حصل "اليوم السابع" على نص كلمة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية خلال احتفالات أعياد الشرطة التى تعقد بمقر أكاديمية الشرطة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية والمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وعدد من الشخصيات الإعلامية والفنية.
وجاءت كلمة وزير الداخلية كالآتى .. " بسم الله الرحمن الرحيم .. السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى / رئيس الجمهورية .. السيد المهندس رئيس مجلس الوزراء .. السادة الوزراء .. السيدات والسادة الحضور .. اسمحوا لى أن أرحب بكم ونحن نلتقى اليوم فى مناسبتين عظيمتين، شاءت إرادة الله أن تتشاركا فى يوم واحد، هما عيد الشرطة المصرية بكل عَبَق التاريخ الوطنى الذى يحمله، وعيد ثورة الخامس والعشرين من يناير بكل طاقة الأمل والتغيير التى بعثتها .. واسمحوا لى أن أحيى الأرواح الطاهرة لشهدائنا الأبرار التى ترفرف من حولنا وقد أضاءت بدمائها الزكية شعلة المجد الخالدة لمصرنا العزيزة" .
وتابع "أن هذه الأرواح الطاهرة لشهدائنا الأبرار قد قدمت النموذج والمثل والقدوة / تنتظر منا جميعاً أن نحذو حذوها بذلاً وفداءً وتضحية بكل الانتماء الصادق لهذا الوطن، وبكل الإيمان العميق بمقدساته وقدراته ورسالته الحضارية الإنسانية، وبكل مسئوليات الواجب الوطنى الذى نحمله فوق أكتافنا .. وإنا لنُعاهدُها عهدَ الرجال الأوفياء / وعهدَ الجنود الصامدين وعهد الوطنيين الصادقين الذين يشترون مجد الوطن واستقلال إرادته واستقراره وسلامته بأرواحهم ودمائهم".
"السيد الرئيس.. السيدات والسادة.. لقد قطعنا شوطاً طويلاً فى الحرب على الإرهاب، وقدمنا صفوفاً من أشجع وأنبل الرجال فى هذه الحرب، وهى حرب فُرضت على وطننا الغالى، وعلينا تستخدم أحط الأساليب غدراً وأدنأ الوسائل ترويعاً للآمنين، متوهمةً أن يخضع الشعبُ لها وأن تنحنى إرادةُ مصر أمام إرهابها" .
وفى سياق هذه المواجهة التى نخوضها فإننى أجدُ من واجبى أن أُشير إلى ما يلى:
أننا انتقلنا بعون الله وبعزيمة الرجال من مرحلة رد الفعل تجاه العمليات الإرهابية إلى مرحلة الفعل، وهى مرحلة إجهاض هذه العمليات قبل وقوعها .. وليس سراً أن عدد الشبكات والخلايا الإرهابية التى تم تفكيكها والعمليات التى تم إجهاضُها قبل الشروع فيها أضعافٌ مضاعفة من العمليات الإرهابية الدنيئة ذات الطابع الفردى التى قد تنجح أحياناً فى زرع قُنبلة هنا أو فى إطلاق رصاصة هناك، وهى أعمالٌ يجرى تطويقها والحد منها بمتابعةٍ دقيقةٍ وفاعلةٍ حتى نقضى على ذلك الإرهاب قضاءاً تاماً نضمن معه لوطننا أمناً واستقراراً دائماً .
إن عملنا أصبح يرتكزُ على استراتيجية أمنية وطنية شاملة يجرى تنفيذها فى إطار من التنسيق التام والتكامل غير المسبوق مع رجال قواتنا المسلحة البواسل تُغطى أرجاء الوطن مع التركيز على المحافظات والمناطق التى تُطل منها بقايا جيوب الإرهاب، وهى إستراتيجيةٌ تعتمد على انتزاع المبادرة والضربات الاستباقية وعلى توفير رصيد متجدد من المعلومات وجهود حثيثة فى المتابعة والملاحقة لكل من تورط فى عمل إرهابى .. وهنا أؤكدُ لكم أنه لن يُفلت آثمٌ من العقاب، وسينال كل من شارك أو خطط أو نفذ فعل إرهابى عقوبته التى أوجب القانون إنفاذها .
إننا لا نواجه إرهاباً محلى الصنع وإن كانت بعض أدواته كذلك، وإنما نواجه إرهاباً منظماً يعكس صورةً جديدةً للجريمة المنظمة، وأن هناك قوى خارجية إقليمية ودولية لاتُعينه بالتمويل الكبير فقط وإنما تُعينه بالمعلومات والخرائط والأدوات والأسلحة.. ولهذا فقد واجهنا معركة قد تكون معركة وطنية فى حيزها الداخلى ولكنها ذات بعدٍ إقليمى ودولى لا يخفى على أحد .
إننا فى الوقت الذى واجهنا ونواجه فيه صنفاً خسيساً من الإرهاب نواجه فى الوقت ذاته على صعيد الأمن الجنائى أنماطاً مستجدةً من الجريمة، خاصةً جرائم السطو المسلح والسرقة بالإكراه والخطف وهى جرائم غير مسبوقة فى مصر إستغرقت جانباً كبيراً من العمل والجهد ومَثلت مع جرائم أخرى كالجرائم الإلكترونية وجرائم الإنترنت التى تزامنت مع الجرائم الإرهابية تحدياً كبيراً لأجهزة الأمن، وإذا كان ميدان معركة الأمن قد أصبح أكثر تشعباً وتنوعا ً، فقد حرصنا كل الحرص على أن تكون جهودنا موزعة على كل مجالات المواجهة دون تفريطٍ فى مواجهة تحديات مستجدات الأمن الجنائى على حساب المعركة المفتوحة ضد الإرهاب .
ونلتزم فى كل عمل نقوم به وفى كل مواجهة فُرضت علينا بروح القانون قبل مواده ونصوصه وقد كان حرصنا بالغاً على أن تكون مراعاة مبادئ حقوق الإنسان قائمة فى كل أعمال الشرطة.. وإذا كان من طبائع الأشياء أن تحدث بعض التجاوزات أحياناً فإننا لم ولن نتستر على تجاوز ولم ولن نقبل إلا بأن يكون رجال الشرطة فى كل الأعمال الملقاة على عاتقهم صورةً حية وشفافة لنصوص القانون المكلفين بتفعيله وإنفاذه .
لقد عملنا رغم كل التحديات والصعاب فى بيئة شعبية وطنية كان موقفها حاسماً من الولاء للوطن ولمصالحه العليا ولقيادته الرشيدة .. وقد مثلت هذه البيئة الشعبية خير مُعين لنا حاضنةً لعملنا مناهضةً لكل عملٍ يستهدف أمن الوطن وترويع أبنائه.. ومن واجبنا أن نعترف دون نكران بأن موقف هذا الشعب العظيم يستحق ما فوق الشكر وما يتجاوز التقدير.. وليس هذا بمستغرب على شعب أبى عظيم كان انحيازه كاملاً ودائماً عبر دروب تاريخه الوطنى الطويل إلى العدل والمساواة والاستقرار .
وفى هذا السياق فإننى أُشير بكل إجلال إلى هذا المستوى الرفيع من أداء القوات المسلحة الباسلة ومن الدور البطولى المشهود الذى اضطلعت به فى مواجهة أشد أنواع الإرهاب شراً وأن نُشيد بذلك المستوى البالغ الرُقى من تنسيق التعاون بينها وبين جهاز الشرطة.. وهو عمل كما عكس وحدة المصير الوطنى ووحدة العدو المشترك يُكَلَل بتضحيات غالية وأعمال بُطولية هى جزء لا يتجزأ من تاريخ مدرسة الوطنية المصرية التى أسسها الجيش المصرى منذ فجر التاريخ.
وتابع وزير الداخلية "السيد الرئيس.. السيدات والسادة.. إننا نحمل جميعاً فوق كواهلنا مسئولية تحقيق أهداف ثورتين مجيدتين فجرهما الشعب المصرى فى الخامس والعشرين من يناير وفى الثلاثين من يونيو.. وقد قطعنا مرحلة هامة فى تحقيق استحقاقين وفق خارطة الطريق التى رُسِمَت بإرادة حرة وعما قريب ستبدأ الممارسة الديمقراطية للاستحقاق الثالث وهو انتخاب مجلس النواب.. ونؤكد فى هذا الصدد أن الشرطة المصرية عازمة على أن تؤدى واجبها فى هذا الاستحقاق وفق القانون وبحيادية كاملة وبالتزام تام بمبادئ الديمقراطية لتوفير مناخٍ يكفل حرية الاختيار ليكون البرلمان القادم معبراً عن إرادة الشعب فى تحقيق مستقبله المشرق المأمول".
"السيد الرئيس.. السيدات والسادة.. إن المناخ الإقليمى العاصف من حولنا ما زال يحاول أن يُصدّر إلى الداخل أزمات بعينها، ولانتجاوز الواقع والحقيقة إذا قلنا إن مصر ما تزال مستهدفة فى داخلها ومن خارجها وعبر حدودها.. ولكن مصر التى اختارت استقلال إرادتها وتعميق دورها الإقليمى وتحصين مكانتها الدولية تمضى فى طريقها مرفوعة الهامة وضّاحة الجبين مدركة أن النصر حليفها وأن وحدتها الوطنية ووحدة شعبها الأبّى هى حصنها الحصين وهى صخرتها الصلبة التى تتحطم عليها كُل سهام البغى والعدوان والإرهاب، وأن وطننا العظيم سوف يَعبُر نحو تحقيق أهدافه العظيمة بشعبه وجيشه وشرطته، متمسكا بوحدته الوطنية محافظا على دولته القومية".
وأضاف "و ليس لدينا شكٌ فى أن أعلامنا ستظل مرفوعةً فى السماء وأن المستقبل العظيم الذى نسعى إليه ونجتهد فى الوصول إليه سيكون دانياً وقريباً بفضل إرادة وطنية لا تقبل أن تنكسر وعطاء وبذل بغير حدود ودم شهيد قدم تضحيات من أجل وطن عظيم آن له الأوان أن يأخذ مكانه الذى يستحق وطناً آمناً مستقراً مزدهراً بفضل سواعد أبنائه المخلصين .. والقيادة المستنيرة لابن مصر البار السيد عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.. حفظ الله مصرنا وكل عام وأنتم بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
موضوعات متعلقة..
وزير الداخلية: قطعنا شوطا كبيرا فى حربنا ضد الإرهاب بالتنسيق مع الجيش
السيسى يصل أكاديمية الشرطة ويضع إكليل الزهور على نصب الشهداء التذكارى
بدء مراسم الاحتفال بعيد الشرطة بحضور الرئيس السيسى ومحلب
بالفيديو..نص كلمة وزير الداخلية فى احتفالات عيد الشرطة.. يبدأها بتحية الشهداء.. ويؤكد: نواجه إرهابًا منظمًا تدعمه قوى خارجية بالمال والمعلومات والخرائط والأدوات والأسلحة.. ولن يفلت آثم من العقاب
الثلاثاء، 20 يناير 2015 10:58 ص
اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن مصر
كل عام و رجال شرطتنا الباسلة و خير أجناد الارض بكل خير و صحة و عافية و منصورين على أعداء الوطن
عدد الردود 0
بواسطة:
على
يارب
روح ياشخ الهى يعمر بيتك