كشفت مصادر ليبية مطلعة عن أن رئيس الحكومة الانتقالية فى ليبيا عبد الله الثنى، يتجه نحو الاستقالة من منصبه الذى يتولاه منذ مارس من العام الماضى.
وقال وزير ليبى، طلب عدم تعريفه، فى تصريحات خاصة لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الصادرة اليوم الجمعة، إن"الثنى يرغب فى الانسحاب بشكل هادئ من العمل السياسي"، مضيفا أنه "متعب ومنهك ويعمل فى أجواء صعبة للغاية"، وأوضح الوزير أن رئيس الحكومة الليبية متردد على ما يبدو فى اتخاذ قراره؛ لكنه أشار فى المقابل إلى أن كواليس وأروقة مجلس النواب الذى يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبى مقرا له، تشهد ما وصفه بـ"معركة غير معلنة" حول خلافة الثنى.
وقال إن خمسة مرشحين على الأقل يتنافسون سرا على خلافة الثنى، مشيرا إلى أن كل مرشح يدعى أن لديه الحظوة الأكبر لدى أعضاء مجلس النواب الذى يعتبر أعلى سلطة سياسية وتشريعية فى البلاد، وقال أحد الذين تتردد أسماؤهم كمرشحين لخلافة الثنى للصحيفة إنه "يحاول إقناع أعضاء البرلمان بدعمه للترشح لمنصب رئيس الحكومة، فى حال ما إذا قرر الثنى التخلى عن منصبه والاستقالة".
ونفى وجود خلافات جوهرية بين الثنى والفريق أول خليفة حفتر، الذى ينتظر إصدار البرلمان قرارا بتعيينه فى منصب القائد العام للقوات المسلحة الليبية مع تكليفه إعادة بناء الجيش الليبى بشكل رسمى، مضيفا: "لقد تجاوز الرجلان (الثنى وحفتر) هذه الخلافات فى هذا التوقيت بسبب الصالح العام؛ لكن ثمة أمورا شخصية ما زالت تعطل تحسين العلاقات بينهما".
وتتنازع على الشرعية فى ليبيا التى يعصف بها القتال والفلتان الأمنى حكومتان وبرلمانان منذ سيطرة ميليشيات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس فى أغسطس الماضى. وتتخذ حكومة بقيادة الثنى ومجلس النواب المعترف بهما دوليا من طبرق مقرا لهما فيما تتخذ الحكومة الاخرى بقيادة عمر الحاسى والمؤتمر الوطنى العام (البرلمان) المنتهية ولايته من طرابلس مقرا لهما.
