قال الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف المصرى الأسبق، إن التجديد الخطاب والفكر الدينى، مرتبط بالاجتهاد، أى مبدأ الحركة فى الإسلام، هو ما ليس موجودا بيننا الآن، حيث توقفت الحركة، ولم يعد هناك اجتهاد، وللأسف فنحن الآن نتعلم من الآخرين الذين اجتهدوا فى فترة التراجع الإسلامى، وليس فترة الازدهار والتقدم، وهو ما أدى لتراجع الخطاب الدينى.
جاء ذلك خلال الندوة الثقافية المقامة الآن بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، تحت عنوان "تجديد الخطاب الدينى"، بمشاركة الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة المصرى، والدكتور يحيى الجمل، والدكتور أسامة الأزهرى.
وأضاف "زقزوق"، أنه عندما توقف الاجتهاد سيطر التقليد، ولا يزال يسيطر حتى يومنا هذا، مشيرًا إلى قضية اشتغال المرأة فى القضاء، قائلًا إن الأئمة "مالك، وأبو حنيفة، وابن حنبل"، رفضوا اشتغال المرأة بالقضاء، لكن بعض الحنفيين قبلوا اشتغالها لكن فى الجانب المدنى فقط، وليس فى الجنايات، مؤكدًا أننا حين ننظر للوضع الحالى، نجد أن وضع المرأة اليوم غير المرأة منذ ألف سنة، وقتما ظهرت اجتهادات هذه الأئمة، ولذلك علينا إقامة دراسات جديدة فى وضع المرأة، وحالها اليوم، ولا ننقل الفتوى القديمة كما هى، بل نحتاج إلى اجتهاد جديد ينظر للواقع المعاصر.
وأكد "زقزوق" على أن القرآن جعل الذين لا يستخدمون عقولهم، فى مرتبة أقل من الحيوان، فالقرآن يقول " أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا"، لذلك فالتقليد هو آفة المجتمع، والسبب فيه هو نظام التعليم، فلا نجد من يتخرج من المدارس أو المعاهد الدينية، لديه تفكير نقدى، لأن نظام التعليم يعتمد على التلقين والحفظ، لذلك انتشرت ظاهرة الإلحاد فى مجتمعنا اليوم، لأنهم لا يعملون عقولهم، ويسيرون خلف الآخرين، برغم أن الرسول الكريم قال "لا تكونوا إمعة".
وقال الدكتور محمود حمدى زقزوق، إن تجديد الخطاب الدينى، مرتبط بتجديد الفكر الدينى، وأن تجديد الخطاب الدينى، لا يأتى إلا بشيئين هما "الاجتهاد، وإعمال العقل الإنسانى"، وبدونهما لا يوجد تجديد فى الفكر، ولا تجديد الفكر الدينى.
وأضاف الدكتور محمود حمدى زقزوق، أن الإنسان يجب أن يُعمل عقله فى التفكير، والتدبر، فالقرآن الكريم حثنا على ذلك وجعل عقاب هؤلاء كبير، وذنب من الذنوب، فالقرآن يقول "وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير"، لذلك فإنه لا يجوز وضع العقل على الرف، بل نتعقل ونتدبر ونفهم كل الأشياء التى خلقها الله، فالله سخر للإنسان كل الكائنات، السماء والأرض وما بينهما، والذى يتفكر ويبحث وينقب يصل فى النهاية للنتائج التى يبتغيها من البحث العلمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة