل فى هذه المناسبة العظيمة "هو سماكم المسلمين".
وأكمل الخطيب "للأسف الشديد فرقتنا العصبية والمذهبية والطائفية ولم ننتبه إلى تحذير النبى "ص" قبل أن يغادر الدنيا "لا ترجعوا بعدى كفار يضرب بعضكم رقاب بعض" هذا هو الكفر أن يضرب المسلمون رقاب بعض لم ننتبه لتحذير القرآن (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم).
وأوضح الخطيب "الحج درس للأمة فى هذا الوقت العصيب فى تاريخها المعاصر لأنها بصراحة مهددة بالانقراض ليس بسبب أعدائها، ولكن لأن حروب الجاهلية الأهلية عادت مرة أخرى فى العصر الحديث وعادت حرب داحس والغبراء وعادت حرب البسوس فى القرن الـ21".
الأمة بأسها بينها شديد وتأتى فريضة الحج فى هذا العام والأمة من سيئ إلى أسوأ والعداء المذهبى كالنار تحت الرماد والتعصب للجنس على أشده والفتن الطائفية خطيرة والعلاقات البينية بين المسلمين من أسوأ ما تمر به الأمة عبر تاريخها.
خطيب مسجد بالدقهلية: للأسف فرقتنا العصبية والمذهبية والطائفية
الجمعة، 26 سبتمبر 2014 01:14 م
خطبة الجمعة