لا شك أن أية مؤسسة إذا أرادت النمو وتحقيق الجودة وتحسين الأداء، فإنه من الضرورى لها اتباع نظام رقابى يتسم بالشفافية والحيادية والعدالة، والحقيقة أن مصرنا الحبيبة فى أمس الحاجة إلى سواعد أبنائها الذين لديهم الاهتمام بإتقان العمل والإحسان فيه، وعلى الموظف أن يحسن فى عمله حيث إن درجة الإحسان تفوق درجة الإتقان وهى نوع من الرقابة الذاتية، وقد سأل سيدنا جبريل عليه السلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فأنه يراك) متفق عليه.
وإذا كان من الممكن للإنسان الهروب من رقابة البشر فلن يستطع الهروب من رقابة الله التى ترانا من الظاهر والباطن، لذلك فإنه من يستحضر الله حين يعمل سوف يصل إلى درجـة الإحسـان التى يطلق عليها علمـاء الغرب: الفعالية Six Sigma أو أى مسميات أخرى يرونها وهم يعنون بها الاقتراب من الكمال Near Perfection والتحسين المستمر عن طريق فهم العاملين لاحتياجات العمل وفهم وتحليل العمليات وعمل المقاييس المناسبة والسعى لتحسين العمليات ومراقبتها المستمرة مما يتوصلون به إلى بلوغ أقصى درجات التوافق مع طلبات العملاء وهى درجة أعلى من الجودة، ففى ثقافة الجودة تكون الأخطاء 1% فقط بينما فى Six Sigma لا تكاد تذكر، فإذا كان هدف المنشأة إنتاج 500000 وحدة فإن عدد الوحدات المعيبـة تكن 5000 وحدة فى ثقافـة الجودة، بينما فى ثقافـة Six Sigma تكون واحدة أو لا توجد وحدات معيبة، ومن هنا يصبح من الضرورى للعامل المصرى أن يحرص على الإتقان والتجويد والتحسين المستمر فى عمله حتى يحقق لوطنه التنمية المنشودة.
شخص يصلى - صورة أرشيفية