سيطرت قضايا المرأة واستبداد السلطة السياسية بأنحاء مختلفة فى الوطن العربى على العروض المسرحية المشاركة فى مهرجان «عشيات طقوس المسرحية» فى دورته السابعة، كما برزت القضية الفلسطينية لتأخذ نصيبها من التناول والطرح بالإضافة لقضايا اجتماعية أخرى كجحود الأبناء وصراع الآباء والأبناء المسمى بصراع الأجيال.
بدأ المهرجان عروضه بمسرحية أردنية «مأساة الحلاج» للشاعر صلاح عبدالصبور وإخراج الدكتور فراس الريمونى، والمسرحية تناولها مخرجها برؤية تؤكد إدانة استبداد السلطة السياسية وإظهارها بأنها سلطة تميل دائماً إلى تضليل الناس وتجلى ذلك بظهور مشهد المحكمة فى سياق كوميدى ساخر يفضح طبيعة أغلب القضاة من حيث تبعيتهم المطلقة لما تريده السلطة.
ومن ضمن عروض المهرجان أيضاً التى تناولت الجانب السياسى بشكل مختلف العرض المصرى «عشق الهوانم» للمخرج جلال عثمان، وبرغم أنه يتناول علاقة أم وابنتها وصراع كوميدى بينهما حول المفاهيم الحياتية فإن ظهور الخادمة أو الضيفة الجديدة التى تأتى لتسكن معهما أعطى العمل بعدا سياسيا يتأكد بسيطرة هذا الضيف وتمكنه من الأم وابنتها ومحاولته الوقيعة بينهما، فالإسقاط على الواقع موجود ولكن بشكل غير مباشر فالوافد الجديد المتمثل فى الخادمة تحول فجأة لمسيطر شرس له أطماع وحضوره لم يكن لوجه الله.
واختارت الفرقة الليبية المشاركة فى المهرجان قضية المرأة العربية بكل ما تحمله من مآس، وركز عرض «حكاية طرابلسية» للفنانة خدوجة صبرى على قضية قهر المرأة ومدى الظلم الواقع عليها، حيث جسد عيش المرأة وسط عالم ذكورى لا يهمه فى تعامله مع المرأة كزوجة وكأخت وكحبيبة إلا نفسه، والعمل يحمل رسالة واضحة هى أن تحجّر العقول جعل المرأة تعامل بشكل لا يرضيها على المستوى الإنسانى.
وتناول عرض أردنى آخر مشارك بالمهرجان عنوانه «ترنيمة الحوت المهجور» للمخرجة أريج جبور موضوع جحود الأبناء تجاه الآباء والآمهات، وهى قضية مثارة دائماً فى المسرح العالمى، وأشهر من تناولها الكاتب المسرحى الأشهر وليم شكسبير فى مسرحيته الشهيرة «الملك لير»، ولكن العرض الأردنى تناولها من خلال قصة أم تقدم بها العمر ويلقفها ابنها وبنتها لبعضهما ولا تجد من أى منهما أى اهتمام أو رعاية.
أما العرض الجزائرى المشارك بالمهرجان للمخرج عقباوى الشيخ فقد اختار القضية الفلسطينية بكل ما تحمله من خلال شابين غادرا أرض الوطن لأجل الدراسة وعند عودتهما اصطدما بجدار يعزل قريتهما فيقوم الصراع بينهما حول طريقة تحطيم ذلك الجدار وإيجاد السبل لدخول القرية، العرض بدأ بقصيدة عن فلسطين لمحمود درويش شاعر فلسطين الأشهر وحمل مباشرة قد تكون مطلوبة فى الوقت الراهن الذى صمت فيه الآذان وعميت العيون عن القضية الفلسطينية بعد أن تركها العرب منهمكين فى قضاياهم الداخلية وثورات الربيع العربى.
كما شاركت دولة البحرين أيضاً بعرض مسرحى من تأليف الكاتب إبراهيم بحر وإخراج وبطولة غادة الفيحانى عنوانه «لحظات منسية» والعرض يتناول فكرة الحياة الرتيبة التى يعيشها زوج وزوجة تقدم بهما العمر، والعرض يتناول فكرة اللحظات التى يتناساها الإنسان ولكنها تظل باقية فى ذاكرته، فالزوجان يعودان للوراء بذاكرتيهما ويبدأ كل منهما فى محاكمة الآخر على أخطائه وفجأة يطرق الباب فيحمل لهما القادم خبرا صادما، كما تحمل الجريدة تأكيدا لنفس الخبر وهو أن ابنهما مطلوب القبض عليه فى قضية إرهابية، الأمر الذى لا يحتمله الزوج والزوجة فتموت الزوجة ويشل الأب لأن خلافاتهما المستمرة كانت نتيجة لانضمام الابن إلى الجماعات المارقة.
"المرأة والسياسة والوطن والإرهاب" تسيطر على عروض "عشيات طقوس المسرحية".. المهرجان يبدأ بمسرحية "مأساة الحلاج".. و"عشق الهوانم" تتناول الجانب السياسى.. و"حكاية طرابلسية" تبرز مآسى المرأة
الإثنين، 29 سبتمبر 2014 11:18 ص
المسرحية الأردنيه ترنيمة الحوت المهجور
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة