مثل كوكب الشرق والعندليب الأسمر..

عمرو صحصاح يكتب: لماذا لم نُقِم جنازة رسمية لسيدة الشاشة العربية؟

الإثنين، 19 يناير 2015 04:58 ص
عمرو صحصاح يكتب: لماذا لم نُقِم جنازة رسمية لسيدة الشاشة العربية؟ سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عمرو صحصاح  - 2015-01 - اليوم السابع

تساؤلات كثيرة أنتابت محبى وعاشقى فن سيدة القصر، أو سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والتى رحلت عن عالمنا فى هدوء تام مساء السبت الماضى، بعد مشوار طويل حافل بالأعمال السينمائية، يمتد لأكثر من 7 عقود، لعدم إقامة جنازة رسمية لهذه السيدة التى أفنت عمرها فى خدمة الفن والثقافة المصرية، كى ترسخ مفهوم السينما المصرية الحقيقية الهادفة فى قلوب ووجدان متابعوها داخل بلادنا وخارجها، حتى صار هناك كثيرون من دول أخرى يتمنون أن يملكون ثروة فنية قيمة مثل "فاتنتنا"، فقد بدت جنازة وجه القمر والتى شيع جثمانها لمثواه الأخير ظهر أمس الأحد، بشكل لا يليق بفنانة بحجم فاتن حمامة، التى لا تقل قيمة أو عطاءً للفن المصرى، عن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أو كوكب الشرق أم كلثوم أو العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ أو فريد الأطرش، فكل هؤلاء أقيمت لهم جنازات رسمية وأخرى عسكرية، حضرها كبار مسئولى الدولة آنذاك، وزينت بأكاليل الزهور التى تحاصر "جثامينهم" من كل جانب، فضلاً عن تأمينها من قبل الشرطة والجيش، لتظهر هذه الجنازات بشكل يقدر مدى عطاء هؤلاء لفنهم.

وعلى الرغم من ذهاب الآلاف لمسجد الحصرى، لإلقاء نظرة الوداع على سيدة الشاشة العربية، والمشاركة فى دفنها ورثائها، سواء من مواطنين عاديين أو من سياسيين أمثال مندوب رئاسة الجمهورية ووزير الثقافة جابر عصفور وعمرو موسى وعدد من سفراء الدول العربية، مثل سفيرى المملكة المغربية وفلسطين، أو من فنانين ينتمون لأجيال مختلفة، إلا أن الجنازة، ظهرت بشكل لا يليق بسيدة الشاشة، وسيطرت عليها العشوائية إلى حد ما، لأنها لم تدعم بشكل أكثر قوة من قبل مسئولى الدولة، ويبدو أن انشغال الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة دولة الإمارات الشقيقة، وعدم تواجده لتحريك مسئوليه، الذين وصاهم على الفن المصرى وأهميته، ودوره كقوى عظمى تعتمد عليها كبرى الدول فى الحرب أكثر من المحاربة بالجيوش، جعل الجنازة تخرج بهذا الشكل الباهت والذى لم يكن معبرًا عن مقدار سيدة الشاشة، فكثيرًا من المؤتمرات التى عقدت مؤخرًا تحت رعاية وبحضور رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، مثل مؤتمر "صناعة الإبداع مستقبل مصر"، والذى عقد منذ ما يقرب من شهر، كان يؤكد خلالها أن الفن فى مصر متأصل منذ عهد الفراعنة، وأن مصر حصلت على جائزة نوبل بفضل أدب نجيب محفوظ، وأن الأغنية المصرية زرعت الأمل فى قلوب الملايين من أبناء شعبنا فى كثير من الأوقات العصيبة التى مرت بها البلاد، وأن الفن هو منبر إنارة العقول، كما أكد رئيس الحكومة فى كثيرٍ من جلساته التى تتحدث عن الفن، أن الفيلم المصرى كان دائمًا سفيرنا لكل بلدان العالم، ويبدو أن هذا الكلام، كان مجرد تصريحات لإرضاء الفنانين ليس أكثر، دون أن يطبق على أرض الواقع، بعد أن خلت جنازة فاتن حمامة من أى طقوس رسمية أو عسكرية، هذه القيمة الفنية التى نافست على الأوسكار، منذ خمسينيات القرن الماضى، بل وجعلت للسينما المصرية ثمنًا أمام العالم الخارجى المهتم بالشأن السينمائى، كما أنها من الفنانات التى وصلن إلى مكانة فنية نادرًا ما تصل إليها فنانة أخرى، فكاد تكون الفنانة الوحيدة التى تحصل على جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين، هذا بالإضافة إلى حصولها على العديد من الأوسمة العالمية من خارج مصر، حيث منحت وسام الأرز من لبنان، وهو أعلى الأوسمة هناك، ووسام الكفاءة الفكرية من دولة المغرب، والجائزة الأولى للمرأة العربية، فضلاً عن اختيار 10 أفلام تولت بطولتها فاتن حمامة من ضمن أهم 150 فيلمًا فى تاريخ السينما المصرية، منها أفلام "الحرام" و"أريد حلا" و"دعاء الكروان" و"المنزل رقم13" و"إمبراطورية ميم" و"أفواه وأرانب"، وغيرها من الأفلام التى ميزت سينماتنا المصرية بالمنطقة العربية، وجعلتها بالفعل"هوليوود الشرق".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة