أنا مثل أى فتاة حلمى بسيط، لا أريد من دنيتى غير نسمات الدفء، وأيما ارتشف من أمواجه القليل من السعادة، وضلوع تحمينى من أى عيون غادرة، وبيت أجد فى جوانبه الأمن والأمان وبين حجراته يغرد طفل بشقاوته بمرحة ببكائه وصرخاته تعتلى الأذان، لا أطمع فى مال يوفر لى سعادتى فقربى من الله هو حصن جوانبى، دعوت الله كثيرًا فى ليالى سهرت فيها طويلاً ذقت فيها الآلام وزرفت منى الدموع من أجفانى رجوت الله فى دعائى بأن يأتينى الفارس ويضمنى فى عالمه، ويسقنى من دواء السعادة، وبعد شقاء طويل بين العيون التقيت به فى درب اقتربت منه بعد أن مد يده بلمسة ساحرة على يدى ما زالت أثراها على ملامحى طافية، تحديت به كل عالمى ورفضت أى نصائح أو حتى توسيط الأمور قاطعة الشك باليقين وقلت لهم لا.. هذا هو الشريك لوجدانى ومشوار حياتى وأمانى عمرى ونشوة أحساسى.
داخلت عالمه أمطرنى بملذات الحياة كلها، عشت معه كطير لا يملك غير أجنحة ترفرف بين ضلوعه وتغوص فى نهر حب ليس له حدود، لكن الحياة لا تترك مثلى ينعم بها بعدما تذوقت منها رحيق السعادة، عيون حولى تجردت من حنينها وأصبحت تؤلمنى كلما رأت السعادة فى أركانى وللأسف كانت من المقريبن منى، حاولت أن أبعدها أو أبتعد عنها ولكن هيهات كانت أقوى منى وعندما خارت قواى قلت لشريك حياتى أنقذنى من هذا البركان قبل إن يثور فؤادى، ولكنى صدمت عندما وجدت فيه الصخرة المتحجرة التى لا تنطق أبدًا أو حتى تدافع عن جوانحى فتركنى بمفردى أصارع الأمواج وسط محيط مظلم هائج حاولت الوقوف أمامه ولكن علت الأمواج وهبت رياح الرحيل من الوجود ولا أدرى كيف جرى بى هذا بعد حلم قصير عشته بالسعادة.
ذهبت إلى النهر الذى حلمت وعشت على جوانبه أجمل قصة حب وتحملت من أجله الكثير وعندما نزلت دموعى وجدت نفسى أنزل إليه مهرولاً، أريد الاختباء فيه ولا أريد الخروج منه أبدًا وفى لمحة من البصر وجدت يد تمتد نحو خصرى لتنقذنى قبل الغرق فى أعماق النهر، نظرت فى عينيه ورجوته أن يتركنى، ارحل قبل إن يرحل بى زمانى إلى المجهول ومن نظرة عينيه وبيده احتوانى واخرجنى وادخلنى إلى عالمه هو الآخر ولم أكن أدرى أن الحب الذى عشته قديمًا كان وهمًا.
تقابلنا كثيرًا وجرى ما بيننا لغة لم أكن أعرفها، جديدة على عالمى أو حتى رأيتها يومًا ما، ذوقنا الحب مرارًا وتكرارًا حتى ذابت أرواحنا على الفراش ودخل فى أحشائى نبتة تمنيته كثير منه وعلى غير موعد رحل الحبيب الثانى دون وداع أو حتى عنوان أرسو عليه فلقد سرقتنا متعة الحب ولذته عن أى شىء حوالينا.
وبدأ ينمو الجنين فى أحشائى دون أن أدرى وجلست حائرة أبكى كثيرًا بعد أن عدت لزوجى مرة أخرى بعد تدخل الكثيرين وأصلحوا ما بيننا ولم أجد مفرًا من أن أقبل عودتى له، وعاد زوجى يمطرنى بلذات الحب ويرتشف حنانى وحبى بكل لهفة منى ومنه، مرت الأيام والأسابيع ثقيلة كجبل المقطم والصراع المرير يمزقنى، وتساءلت هذا الطفل ليس ابنه وجلست اقرأ القرآن وأكثر من صلواتى فى الليل والنهار بأن يهدينى الله إلى الحقيقة ورجعت إلى عالم الإنزواء مرة أخرى ذابلة الوجه والملامح، العيون حوالى تهاجمنى ونيران الحقيقة لا تنطفئ بعدما طلب منى زوجى أن نعمل تحليلاً فاعتذرت له بأنى لست مستعدة للخروج وتركنى على وعد منى بالذهاب معه غدًا للطبيب، وبقيت وحيدة ماذا أفعل؟ هل أنجو بالصمت!! أم أخسر عالمى وأقول الحقيقة، تصارعنى الظنون على غضب الله مره أخرى بالانتحار أو أتخلص من الجنين.. الآلام تؤرقنى وتمزق أحشائى وألا أجد للأمر حلاً.
صورة أرشيفية