من منا لم يعان يوما من اضطراب نفسى ما، نتيجة التعرض لقلق بالغ، أو نوبات عصبية، إو إثارة للإعصاب، أو شعور بالحزن أو تعرض لموقف مأساوى وغيرها من تقلبات الحياة المعروفة، والحد الطبيعى للاضطرابات النفسية والتى لا تؤثر على النفسية سوى تأثيرا مؤقتا غير مرعب أو مقلق،هو حد معروف ولا خوف منه.
حسبما أكدت الدكتور رغدة أحمد الأخصائية النفسية، فالإنسان قد تتضاعف حالته، ويندمج ويغرق فى بعض الاضطرابات وحالة عدم الاتزان الذى يعانيه، مما يجعله مضطربا نفسيا ويحتاج للمساعدة وزيارة طبيب نفسى لعلاج هذه الحالة، وهو أمر لا يعنى أن هذا الشخص مضطرب عقليا وهو السبب الذى يجعل الكثيرين يعزفون عن زيارة الطبيب النفسى أو يخفونها اعتقادا بأنها تشكيك فى سلامة الشخص العقلية رغم أنه أمر طبيعى ومعتاد فى أغلب المجتمعات المتقدمة.
وتضيف هناك علامات تؤكد لك أنك شخص تحتاج للمساعدة الطبية، من قبل مختص يرصد حالتك، وتحتاجه بشكل أكبر لكى تستطيع التغلب على مشكلتك النفسية منذ البداية حتى لا يحدث مضاعفات غير مقبولة.
وزيارة المختص النفسى تساعد المريض على فهم حالته، ومواجهة ذاته بمشكلته، وتساعده على الشعور بقيمة قوته وصلابته النفسية التى جعلته قادرا على تحديد المشكلة وتحديد طريقة التخلص منها.
ولعل زيارة الطبيب النفسى حسبما يوضحها الدكتور محمد رمضان الأخصائى النفسى، هى أمر حتمى فى كثير من الحالات، خاصة تلك التى يعانى فيها الشخص من الجهل بمشكلته النفسية، ويطرد من عقله كل الإثباتات التى تؤكد له عدم اتزانه النفسى، وعدم قدرته على التغلب على الاختلال المؤقت الذى أصابه.
ويتابع أن هذه العلامات لا يختلف عليها الكثيرون، فالمشكلة الدائمة التى يعانى منها المحتاج لمساعدة مختص نفسى، هى عدم شعوره بالمشكلة التى يعانى منها ذاته ومن حوله، فانعدام الشعور بالمشكلة وعدم مراقبة وملاحظة التغييرات النفسية للإنسان دليل قوى على الإصابة بأزمة تحتاج لمساعدة مختص.
وإذا شعر الشخص بحالة من التبلد واللامبالاة ساورته فجأة تجاه الاشخاص والأشياء وتجاه أحبابه وأهدافه، وانعدام الرغبة فى الحياة، وانعدام رغبته فى بذل أى مجهود تجاه ذاته والآخرين، فعليه زيارة مختص فقد يعانى من نوبة اكتئاب، أو مشكلة نفسية.
وإذا عانى الشخص فجأة من حالات عصبية ونوبات لا تهدأ، وتكرر الأمر بداعى وبدون، فعليه التأكد من حاجته لاستشارة مختص، لإمكانية إصابته بنوبات عصبية وغضب شديدة إذا لم تعالج مبكرا قد يتطور الأمر لمشكلة نفسية حقيقية ويعتادها الشخص.
وتابع "محمد" مؤكدا على أهمية أن يلاحظ الإنسان مدى تغير نظرته فى الآخرين، فإذا عانى فجأة من حالة سوء ظن بردود أفعال الآخرين وشعور بالاضطهاد الدائم منهم، والشعور بكره من حوله له فجأة، أو إحساسه بأنه يعانى ظلما ممن حوله أجمعين، أحباؤه أقرباؤه وأصدقاؤه، فعليه مراجعة نفسه واستشارة مختص.
وإذا كان الشخص يحدث نفسه كثيرا، فهو أمر طبيعى حتى الحد المعقول، أما إذا انطوى عن الناس، وزاد فجأة تقوقعه على ذاته، وأصبح لا يحدث أحدا سوى نفسه، وبصوت عال وفى مواقف دون أن يتمكن من ضبط هذه العادة، فعليه استشارة مختص، حتى لا يكون يعانى من اضطراب نفسى.
وعلى الشخص ملاحظة ما إذا كان يعانى فجأة من الرهبة من التجمع مع الآخرين، وإذا شعر برغبته الدائمة فى الانعزال، والخوف من الاختلاط حتى بأسرته، فعليه أن يتابع لدى مختص للمساعدة على تخلصه من هذه العادة الجديدة، فقد يعانى من بدايات الاكتئاب.
ويضيف على الإنسان أن يلاحظ التغيرات فى أفعاله، ويراقبها جيدا ويكون أقوى من الاضطراب النفسى، فعلى سيبل المثال إذا وجد على الشخص عادات غير جيدة ومؤذية، كجرح نفسه وإيلامها، أو رغبة فى الانتحار، أو رغبات فى عقاب النفس، فعليه أن يعيها مبكرا ويستشير مختصا ليساعده.
وأخيرا وليس آخرا، فالاهتمام بآراء المحيطين فى كثير من الأحيان مهم، فإذا اجتمع رأى الكثيرين ممن حولك على مشكلة قد ألمت بشخصيتك، أو تغير واضح فى سماتك الشخصية، فلا تستهن بالأمر، ولا تقلق فى الوقت ذاته، بل عليك التفكر بحيادية حول ما تغير فى شخصيتك، وإذا شعرت بدرجة من عدم الاتزان فيمكنك أما مساعدة ذاتك للتخلص منها، أو طلب مساعدة المختص النفسى.
وتابع "شعبان" مؤكدا على أهمية أن يراقب الشخص نفسه، ونفسيته ومعدلات التغيرات التى تطرأ على سماته الشخصية، وطبيعة تعامله مع الآخرين، وطبيعة فهمه لذاته، فهذه الخطوات تجعله على الدوام مطورا من شخصيته وفى وقاية تامة من الإصابة بالاضطرابات النفسية المحتملة.
8 مظاهر تؤكد احتياجك لزيارة طبيب نفسى.. العصبية والهياج وحالة اللامبالاة والتبلد والشعور الدائم بالاضطهاد والكراهية والكلام مع نفسك بصوت عال.. وإحساسك بالرغبة فى الانتحار
الثلاثاء، 20 يناير 2015 07:03 م
مريض نفسى امام طبيب – أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة