كوابيس مفزعة استيقظ منها الأطفال مبللى السراويل وجولات سافروا فيها بخيال الطفولة الساذج فى محاولات قديمة وحديثة لاستكشاف مواصفات "أوضة الفيران"، وهيئة "أبو رجل مسلوخة"، أو تخيل أنفسهم يتلقون سيفا على ظهر اليد بالمسطرة المعدنية المؤلمة أو غيرها من العقوبات التى شكلت "بعبع" الأطفال فى المدارس على مر الأجيال وكانت سببا قويا فى كرههم للمدرسة وللدراسة بأكملها.
لا أحد يعرف من صاحب المخيلة السادية التى أسفرت لنا عن بعبع "أوضة الفيران" الذى يأتى على رأس قائمة العقوبات الأكثر رعبا بالنسبة للأطفال ولكنه نجح بكل تأكيد فى إفزاع أجيال متلاحقة كان دافعها للالتزام وتنفيذ الواجب والفروض المدرسية ليس حب العلم أو المعلم ولكن الخوف من الحبس فى "أوضة الفيران" التى لم يكن لها وجود فعلي، ويأتى "أبو رجل مسلوخة" فى الترتيب الثانى فى قائمة العقوبات الشهيرة وهو شخص تخيلى له قدم مشوهة مهمته تأديب الأطفال المشاغبين وإقناعهم بأداء واجباتهم والاستماع لكلام الكبار.
المسطرة المعدنية كانت ولا تزال متعددة الاستخدامات فأغلب المدرسين يستعينون بها فى غير أغراض تنسيق الكراسات والكشاكيل ورسم الجداول، وغالبا ما يدخلون بها إلى الفصل عند قيامهم بامتحان شفهى مفاجئ لتأديب الطلاب الذين لا يعرفون الإجابة بـ"سيف" على ظهر اليد، أو تستخدم لتأديب من يتحدث مع زميله أو يمتنع عن القيام بالتكليفات المدرسية.
"هقعدك وسط البنات" .. كان ذلك التهديد غالبا ما يقوم به المدرسون لترهيب الطلاب الذكور، الذين يحدثون الشغب ويكثرون من الحديث مع زملائهم ليمتنعوا عن الكلام وإلا سيجلسون فى مقاعد الفتيات، وهو ما كان يعتبره بعضهم إهانة شديدة لا يقبلها ويفرح بها البعض الآخر!
من العقوبات التى كانت تعتمد كذلك على إهانة الطالب أن يأمره المعلم بكتابة عبارة مسيئة عن نفسه لعدد كبير من المرات مثل: "اكتب على ورقة أنا حمار عشر مرات"!
الوقوف بجوار سلة القمامة وحمل الحقيبة المدرسية ورفع اليدين إلى أعلى وجمع القمامة من حوش المدرسة والمد على اليدين والقدمين كلها عقوبات تتدرج من الأقل إلى الأكثر على حسب نوع الشغب أو مدى قسوة المدرس ولكنها بلا شك شكلت "بعبع" لملايين الطلاب قديما وحديثا.
تعلق الأخصائية النفسية فدوى عبد المعطى، على تلك العقوبات قائلة لـ"اليوم السابع": هذه العقوبات المخيفة للأطفال هى أهم أسباب كره الطالب للمدرسة وللمعلم وللدراسة بأكملها وعزوفه عن الذهاب إلى المدرسة بحجج مختلفة، خاصة حين يتعذر عليه القيام بأحد التكليفات المفروضة عليه خوفا من أن يحبسه المعلم فى أوضة الفيران أو يضربه بالمسطرة السيف أو حتى يهينه أمام زملائه بجمع القمامة أو الوقوف بجوارها أو الجلوس فى مقاعد الفتيات فهناك بعض الطلاب تكون العقوبة المهينة مؤثرة بالنسبة إليهم أكثر من العقوبة الجسدية".
تنصح أخصائية علم النفس المدرسين بالتخلص من كل هذه العقوبات الرجعية المتخلفة التى تسبب مشاكل نفسية للطلاب وتجعلهم يكرهون المدرسة، ويستخدمون طرقا مختلفة لتحفيز الطلاب وترهيبهم دون إيذائهم نفسيا أو جسديا.
بعبع الأطفال فى المدارس
أشهر العقوبات فى المدارس
موضوعات ىمتعلقة
قال: "أصلى كنت متنرفز".. مدرس يضرب طالبة بـ"الشالوط" فى الطابور ويصيبها بنزيف بالإسكندرية
من "هقعدك وسط البنات" لـ "أوضة الفئران".. حكاية عادات سادية أضرت بأجيال الصغار.. نرصد 10 عقوبات قاسية شكلت هاجساً للتلاميذ وحولت المدرسة لـ"بعبع" مخيف.. وأخصائية نفسية: لابد من القضاء على هذه التصرفات
الثلاثاء، 09 سبتمبر 2014 03:02 م
عقوبات الاطفال فى المدارس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة