أحمد محمود سلام يكتب: فينيسيا الغلابة

الجمعة، 16 يناير 2015 04:05 م
أحمد محمود سلام يكتب: فينيسيا الغلابة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشهد هز وجدان مصر من مدينة الإسكندرية، حيث اضطر الأهالى إلى الاستعانة بالقوارب لأجل التنقل إثر انهيار محطة للصرف الصحى فى مشهد يقترب من مشاهد " البندقية" أو فينيسيا الإيطالية، تلك المدينة التى يتم التحرك فيها بالقوارب لطبيعتها المائية على نحو مغاير لما حدث بالإسكندرية التى تحولت" بعض" شوارعها جراء إنفجار محطة الصرف الصحى إلى فينيسيا يتنقل فيها" الغلابة" بالقوارب تحديا" للقهر" لأجل أن تمضى الحياة. واقعة إنهيار محطة الصرف الصحي" بأحد" أحياء الإسكندرية غير مسبوقة والنتائج كانت أيضا غير مسبوقة.

ماحدث بالإسكندرية " ينكأ" جراحا كثيرة. أحاديث الارتقاء بأحوال المصريين تعثرت طويلا انتظارا للاستقرار السياسى الذى " جمد" كل سُبل استعادة المصريين لآدميتهم فى ظل أن مصر تكاد هى البلد الوحيد الذى يشقى فيه السواد الأعظم يوميا لأجل " رغيف" خبر " أو إسطوانة " بوتجاز" الشقاء ليس لأن الخبز غير موجود أو الأسطوانات ليست موجودة " بل" لإنعدام الضمير على نحو " تواجدت" معه " فئات" تُتاجر بالمصريين. مشاهد البؤس فى بر مصر فى إزدياد ولابد من إنقاذ مايمكن إنقاذه لأجل عيش آمن طال إنتظاره وحرية " تغنى " بها من تغنوا , وعدالة إجتماعية " نُودى " بها منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 وقد تبخرت لتضحى والعدم سواء. فى مصر ثراء فاحش وفقر مدقع وركض وراء مزيد من الثراء لفئات فارقت الضمير وقد وجدت سبيل الثراء فى المتاجرة بقوت المصريين. حدث ولا حرج عن أغذية لا تصلح للإستعمال الآدمى ومتاجر تبيع الموت بل ومطاعم كبرى تقدم أطعمة بلا صلاحية وهذه المرة للأثرياء. أعود للإسكندرية التى تحول" موضع" بها إلى فينيسيا فى بواكير شهر يناير 2015 تزامنا مع برد غير محتمل جعل السواد الأعظم كمن يلتحفون العراء. لابد من المساءلة الرادعة لمن يتسبب فى " تعذيب" المصريين بالإهمال والتقصير، ويبقى " البر" الغائب من الأغنياء للفقراء " مؤجل" حسابه ليوم الحساب لأن" الغلظة" صارت " تجرى" فى الدماء..

اختتم بالقول الأثير فى رواية " زينب" للمفكر الدكتور محمد حسين هيكل حيث قالت بطلة الرواية إن من ليس له " أهل " الحكومة " هى " أهله" وبالعامية المصرية " إللى مالوش أهل الحكومة أهله" فأجده " أضغاث " أحلام وقد تعلق المصريون جيلا فجيلا فى " حبال" من السراب.... المدد من عند الله.. ذنب " المقهورين والمحرومين فى " رقبة" من"لم" يتق الله فى مصر وأهلها... لك الله يامصر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة