لم أعد أدرى من أنا فأحيانًا تحادثنى نفسى هل مازلت تشعر أنك حى؟ وما علامة ذلك؟ هل تشعر بمن حولك أيًا كان عملهم حلمهم أملهم؟ هل عرف الحب طريقه إلى قلبك؟ أم أنه مغلق لسبب أو لآخر؟ هل فكرت تطرح ما تجيش به مشاعرك أمامك فتحاول كتابته فربما قلت كلامًا منظومًا يستعذبه غيرك؟ هل فكرت تكتب شعرًا؟ ثم اسأل نفسى ولماذا الشعر؟ فترد عليا وتقول لإنها كلمة قريبة من الشعور فعندما تشعُر تشعِر وتجد سهولة فى تدفق الكلمات أمام مداد قلمك.
ماذا أقول؟ ولماذا كل هذا الهذيان غير المبرر هل لأنى أشعر بالوحدة؟ أم أننى بمقدورى أن أعبر عما يجيش فى نفسى بنظمى كلمات معبرة يعتبرها غيرى شعرًا أم أن قلبى شاغر فيرسل إشارات قد تفهم عندى بطريق الخطأ؟ للحقيقة لم أعد أعرف هل أنا شاعر أم شاغر فهما كلمتان قريبتان لفظيًا ولكنهما تبعدان عن بعضيهما البعض بمسافات وقد لا يلتقيان مستقبلاً.
أعلم أن هناك مثلى الكثير ممن يتألمون فى صمت فيحاولون التعبير عن مكنون عقولهم وقلوبهم ولكن هيهات هيهات فمعظمنا يدور فى دوائر مفرغة وأغلبنا يشعر بما فى داخله كأنه جرثوم يكاد يفتك به وهو لا حول ولا قوة ثم عندما يصحو مفزوعًا يفاجأ بضيق صدره وارتفاع نبضات قلبه ثم يعاود التفكير فى الخمول من جديد ليكرر العودة إلى الفراش فقد يأتى النوم المريح.
زمن يمضى وشيب يتزايد وقوى تنهك وأعباء تتزايد فماذا تريد يا فتى؟ هكذا اسمع صوت أعماقى ينادينى من مكان بعيد ولكن صدى صوته يكاد يصم أذانى، فترد خواطرى الحالمة ماذا تريد منى فأنا مازلت أحلم ما زلت أتعلق بآمالى فكيف لى أن أعيش بلا أمل أنا لا أستطيع أن أعيش شاغرًا خاويًا فقلبى ما زال ينبض ودمائى ما زالت تتدفق عبر دروب ممدودة فى جسدى بإتقان.
لن يستطيع أحد أن يتحكم فى نبضات قلبى التى تبحث فى عمق المستقبل رغم فوارق السنين، لن يجرؤ أحد على إيقاف قاطرة أحلام توقفت طويلاً لأسباب واهية فأنا يا أيتها الأعماق المتشائمة مازلت حيًا مازلت أقوى على صد عدوان السنين صحيح أننى أحيانًا أضعف وأتراجع ثم تنتابنى صحوات الموت لأفيق وأكابر وأتحدى المستحيل لأننى أؤمن بأننى مازلت حيًا.
ورقة وقلم