حلت ذكرى الهولوكوست الأربعاء فى الشهر الذى اختارته بريطانيا لتأبين ضحايا النازى من اليهود فى الحرب العالمية الثانية قبل ستة عقود من الآن، لتجدد الجدل المثار بين النظريات والشخصيات التى تشكك فى حقيقة قيام النازى بقتل 6 ملايين يهودى مستخدما أفران الغاز، وتلك فى الجهة الأخرى التى تدحض هذه الشكوك وترفع شعار "معاداة السامية" كلما تطرق الحديث إلى الهولوكوست وحقيقة حدوثه، رافضة التنصل عن الجريمة التى ارتكبها الأوروبيون وبالتحديد الألمان فى حق اليهود إبان تلك الفترة التى عصفت فيها الحرب بالقارة العجوز موشكة فى القضاء على قاطنيها، يظل الفيلسوف والمفكر الفرنسى "روجيه جارودى" هو الأشهر بالنسبة للقارئ العربى فيما يتعلق بالتشكيك فى حدوث الهولوكوست، فقد شكك الفيلسوف الراحل فى كتابه الأشهر "الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل" فى الهولوكوست، مهاجما الدولة الإسرائيلية ومتهما إياها باستخدام مأساة الهولوكوست وتضخيمها لتبرير أعمالها الوحشية إزاء الفلسطينيين، مستندا فى ذلك على تاريخه كعضو فى المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألمانى فى سنوات الحرب العالمية الثانية. نسرد هنا نظريات أخرى لشخصيات شككت فى مسألة الهولوكوست وصحة حدوثها من عدمه.
بول راسنييه
ناشط سياسى فرنسى عُرف بآرائه الداعية إلى السلام ونشره، لكنه فى نفس الوقت يعتبر "أبو ناكرى الهولوكوست" بعد بدئه تأليف الكتب التى تعارض نظرية الهولوكوست وغرف الغاز، ناكرا إياها بصفته نزيلا فى أحد المعسكرات النازية كسجين لانخراطه فى صفوف المقاومة الفرنسية، جاءت شهادة "راسنييه" وإنكاره للهولوكوست صدمة للمجتمع الدولى لما يمتلكه من رصيد تاريخى يجعله فى مصاف من يصعب التشكيك فى آرائهم، فقد عمل كأستاذ للتاريخ وباحث فى السياسة والاقتصاد لفترة تتخط الربع قرن عند إصداره أول كتبه الناكرة للهولوكوست، أيضا عُرف بنشاطه فى تهريب اليهود من بطش النازى فى الحرب العالمية الثانية، وكداعية صلب للسلام، وأخيرا نزيل بأحد معسكرات التعذيب النازية التى أنكر استخدامها لأفران الغاز لحرق اليهود، معتبرا أساليب التعذيب النازية مماثلة لأساليب التعذيب التى استخدمها الجيش الفرنسى فى تعذيب معارضيه فى البلدان التى احتلها مثل المغرب والجزائر، مستندا فى هذا الرأى على فترة عمله كجندى فى الجيش الفرنسى فى المغرب فى عشرينيات القرن الماضى. توفى "راسنييه" للمفارقة فى العام 1967 من جراء أمراض أصيب بها بسبب التعذيب الذى تعرض له على يد الجيش النازى فى فترة الحرب العالمية الثانية.
هارى بارنز
مؤرخ أمريكى أثارت آراؤه المشككة فى الهولوكست صدى واسع، بعد اجتيازها المحيط الأطلسى لتضافر مع آراء المفكر الفرنسى "بول راسنييه". بداية صعوده فى المسرح الدولى جاءت فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، فقد استخدم مواهبه كمؤرخ ذى ذاكرة استثنائية وبراعته فى البحث فى تحليل أسباب تلك الحرب، رافضا التسليم باتهام ألمانيا بتفجيرها الحرب، ومتهما أطرافا أخرى كروسيا وفرنسا فى بنزع فتيل الحرب الكونية الأولى، مثيرا الجدل فى القارة العجوز التى كانت غير مدركة بعد لنمو بذور حرب كونية ثانية أكثر تدميرا وخطورة. عُرف كمدافع عن الألمان ورافض لتورط أمريكا فى الحرب الحروب الأوروبية، بعد الحرب العالمية الثانية بدأ فى ترديد الآراء وكتابة المقالات غير المصدقة للهولوكوست، واستمر فى كتابة المقالات والأبحاث التى تتهم الدولة الإسرائيلية الشابة آنذاك بخلق الهولوكوست لاستنزاف ألمانيا ماديا، وصعّد نشاطه بمقابلة "راسنييه" وقيامه بترجمة كتبه الفرنسية الرافضة للهولوكوست إلى الإنجليزية، قبل وفاته فى ستينيات القرن الماضى.
روبرت فوريسون
مثل شخصيات هذه القائمة.. ولد فى العام 1929 منخرطا فى السلك الأكاديمى حتى العام 1990 الذى شهد فصله منه بسبب آرائه وأبحاثه الناكرة للهولوكوست. مولده لأب اسكتلندى وأم فرنسية جعله مزدوج الثقافة وذا قدرة على التفكير والتحليل والبحث. قدم أبحاثه الأولى التى تنكر حدوث الهولوكوست فى العام 1974، نافيا قيام الزعيم النازى "أدولف هتلر" بقتل المواطنين بناء على جنسهم أو ديانتهم، وتعرض اليهود لعمليات إبادة "ممنهجة" على يد الجيش الألمانى النازى. كلفه هذا الرأى الكثير، ليتعرض لتهمة معاداة السامية وإنكار الهولوكوست فى العام 1983 لينتهى الأمر بتغريمه، ثم فصله من الجامعة التى كان استاذا فيها للأدب الفرنسى فى العام 1990، كما تعرض للاعتداء فى العام 1989 على يد مجموعة من منظمة تسمى "أبناء ذكرى اليهود". قام المفكر الأمريكى اليهودى "نعوم تشومسكى" برفض المطاردة القانونية لـ"فوريسون"، مبررا ذلك بحرية التعبير، رغم اعترافه بالهولوكست وعدم إنكاره لها.
ديفيد هوجان
شكّل ثنائى أكاديمى مع مواطنه "هارى بارنز" فى خمسينيات القرن الماضى لإثبات عدم وجود الهولوكوست والدفاع عن ألمانيا وزعم تورطها فى حرب من تدبير كل من بولندا وإنجلترا، حصل على درجة الدكتوراه فى التاريخ من جامعة "هارفارد" العريقة، ليبدأ سلسلة من الأبحاث بتشجيع من "بارنز" تشكك فى حقيقة الهولوكوست.
يورجين جراف
مترجم ولغوى سويسرى المولد درس فقه اللغات فى جامعة بازل وامتهن التدريس، قبل قيامه بتأليف الكتب الناكرة للهولوكوست فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، مما جعله تحت طائلة القانون السويسرى الذى اتهمه بمعاداة السامية وإنكار الهولوكوست، تعرضه المتكرر للمطاردة القانونية جعله يترك موطنه سويسرا، ليروم فى البداية اللجوء السياسى فى ايران، ثم يعدل عن ذلك بالعيش فى دولة "بيلاروسيا"، ثم ينتقل إلى روسيا حيث يعيش حاليا فى العاصمة "موسكو" ليعمل كمترجم.
فى اليوم العالمى لمحرقة اليهود.. شخصيات عالمية تشكك فى صحتها.. "بول راسنييه" أول ناكرى المحرقة اليهودية.. و"هارى بارنز" مؤرخ الحرب العالمية رفض مبالغات إسرائيل
الأربعاء، 28 يناير 2015 11:37 م
روبرت فوريسون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة