عصام كرم الطوخى يكتب: اعتقاد خاطئ

الأحد، 18 يناير 2015 10:06 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: اعتقاد خاطئ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السعى وراء تحقيق شىء من الاستقرار المادى والتعايش فى الحياة، أو السعى وراء تحقيق قدر من الغنى والسعادة، لا يكون مقتصرًا على بذل جهد مضاعف وشاق بما نقوم به من عمل، هذا اعتقاد خاطئ لأن الحياة تفتح أبوابها لمن يبدع ويجدد فيها، فالنجاح فى شىء بعينه لا يتوقف على ساعات العمل الطويلة والشاقة ولكن يتوقف ذلك على ما تقدمه أنت للحياة.

فكم من الأعمال الشاقة يقوم بها الكادحون لا تدر إلا القليل من المال ولا تضمن له حياة كريمة، فالحياة تتطلب منا كذلك أن ندرك ما نقدمه من جهد وأن نكون على دراية بثقافة الإنفاق والاستهلاك ووضع المال فى مكانه الصحيح وهذا لا يتوقف على كون المال قليلا أو كثيرا وإنما على ثقافة التخطيط لأهدافك ورؤيتك الجديرة بأن تعيش حياة أرقى وأفضل.

ومن المؤسف أن يظن البعض أن المكوث فى وظيفة بعينها هو أمان له مع أن لا مجال للطموح فيها، ويكون على استعداد للعمل فيها ساعات إضافية مقابل عائد مادى لا يذكر، على عكس لو كان أمامه عمل آخر يتطلب منه شيئا من تطوير ذاته وقدراته وتجديد طاقاته مما يجعله فيما بعد يبذل جهدًا أقل ليحصل على حياة أفضل يرفض ذلك لأنه اعتاد العمل المألوف لا المتطور والمتجدد. يقول غروشو ماركس: "لقد كافحت وعملت وكل ما توصلت إليه هو الارتقاء من الحضيض إلى الفقر المدقع".

حرك ذاتك وابحث عن ما ترتقى به وأزل الحدود التى قيدتك فى تقبل أشياء أنت الذى فرضتها على نفسك بداع ظروف الحياة وفكر الاستكانة الذى بداخلك حتى تتمكن من تمييز الفرص المتاحة لك والسعى إلى أفضلها فمن الذكاء أن تدرك كيف تتحمل المسئولية والمخاطر التى قد تواجهك، وتكون جديرًا بالتصدى لها والتغلب عليها، وفى نفس الوقت يكون لديك من الحنكة والمهارة لتستمع بحياتك.

التفكير بمنطق ورؤية سليمة يقودك إلى العمل الذى تحبه مما يجعلك أكثر قابلية للنجاح والإبداع فيه والشعور بالمتعة والرضا حتى لو اضطررت للعمل بشكل مؤقت فى أعمال ليست محببة لك فى البدايات ولكنها من خطوات نجاحك واعتزازك بها. فالإبداع والإبهار يكون فقط فى الأعمال التى نحب إنجازها كون مفاتيح الرقى بها تكون فى مكنون وخلجات ذاتك مما يدفعك إلى خطوات ثابتة ومبدعة لأن كثيرًا من الأعمال والمهن تنادى أصحابها، أما من تركوا أنفسهم لمن حولهم يختارون لهم أو فرضت عليهم أعمال ليست لهم قد يذهبون ولا يشعر بهم أحد بل يفقدون الكثير من الرضا والسعادة فى حياتهم ولكن يدركون ذلك متأخرًا بل بعد فوات الأوان.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة