رصدت "اليوم السابع" من داخل قطاع غزة ميناء أشدود خلال زيارة للقطاع لرصد المجازر التى ارتكبها الاحتلال فى حق الفلسطينيين، ميناء "أشدود" الإسرائيلى - شديد الحراسة - أكبر الموانئ البحرية الإسرائيلية على البحر المتوسط، والتى تسعى إسرائيل لجعله أكبر ميناء فى المنطقة للدعم اللوجيستى للسفن التجارية الضخمة العابرة.
معامل تكرير البترول فى أشدود
وعلى الحدود الشمالية لقطاع غزة، التى كانت مسرح عمليات عسكرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى خلال حرب "الجرف الصامد" الأخيرة، رصدت "اليوم السابع" الميناء وحقول الغاز وأنابيب نقل الغاز من عمق البحر المتوسط لداخل الميناء كما ظهرت لنا معامل التكرير، وهناك قمنا بالتقاط صور للميناء عن قرب.
الميناء الذى تم افتتاحه عام 1968، ويعد أحد أهم موانئ الشحن فى إسرائيل ويقع فى مدنية "أشدود" الساحلية التى احتلتها إسرائيل عام 1984، وأدى تأسيسها إلى التأثير بشكل كبير على سعة موانئ إسرائيل، وكان قد تم بناء الميناء والمدينة بداية من عام 1956.
كانت الميناء خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة هدفا رئيسياً لصواريخ حركة "حماس"، وقد تم إعلان حالات الطوارئ فى المدينة والميناء أكثر من مرة بعد سقوط عشرات الصواريخ الفلسطينية عليها.
ميناء أشدود الإسرائيلى
قامت إسرائيل منذ احتلالها لأراضى "أشدود" بتهجير سكانها العرب بالقوة المسلحة، وأجبروهم على ترك منازلهم وأراضيهم، وذلك خلال عام 1948، وبعد احتلالها أصبحت "أشدود" من أهم الموانئ على البحر الأبيض المتوسط، حيث هاجر معظم السكان العرب قصرا منها إلى مناطق أخرى منها قطاع غزة.
أنابيب نقل الغاز الفلسطينى من المتوسط لأشدود
تبلغ مساحة مدينة أشدود 47 كم2، واعتبرت كمدينة فى عام 1968، حيث زاد عدد سكانها الإسرائيليين لأكثر من 208 ألف مستوطن مما جعلها خامس أكبر مدن إسرائيل، حيث تقع فى منتصف المسافة تقريباً بين يافا وغزة.
وفى بداية العام الماضى أعلنت إسرائيل عن اكتشاف حقل غاز جديد بالقرب من ميناء أشدود، حيث قالت تقارير رسمية إسرائيلية صادرة عن شركة "شيمن" الإسرائيلية للتنقيب عن النفط والغاز عن اكتشافها دلائل على وجود حقل غاز ضخم على بعد 16 كم من ميناء أشدود على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وسيطرت إسرائيل على الحقل المكتشف حديثا الذى يعود ملكيته للفلسطينيين، وقامت باستخراج الغاز الطبيعى لاحقا من البئر الضخم للغاز الطبيعى الذى عثر عليها على عمق 4740 مترا تحت سطح البحر.
"اليوم السابع" رصدت بئر الغاز وعملية استخراج الغاز الفلسطينى من أعماق البحر المتوسط لنقله إلى الميناء ومن ثم نقله للمدن الإسرائيلية لتوليد الكهرباء وبيع الفائض منه للسوق العالمية.
أنابيب الغاز تخترق البحر المتوسط قبالة السواحل الفلسطينية
أدى اكتشاف هذا البئر من احتياطى إسرائيل من النفط والغاز الطبيعى، حيث أصبح البئر الثالث التى تم اكتشافه فى عام 2013 الماضى، حيث كان الأول قرب ميناء حيفا، والثانى شمالى ميناء أشدود، وسعت تل أبيب منذ اكتشاف الحقل الغازى لأن تكون مصدراً رئيسياً للغاز فى المنطقة وتوفير نحو 40% من العائدات فى استثمارات الطاقة داخل إسرائيل.
وترجع أهمية ميناء "أشدود" فى الوقت الحالى بالنسبة لإسرائيل، لتحويله لميناء لوجيستى عملاق لمنافسة "قناة السويس" الجديدة فى مصر بشق من خلال ربط ميناء إيلات على البحر الأحمر مع ميناء "أشدود" على البحر المتوسط، وإيجاد بديل للقناة المصرية، وتعزيز العلاقات الإسرائيلية مع الصين وأوروبا من خلال زيادة حركة التجارة العالمية عبر أشدود، ومن هنا جاءت فكرة بناء خط سكة حديدى للشحن ليصبح بديلا للممر المائى المصرى الأهم فى العالم وهو "قناة السويس"، حيث سيربط هذا المشروع المسافة المقدرة بحوالى 300 كم بين إيلات واشدود، كما تطمع تل أبيب أن يكون المشروع فرصة للصين لكسب موطئ قدم لها فى المنطقة على حساب مصر.
أنابيب الغاز الطبيعى فى أشدود
ومن المتوقع أن يستغرق استكمال مشروع خط السكك الحديدى المنافس للقناة 5 سنوات، وتقدر تكلفته المبدئية بـ 2 مليار دولار، حيث قرر رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، تسريع البدء فى تنفيذ هذا المشروع، لفتح اتصالا مفتوحا بين أوروبا وآسيا، وتوفير امتيازات لكل من الصين وأوروبا وإسرائيل، وذلك فى إشارة قوية لمنافسة قناة السويس.
صورة لميناء أشدود عن قرب
وتعاقدت إسرائيل مؤخرا مع أكبر شركة صينية متخصصة فى مجال البنية التحتية الصينية تشاينا هاربور، لإقامة ميناء بحرى خاص جديد يكون ضخما فى مدينة أشدود، بتكلفة مالية تبلغ 3 مليارات و300 مليون شيكل، وذلك لربطها مستقبلا بميناء إيلات على البحر الأحمر.
ميناء أشدود
وتم توقيع هذا الاتفاق فى مراسم خاصة، أقيمت فى ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى بالقدس المحتلة بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير المواصلات يسرائيل كاتس، ووزير المالية يائير لابيد، وكبار المسئولين فى الشركة الصينية وسفير الصين لدى إسرائيل.
خلال عملية تكرير النفط بميناء أشدود
ومن المقرر أن تشرع الشركة الصينية فى أعمال بناء هذا الميناء نهاية العام الجارى، ومن المتوقع أن تستغرق أعمال البناء 7 سنوات.
موضوعات متعلقة..
الصحافة الإسرائيلية: نتنياهو: مشروع ميناء أشدود لن يكون منافسا لقناة السويس.. رفع ميزانية وزارة الدفاع لـ14 مليار شيكيل.. الجيش الإسرائيلى يرفع أعلى درجات الاستعداد خشية وقوع اشتباكات بعيد الأضحى
ميناء "أشدود" الإسرائيلى رأس حربة تل أبيب لضرب مشروع "قناة السويس".. نرصد عن قرب سرقة حقول الغاز الفلسطينى بالمتوسط.. وتل أبيب تسعى لتحويله مركزا لوجسيتيا ضخما لمنافسة القناة الجديدة
الأحد، 28 سبتمبر 2014 05:55 م
ميناء أشدود الاسرائيلى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة