فى أواخر عام 1975 اتفق العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، مع الشاعر الغنائى الكبير مرسى جميل عزيز، على كتابة أغنية «من غير ليه»، ليتغنى بها العندليب فى حفلات الربيع، وانتهى الشاعر من كتابتها وأرسلها لموسيقار الأجيال ليبدأ تلحينها، ومع بدء البروفات اعترض حليم وعبدالوهاب على جملة «بقت الدنيا غرام وأنا جنبك» والتى وردت فى الكوبليه الذى يقول: «زى ما رمشك خد ليالىَ وحكم وأمر فيها وفيا.. ولقيت بيتى بعد الغربة قلبك ده وعيونك دىّ.. بقت الدنيا غرام وأنا جنبك.. بحلم وأصحى وأعيش على حبك» وطالبا من مرسى بتغييرها، وعلى غير العادة استجاب الشاعر واستبدلها بجملة: «ولقيت روحى فى أحضان قلبك بحلم وأصحى وأعيش على حبك.. حتى فى عز عذابى بحبك.. عارف ليه من غير ليه».
وكان مرسى جميل عزيز قد وضع جملة «من غير ليه»، نهاية لكل كوبليه من كوبليهات الأغنية الطويلة، لكن عبدالحليم اقترح على عبدالوهاب أن ينتهى كل كوبليه بجملة «من غير ليه يا حبيى بحبك» وأخبرا مرسى برغبتهما. وذات ليلة أثناء تلحين عبدالوهاب مقطع «يلى زمانى رمانى فى بحر عنيك ونسانى وقال لى إنسانى.. بحر عنيك يا حبيبى غريق.. لكن فيه أحلى موانى زمانى»، أرسل عبدالحليم لمرسى جميل عزيز ليحضر بروفة التلحين بناء على طلب من عبدالوهاب، وعقب حضور الشاعر قال له العندليب بذكاء: «الأستاذ عبدالوهاب عايز يغير كلمة بسيطة يا مرسى بدل ما نقول موانى زمانى نخليها ليالى زمانى»، فغضب مرسى وانصرف، وعندما نادى عليه العندليب ليعود قائلا له: ارجع يا مرسى علشان الاستاذ ميزعلش» فرد مرسى على حليم: «يلعن أبوك وأبوه» فضحكا حليم وعبدالوهاب، ثم تصالحا مع الشاعر الكبير واتفق على وضع كلمة «ليالى» بدلا من «موانى».
والمفارقة أن العندليب عبدالحليم حافظ، قال لموسيقار الأجيال أثناء بروفات الأغنية:
«أنا حاسس إن اللحن ده وهابى مش حليمى يا أستاذ» وكأنه يعرف أنه لن يغنيه، ورحل العندليب قبل غناء «من غير ليه»، ورفض عبدالوهاب إعطاء الأغنية لأى مطرب من مطربى السبعينيات والثمانينات وعلى رأسهم هانى شاكر، وقام هو بغنائها بعد غياب طويل، وحققت نجاحا ساحقا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة