الصحف الأمريكية.. "شارلى إبدو" تواصل تحدى مشاعر المسلمين بكاريكاتير عن الرسول.. صعود اليمين المتطرف بأوروبا بعد هجمات باريس.. يهود فرنسا يتجهون للهجرة إلى إسرائيل.. وفروع لداعش فى ثلاث محافظات ليبية
الثلاثاء، 13 يناير 2015 12:49 م
حادث شارلى إبدو
إعداد ريم عبد الحميد - إنجى مجدى
نيويورك تايمز:
فروع لداعش فى ثلاث محافظات ليبية
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن إعلان مسلحين ليبيين، وصفوا أنفسهم بأنهم جناح من تنظيم داعش، أمس الاثنين، مسئوليتهم عن خطف 21 من الأقباط، يثير مخاوف جديدة بشأن انتشار نفوذ التنظيم المتطرف إلى ما وراء ساحات القتال فى سوريا والعراق.
يأتى هذا بينما زعمت نفس الجماعة، الشهر الماضى، مسئوليتها عن قصف مبنى فارغ تابع لوزارة الخارجية الليبية فى طرابلس، ردا على تهنئة عامة بعيد الميلاد أصدرها مسئول من الوزارة.. وتشير الصحيفة إلى أن هناك فروعًا لداعش فى ثلاث محافظات ليبية.
وتطلق الجماعة التى ادعت احتجاز الرهائن الأقباط، على نفسها اسم "فرع طرابلس للدولة الإسلامية".. وكانت واحدة من العديد من الميليشيات المسلحة فى درنا، المدينة الشرقية المعروفة بالتطرف، أقسمت بالولاء لتنظيم داعش، الخريف الماضى، وهى نفس الجماعة التى أعلنت مسئوليتها قبل يومين، عن قتل الصحفيين التوانسة. الجماعة الثالثة ذات الصلة بداعش فى ليبيا، تقول الصحيفة، توجد فى محافظة فزان، جنوب البلاد، وقد ادعت مؤخرًا مسئوليتها عن قتل أكثر من عشرة جنود.
يهود فرنسا يتجهون للهجرة إلى إسرائيل بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة..
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن يهود فرنسا، الذين يشعرون بأنهم محاصرين بمعاداة السامية، قالوا إن صدمة الهجمات الإرهابية الأسبوع الماضى، تركتهم فى خوف وغضب وإحساس بغموض مستقبلهم داخل فرنسا حتى أنهم باتوا يرغبون فى الانتقال إلى إسرائيل، التى يمزقها الصراع، كملجأ أكثر أمانا.
ووصفت جاكلين كوهين، وضعهم فى فرنسا قائلة "إنها حرب هنا. بعد ما حدث، نشعر أننا سنكون أكثر أمانًا فى تل أبيب"، وتقول إن فى إسرائيل توجد القبة الحديدية لحمايتهم، فى إشارة إلى نظام الدفاع المضاد للصواريخ. مضيفة "هنا نشعر أننا ضعيفون ومكشوفون.. نخشى حتى أن نرسل أطفالنا إلى المدرسة".
وقال سيرج كوجينبوم، الأمين العام للمؤتمر اليهودى الأوروبى، إن الهجوم على متجر "هايبركوشيه" اليهودى، الخميس الماضى، والذى راح ضحيته أربعة أشخاص، كان نقطة تحول ليهود فرنسا بعد الموجة الأخيرة من الهجمات المعادية للسامية، بما فى ذلك قف المعابد والمتاجر فى الأحياء اليهودية فى باريس بالقنابل الحارقة والهجمات عليها، والذى تزامن مع التوغل الإسرائيلى فى غزة الصيف الماضى.
ولفت كوجينبوم إلى أن الضحايا الأربعة سيجرى نقل جثامينهم، اليوم الثلاثاء، لدفنهم فى القدس بسبب مخاوف من تدنيس قبورهم فى فرنسا بعد الشعور بانعدام الأمن بين اليهود. وكان فرنسى المولد قد قتل أربعة يهود، مايو الماضى، فى هجوم على معبد يهودى فى بروكسيل.
وتقول نيويورك تايمز إنه وفقًا للوكالة اليهودية لإسرائيل التى تنسق عملية الهجرة إلى تل أبيب، فإن فرنسا أصبحت أكبر مصدر لليهود الذين ينتقلون إلى إسرائيل.. ويتوقع ناثان شارانسكى، مدير الوكالة، هجرة ما يصل إلى 15 ألفًا من اليهود الفرنسيين هذا العام، وهجرة إجمالى 50 ألفًا فى السنوات القليلة المقبلة.
وتمثل فرنسا أكبر موطن ليهود أوروبا بإجمالى 500 ألف شخص. وفضلا عن الهجمات الإرهابية، تشير نيويورك تايمز إلى أنه فى يناير 2013 اضطرت السلطات الفرنسية إلى وقف عرض لـ ديودونى مبالا مبالا، الممثل الكوميدى الفرنسى ذو أصول من غرب أفريقيا، بعد أن قال إنه من العار أن أحد الصحفيين اليهود لم يقتل فى أفران الغاز.. كما أثار الانتقادات بعدما استخدم تحية تشبه بقوة التحية النازية.
وأعرب القادة الفرنسيون، الذين يخشون عواقب نزوح اليهود من البلاد، عن دعمهم القوى لمواطنى بلدهم من اليهود. وقال رئيس الوزراء مانويل فالس، إن فرنسا دون اليهود ليست فرنسا.. وشارك الرئيس فرنسوا هولاند، مرتديا القلنسوة اليهودية، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حفل تأبين ضحايا الهجوم على المتجر اليهودى، فى المعبد الكبير فى باريس.
واشنطن بوست:
صعود اليمين المتطرف فى أوروبا بعد هجمات باريس..
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن موجة الإرهاب التى أسفرت عن مقتل 17 شخصًا فى فرنسا بشرت بإحساس جديد بانعدام الأمن فى أوروبا، وأيضًا بما يمكن أن يكون لحظة فارقة لليمن المتطرف المعادى للهجرة والمعادى لقوى الإسلام.
فالحركات القومية والشعبوية تشهد صعودًا فى كافة أنحاء القارة، وعلى الأخص فى فرنسا، حيث أصبح حزب الجبهة الوطنية، الذى سبق ربطه بمتعاونين سابقين مع النازى، هو ثالث أكبر قوى سياسية فى البلاد. ويبدو أن اليمين المتطرف يرى انفتاحًا له فى مناخ القلق الجديد الذى يمكن أن يعزز انتقاداته القائمة منذ قترة للإسلام ودعواته بتشديد الأمن وتقييد الهجرة. كما أن العنف الإرهابى يشعل مخاوف برد فعل عنيف ضد المسلمين، لاسيما فى فرنسا حيث يبلغ عدد المسلمين خمسة مليون نسمة. ويقول القادة المسلمون إن الأيام التى أعقبت الهجوم على مجلة "شارلى إبدو" الأسبوع الماضى أدت إلى 54 هجوم ضد المسلمين، وهو رقم غير مسبوق، ومن بين الحوادث ضرب صبى مسلم بعد لحظة صمت على ضحايا الحادث، وأيضا هجمات حرق متعمدة لعدد من المساجد.
ونقلت واشنطن بوست عن سارة بلحداد، الطالبة الفرنسة المسلمة البالغة من العمر 17 عاما، قولها إنها تشعر بخوف شديد مما سيفعله حزب الجبهة الوطنية.
فوسط المأساة التى تشهدها فرنسا، لم تتوقف مارين لوبين، زعيمة الجبهة التى سبق وقارنت هجرة المسلمين بالاحتلال النازى لفرنسا، وواصلت رسالتها التى تدعو الفرنسيين إلى ضرورة ألا يكونوا ملائكة. ويوم الأحد الماضى، اختارت لوبين عدم المشاركة فى مسيرة الوحدة الوطنية التاريخية فى باريس، ونظمت مسيرة خاصة بها جنوب فرنسا.
وقالت لوبين، فى مقابلة مع واشنطن بوست، إن هذه نقطة تحول للنقاش المفتوح، فبعد هذه الهجمات لو أغلق السياسيون أى إمكانية لمناقشة هذه القضايا، سيموت الضحايا مرتين.
وتشير واشنطن بوست إلى أن لوبين ليست وحدها فى هذا الشأن. فمنذ وقوع الهجمات فى باريس، سعى اليمين المتطرف من إسبانيا إلى فرنسا وألمانيا إلى استغلال أحداث الأسبوع الماضى. ففى ألمانيا نظمت حركة متنامية معادية للمسلمين تعرف باسم "بيجدا" مسيرات أسبوعية فى عدة مدن منذ أكتوبر الماضى، وكان أكبرها فى مدينة دريسدن مساء الاثنين شارك فيها عدد قياسى بلغ 25 ألفًا، أى أكثر بسبعة آلاف من المشاركين فى مسيرة الأسبوع الماضى.
وقال المنظمون إنهم استطاعوا نشر مظاهراتهم فى مدينتين ألمانيتين أخريين، وهما ميونخ وليبزيج. ويخططون أيضا لبدء احتجاجات مشابهة فى دول أخرى مثل بريطانيا وإسبانيا والدنمارك.
وكان هناك مظاهرات مضادة أكبر فى مدن أخرى لاسيما برلين. وقد أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها ستشارك فى مسيرة يقودها جماعات مسلمة اليوم الثلاثاء، فى ألمانيا لتعزيز الحرية الدينية والتسامح، فيما يسلط الضوء على مناخ القلق العام.
فى بريطانيا، اتهم نايجل فراج، زعيم حزب الاستقلال القومى بتبنى مواقف سياسية غير حساسة، بعدما بدا أنه يلقى اللوم على التنوع الثقافى فى مدن مثل لندن وباريس، بعد حادث شارلى إبدو. وقد أظهر استطلاع للرأى أجراه "يو جوف" فى اليوم التالى ارتفاع فى التأييد الشعبى له بنسبة 4% ليصل إلى 18% فى أربعة أيام.
ونقلت واشنطن بوست عن ألكسندر هوسلر، الخبير فى الحركات اليمينية المتطرفة وصفه لهجمات فرنسا بأنه يغذى اليمين المعادى للمسلمين فى أوروبا. وحذر من أن مثل تلك النداءات من قبل اليمين قد تأتى بنتائج عكسية سريعا لو تم اعتبارها أنها انتهازية سياسية.
"شارلى إبدو" تواصل تحدى مشاعر المسلمين بكاريكاتير عن الرسول
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" صورة لغلاف العدد القادم من مجلة "شارلى إبدو" الفرنسية، والذى واصلت به المجلة تحدى مشاعر المسلمين بنشر رسم كاريكاتيرى يجسد شخص الرسول "ص" وهو يبكى حاملا لافتة مكتوب عليها "Je suis Charlie" أو "أنا شارلى"، وهو الشعار الذى انتشر فى فرنسا فى أعقاب الهجوم على مقر المجلة الأسبوع الماضى تعبيرا عن التضامن معها.
وقالت واشنطن وبست إن "شارلى إبدو" تنشر ما أطلق عليه "عدد الناجين". وأشارت إلى أن رسم عدد العديد أعده رينالد لوزير، الذى يعرف باسم "Luz"، الذى نجا من الهجوم بعد تأخره على موعد الاجتماع التحريرى للمجلة. وكان لوز قد رد على تفجير مكاتب المجلة عام 2011 برسم أحد فنانى شارلى إبدو وهو يقبل رجل مسلم تحت تعليق "الحب أقوى من الكراهية".
وفى عدد غدالأربعاء، يرد لوز على الهجوم بصورة مستفزة على الغلاف، وجملة فرنسية، يصور شخصا ملتحيا يشير إليه على أنه الرسول وهو يذرف دمعة ويحمل لافتة مكتوب عليها ""Je suis Charlie .
وتخطط مجلة شارلى إبدو، بدعم من الحكومة الفرنسية وصحف فرنسية أخرى من بينها "ليبراسيون" لنشر مليون نسخة على الأقل من العدد، فى ارتفاع مذهل فى طباعة الأعداد التى اعتادت المجلة توزيعها وهو 60 ألف نسخة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز:
فروع لداعش فى ثلاث محافظات ليبية
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن إعلان مسلحين ليبيين، وصفوا أنفسهم بأنهم جناح من تنظيم داعش، أمس الاثنين، مسئوليتهم عن خطف 21 من الأقباط، يثير مخاوف جديدة بشأن انتشار نفوذ التنظيم المتطرف إلى ما وراء ساحات القتال فى سوريا والعراق.
يأتى هذا بينما زعمت نفس الجماعة، الشهر الماضى، مسئوليتها عن قصف مبنى فارغ تابع لوزارة الخارجية الليبية فى طرابلس، ردا على تهنئة عامة بعيد الميلاد أصدرها مسئول من الوزارة.. وتشير الصحيفة إلى أن هناك فروعًا لداعش فى ثلاث محافظات ليبية.
وتطلق الجماعة التى ادعت احتجاز الرهائن الأقباط، على نفسها اسم "فرع طرابلس للدولة الإسلامية".. وكانت واحدة من العديد من الميليشيات المسلحة فى درنا، المدينة الشرقية المعروفة بالتطرف، أقسمت بالولاء لتنظيم داعش، الخريف الماضى، وهى نفس الجماعة التى أعلنت مسئوليتها قبل يومين، عن قتل الصحفيين التوانسة. الجماعة الثالثة ذات الصلة بداعش فى ليبيا، تقول الصحيفة، توجد فى محافظة فزان، جنوب البلاد، وقد ادعت مؤخرًا مسئوليتها عن قتل أكثر من عشرة جنود.
يهود فرنسا يتجهون للهجرة إلى إسرائيل بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة..
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن يهود فرنسا، الذين يشعرون بأنهم محاصرين بمعاداة السامية، قالوا إن صدمة الهجمات الإرهابية الأسبوع الماضى، تركتهم فى خوف وغضب وإحساس بغموض مستقبلهم داخل فرنسا حتى أنهم باتوا يرغبون فى الانتقال إلى إسرائيل، التى يمزقها الصراع، كملجأ أكثر أمانا.
ووصفت جاكلين كوهين، وضعهم فى فرنسا قائلة "إنها حرب هنا. بعد ما حدث، نشعر أننا سنكون أكثر أمانًا فى تل أبيب"، وتقول إن فى إسرائيل توجد القبة الحديدية لحمايتهم، فى إشارة إلى نظام الدفاع المضاد للصواريخ. مضيفة "هنا نشعر أننا ضعيفون ومكشوفون.. نخشى حتى أن نرسل أطفالنا إلى المدرسة".
وقال سيرج كوجينبوم، الأمين العام للمؤتمر اليهودى الأوروبى، إن الهجوم على متجر "هايبركوشيه" اليهودى، الخميس الماضى، والذى راح ضحيته أربعة أشخاص، كان نقطة تحول ليهود فرنسا بعد الموجة الأخيرة من الهجمات المعادية للسامية، بما فى ذلك قف المعابد والمتاجر فى الأحياء اليهودية فى باريس بالقنابل الحارقة والهجمات عليها، والذى تزامن مع التوغل الإسرائيلى فى غزة الصيف الماضى.
ولفت كوجينبوم إلى أن الضحايا الأربعة سيجرى نقل جثامينهم، اليوم الثلاثاء، لدفنهم فى القدس بسبب مخاوف من تدنيس قبورهم فى فرنسا بعد الشعور بانعدام الأمن بين اليهود. وكان فرنسى المولد قد قتل أربعة يهود، مايو الماضى، فى هجوم على معبد يهودى فى بروكسيل.
وتقول نيويورك تايمز إنه وفقًا للوكالة اليهودية لإسرائيل التى تنسق عملية الهجرة إلى تل أبيب، فإن فرنسا أصبحت أكبر مصدر لليهود الذين ينتقلون إلى إسرائيل.. ويتوقع ناثان شارانسكى، مدير الوكالة، هجرة ما يصل إلى 15 ألفًا من اليهود الفرنسيين هذا العام، وهجرة إجمالى 50 ألفًا فى السنوات القليلة المقبلة.
وتمثل فرنسا أكبر موطن ليهود أوروبا بإجمالى 500 ألف شخص. وفضلا عن الهجمات الإرهابية، تشير نيويورك تايمز إلى أنه فى يناير 2013 اضطرت السلطات الفرنسية إلى وقف عرض لـ ديودونى مبالا مبالا، الممثل الكوميدى الفرنسى ذو أصول من غرب أفريقيا، بعد أن قال إنه من العار أن أحد الصحفيين اليهود لم يقتل فى أفران الغاز.. كما أثار الانتقادات بعدما استخدم تحية تشبه بقوة التحية النازية.
وأعرب القادة الفرنسيون، الذين يخشون عواقب نزوح اليهود من البلاد، عن دعمهم القوى لمواطنى بلدهم من اليهود. وقال رئيس الوزراء مانويل فالس، إن فرنسا دون اليهود ليست فرنسا.. وشارك الرئيس فرنسوا هولاند، مرتديا القلنسوة اليهودية، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حفل تأبين ضحايا الهجوم على المتجر اليهودى، فى المعبد الكبير فى باريس.
واشنطن بوست:
صعود اليمين المتطرف فى أوروبا بعد هجمات باريس..
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن موجة الإرهاب التى أسفرت عن مقتل 17 شخصًا فى فرنسا بشرت بإحساس جديد بانعدام الأمن فى أوروبا، وأيضًا بما يمكن أن يكون لحظة فارقة لليمن المتطرف المعادى للهجرة والمعادى لقوى الإسلام.
فالحركات القومية والشعبوية تشهد صعودًا فى كافة أنحاء القارة، وعلى الأخص فى فرنسا، حيث أصبح حزب الجبهة الوطنية، الذى سبق ربطه بمتعاونين سابقين مع النازى، هو ثالث أكبر قوى سياسية فى البلاد. ويبدو أن اليمين المتطرف يرى انفتاحًا له فى مناخ القلق الجديد الذى يمكن أن يعزز انتقاداته القائمة منذ قترة للإسلام ودعواته بتشديد الأمن وتقييد الهجرة. كما أن العنف الإرهابى يشعل مخاوف برد فعل عنيف ضد المسلمين، لاسيما فى فرنسا حيث يبلغ عدد المسلمين خمسة مليون نسمة. ويقول القادة المسلمون إن الأيام التى أعقبت الهجوم على مجلة "شارلى إبدو" الأسبوع الماضى أدت إلى 54 هجوم ضد المسلمين، وهو رقم غير مسبوق، ومن بين الحوادث ضرب صبى مسلم بعد لحظة صمت على ضحايا الحادث، وأيضا هجمات حرق متعمدة لعدد من المساجد.
ونقلت واشنطن بوست عن سارة بلحداد، الطالبة الفرنسة المسلمة البالغة من العمر 17 عاما، قولها إنها تشعر بخوف شديد مما سيفعله حزب الجبهة الوطنية.
فوسط المأساة التى تشهدها فرنسا، لم تتوقف مارين لوبين، زعيمة الجبهة التى سبق وقارنت هجرة المسلمين بالاحتلال النازى لفرنسا، وواصلت رسالتها التى تدعو الفرنسيين إلى ضرورة ألا يكونوا ملائكة. ويوم الأحد الماضى، اختارت لوبين عدم المشاركة فى مسيرة الوحدة الوطنية التاريخية فى باريس، ونظمت مسيرة خاصة بها جنوب فرنسا.
وقالت لوبين، فى مقابلة مع واشنطن بوست، إن هذه نقطة تحول للنقاش المفتوح، فبعد هذه الهجمات لو أغلق السياسيون أى إمكانية لمناقشة هذه القضايا، سيموت الضحايا مرتين.
وتشير واشنطن بوست إلى أن لوبين ليست وحدها فى هذا الشأن. فمنذ وقوع الهجمات فى باريس، سعى اليمين المتطرف من إسبانيا إلى فرنسا وألمانيا إلى استغلال أحداث الأسبوع الماضى. ففى ألمانيا نظمت حركة متنامية معادية للمسلمين تعرف باسم "بيجدا" مسيرات أسبوعية فى عدة مدن منذ أكتوبر الماضى، وكان أكبرها فى مدينة دريسدن مساء الاثنين شارك فيها عدد قياسى بلغ 25 ألفًا، أى أكثر بسبعة آلاف من المشاركين فى مسيرة الأسبوع الماضى.
وقال المنظمون إنهم استطاعوا نشر مظاهراتهم فى مدينتين ألمانيتين أخريين، وهما ميونخ وليبزيج. ويخططون أيضا لبدء احتجاجات مشابهة فى دول أخرى مثل بريطانيا وإسبانيا والدنمارك.
وكان هناك مظاهرات مضادة أكبر فى مدن أخرى لاسيما برلين. وقد أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها ستشارك فى مسيرة يقودها جماعات مسلمة اليوم الثلاثاء، فى ألمانيا لتعزيز الحرية الدينية والتسامح، فيما يسلط الضوء على مناخ القلق العام.
فى بريطانيا، اتهم نايجل فراج، زعيم حزب الاستقلال القومى بتبنى مواقف سياسية غير حساسة، بعدما بدا أنه يلقى اللوم على التنوع الثقافى فى مدن مثل لندن وباريس، بعد حادث شارلى إبدو. وقد أظهر استطلاع للرأى أجراه "يو جوف" فى اليوم التالى ارتفاع فى التأييد الشعبى له بنسبة 4% ليصل إلى 18% فى أربعة أيام.
ونقلت واشنطن بوست عن ألكسندر هوسلر، الخبير فى الحركات اليمينية المتطرفة وصفه لهجمات فرنسا بأنه يغذى اليمين المعادى للمسلمين فى أوروبا. وحذر من أن مثل تلك النداءات من قبل اليمين قد تأتى بنتائج عكسية سريعا لو تم اعتبارها أنها انتهازية سياسية.
"شارلى إبدو" تواصل تحدى مشاعر المسلمين بكاريكاتير عن الرسول
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" صورة لغلاف العدد القادم من مجلة "شارلى إبدو" الفرنسية، والذى واصلت به المجلة تحدى مشاعر المسلمين بنشر رسم كاريكاتيرى يجسد شخص الرسول "ص" وهو يبكى حاملا لافتة مكتوب عليها "Je suis Charlie" أو "أنا شارلى"، وهو الشعار الذى انتشر فى فرنسا فى أعقاب الهجوم على مقر المجلة الأسبوع الماضى تعبيرا عن التضامن معها.
وقالت واشنطن وبست إن "شارلى إبدو" تنشر ما أطلق عليه "عدد الناجين". وأشارت إلى أن رسم عدد العديد أعده رينالد لوزير، الذى يعرف باسم "Luz"، الذى نجا من الهجوم بعد تأخره على موعد الاجتماع التحريرى للمجلة. وكان لوز قد رد على تفجير مكاتب المجلة عام 2011 برسم أحد فنانى شارلى إبدو وهو يقبل رجل مسلم تحت تعليق "الحب أقوى من الكراهية".
وفى عدد غدالأربعاء، يرد لوز على الهجوم بصورة مستفزة على الغلاف، وجملة فرنسية، يصور شخصا ملتحيا يشير إليه على أنه الرسول وهو يذرف دمعة ويحمل لافتة مكتوب عليها ""Je suis Charlie .
وتخطط مجلة شارلى إبدو، بدعم من الحكومة الفرنسية وصحف فرنسية أخرى من بينها "ليبراسيون" لنشر مليون نسخة على الأقل من العدد، فى ارتفاع مذهل فى طباعة الأعداد التى اعتادت المجلة توزيعها وهو 60 ألف نسخة.
مشاركة