فى إحدى الليالى المظلمة، التى مرت بمصر كانت شاشات التلفاز ووكالات الأنباء تنقل إلينا الأحداث الملتهبة، التى تجرى فى مصر.. وروعتنا الحرائق المندلعة فى كل مكان وبحور الدماء التى سالت.. والهرج والمرج.. وبلغت القلوب الحناجر وظننا بالله الظنونا.. وداهمتنا الأفكار السيئة كأشواك تنغرس فى أجسادنا.. ومادت بنا الأرض.. وترقرق الدمع فى العيون.. ماذا سيحل بمصر؟ وأى مصير ننتظر؟ وتصادف وجود شيخ سعودى بلغ من العمر أرذله تناثرت إلى سمعة الأنباء.. وأبصر لهيب الحرائق.. فوجئت به يبكى فى صمت مهيب، قائلا إذا ضاعت مصر سيضيع العرب.. وانصرف تاركا إياى أجفف دمعى الذى فاض بغزارة.. وكأن كلمات الشيخ قد قضت على البقية الباقية من مظاهر التماسك.. وهدمت سياج القوة المفتعلة.. طبيعى أن نذوب عشقا فى حب مصر لأنها مكون أساسى فى خلايا أجسادنا ودمائنا..
ورغم تعاقب الماسى وبراكين البلاء.. التى تقذفنا بحممها من كل نوع من قبل أشخاص لم يرقبوا فينا إلا ولا ذمة.
ورغم أننا كشعب قد هصرنا هصرا تحت أقدام الطغاة، الذين استباحوا أجسادنا لصنع أبراج ثرائهم ومجدهم.
رغم أن المفسدين قد نهبوا مصر وتركوها كهشيم المحتضر.. رغم أن العدالة وعقاب السماء نشاهده فقط وحصريا فى المسلسلات المصرية.. فقد وئدت العداله بيد الفاسدين.. وحاشا لله أن نستبطئ عقابه على من أسامونا القهر والظلم.. لأننا موقنون أنه سبحانه وتعالى يمهلهم حتى يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.. رغم أن معاول الهدم فاقت معاول البناء.. رغم أن لهاث الذئاب قد أطفأ شعلة الأمل.
رغم أن بريق العيون قد خبا.. رغم أن الفقر والمرض بات ضجيعا لنا..
رغم أن البعض قد نفذ لديهم وقود الإيمان فانتحروا يأسا وكمدا..
رغم أن هنالك سحائب ترابية تمنع شمسنا من السطوع..
رغم أن الشباب قد شاب من تعاقب ضربات الإحباط..
رغم الهموم التى يضيق بها صدرنا.. رغم الدموع الساكنة فى ماقينا..
رغم كل ذلك
ما زالت مصر لدينا أحب وأجمل الأشياء.
مازالت هنالك قوة جاذبية هائلة تجذبنا إليها..
مازلنا ندعو حتى آخر العمر أن يحفظها الله من كل سوء وأن ينصرها نصرا مؤزرا.. وأن تكون دموع هذا الشيخ السعودى ودموع الآخرين من شيوخها الركع وأطفالها الرضع وأتقيائها وأنقيائها.. شفيعا لله تعالى كى يذهب عنا البلاء ويرزقنا نحن الضعفاء، الذين لا حيلة لنا.. ولا حول لنا ولا قوة..
حتى يتعجب أصحاب الحيل..
شيخ يبكى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة