دعا عمرو موسى الغرب للمقارنة بين وضع مصر اليوم فى عام ٢٠١٥، ووضعها العام الماضى، مشيرًا إلى أن الفرق واضح فى المسيرة نحو الاستقرار بعد تنفيذ الثلاث ركائز الأساسية لخارطة الطريق، وهى الموافقة على الدستور، انتخاب الرئيس، وخلال الأشهر المقبلة سيتم انتخاب البرلمان الذى بدأت إجراءاته، إضافة إلى ذلك البدء فى الكثير من المشروعات الضخمة والصغيرة.
وأضاف عمرو موسى قائلا "إننا وجدنا أنفسنا فى مصر تحت تهديدات من اليمين واليسار، من الشرق والغرب، وهو وضع دقيق على الدولة المصرية، وقدّ يجعل العالم يظن الوضع فى مصر غير مستقر، ولكن ردى على ذلك أن اليوم لدينا رئيس منتخب والشعب يدعمه، لدينا دستور مستفتى عليه والجميع يحترمه، قريبا جدًا سيكون هناك برلمان منتخب والدولة جاهزة بخطة لإتمام وتنفيذ الانتخابات، الشعب عازم على التنمية والحكومة تمتلك خطة للإصلاح لذا فإن الوضع فى مصر هو فى الواقع مختلف عن الحالات الأخرى - وقادر على مواجهتها".
وأكد عمرو موسى عبر لقاء له مع قناة روسيا اليوم حسبما أشار البيان الصادر من مكتبه الإعلامى منذ قليل، من مقر عقد منتدى داڤوس الاقتصادى العالمى بسويسرا، أن هناك محاولات وطنية لتطوير الاقتصاد، كما يقوم الرئيس بتحركات نشيطة على المستوى الإقليمى، وهو ما وضع مصر فى محادثات مباشرة مع القوى الإقليمية الرئيسية، ولذلك فإنه يرى أن وضع مصر أفضل بكثير من الأعوام الماضية، أى أننا نسير فى اتجاه إيجابى.
وعن مبايعة أنصار بيت المقدس لداعش واعتبار سيناء ولاية إسلامية، أجاب عمرو موسى "أن هذه التنظيمات تحاول بكل ما فى وسعها عبر الدعم المادى وغيره لتنفيذ مخططات إرهابية، ولكن غالبية الشعب المصرى ضد هذا الفكر المتطرف والعنف، كما أن الجيش والشرطة يؤدون واجبهم للتصدى لتلك الجماعات، لذلك فإن كل المجتمع يواجه ويرفض هذا الإرهاب، ووضع المصريين اليوم أفضل وأكثر صمودا فهم يعلمون تمامًا أن الإرهاب هو عدو الاستقرار، لذلك لا يزال هناك طريق طويل. فلن تنتهى المعركة بسهولة فى مصر حتى بعد دعم كافة طوائف المجتمع حكومة وجيشا وشعبا لذلك، إن معركة الإرهاب لم تنته بعد فى أى مكان بالعالم ونحن نرى أن حكومات الولايات المتحدة وأوروبا أو آسيا اليوم فى نفس الموقف، إن المعركة مستمرة إقليميا ودوليا فلماذا تضييق النظر على الإرهاب فى مصر".
وبالنسبة للوضع الإقليمى ووجود داعش والعمليات العسكرية ضدها والتهديد الذى قد يطال مصر قال موسى "إنه يرى أن العمليات العسكرية والضربات الجوية ضدها لم تأت بجديد، وهو سؤال يجب أن تجيب عليه الدول المشاركة فى العمليات العسكرية، لأنه يرى أنه لا توجد استراتيجية واضحة لمجابهة هذا التنظيم، وأن بداية المواجهة معه تأخرت كثيرا".
وعن سؤال حول رأى موسى عن إمكانية التدخل العسكرى فى ليبيا قال موسى "آسف، ولكن السؤال فى غير محله، لم تكن هناك أى دعاوى إلى التدخل العسكرى فى ليبيا.. الوضع فى ليبيا مختلف ويحتاج إلى تعاون كل دول الجوار الليبى، وتدخل من قبل الأمم المتحدة، لدعوة كافة الأطراف هناك للجلوس سويا؛ فالصراع فى ليبيا قد يطول وهناك صعوبة فى أن يعود الوضع طبيعيا ومستقرا، الحالة الليبية تحتاج إلى حل سياسى بالأساس وليس عسكريا، ونحن لدينا فرصة اليوم مع بدء محادثات الأمم المتحدة فى جنيف؛ كما أن مصر لا تتدخل فى شؤون ليبيا الداخلية نحن ندعم خطة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وينبغى لنا أن ندعم المصالحة داخل كل الدول العربية دعما للاستقرار فى المنطقة".
وفى ختام حديثه أكد موسى على ضرورة الاستفادة من دور كافة الدول اللاعبة إقليميا ودوليا والعمل مع دول المنطقة الفاعلة ودول الجوار فى الشرق الأوسط لحل الأزمة السورية وليس أطراف النزاع فى سوريا فقط، وبعدها يتم الاتفاق ويعد ملفًا كاملًا، ثم الذهاب إلى مجلس الأمن الدولى مع خطة واضحة لصالح الحل والاستقرار فى سوريا والتعامل بشكل صحيح مع هذه الكارثة الإنسانية التى تقع على الشعب السورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة