وأكد شهود عيان من أهالى المنطقة، هروب السكان قبل انهيار منزلين بالكامل، بالإضافة لأجزاء من بيوت مجاورة، حيث سمعوا صوت ارتطام لمحتويات بعض المنازل.
وقال أهالى المنطقة لـ"اليوم السابع"، بدأت الكارثة أمس بسماع انهيار منزل من المنازل العشوائية خلف البلوك رقم 10 بجوار مسجد الهدى، وفوجئنا بمياه تخرج من الأرض، من عدة أماكن منها أرض ومحلات، وفوجئنا بحفرتين على بعد 5 أمتار بين كل منهما وعلى بعد 6 أمتار من المحلات التى تخرج منها الماء، وتوجهنا ببلاغ إلى شركة المياه، وجاء فردان من الحماية المدنية وعند عدم وجود إصابات أو وفيات انصرفوا، أما شركة المياه فقد حضرت متأخرا جدا بعد 4 ساعات، وتم قطع الماء عن المنطقة كلها، وتبين أن الأرض التى وقعت على الماسورة تسببت فى كسرها، وتبين أن الأرض مفرغة من أسفل تحت البلوكات.
وتابع الأهالى: حى غرب وعد بحصر الأسر المتضررة لإيجاد حل ومساكن بديلة بالتسيق مع محافظ الإسكندرية، ومازالت الأسر فى الشارع، كما وعد الحى بالتنسيق مع هيئة الطرق لإصلاح الهبوط الأرضى، ولم يحضر أحد من الهيئة إلى الآن.
وأعرب الأهالى عن قلقهم من انهيارات جديدة فى منازلهم فى ظل تخاذل أجهزة المحافظة، ووجود الفجوة تحت تلك البلوكات .
وقد أدى الانهيار الذى وقع فى منطقة "طابية صالح"، إلى تشريد 4 أسر يبيتون فى العراء من أمس بسبب انهيار العقارين.
ومن جانبه كشف عبد العزيز الشناوى منسق حملة النهوض بمينا البصل لليوم السابع، أن الكارثة نتيجة واقعة تنقيب عن الآثار بالمخالفة للقانون منذ شهرين، مما أدى إلى تفريغ الأرض من تحت "البلوكات الشعبية"، وتسبب صباح أمس فى انفجار ماسورة الصرف الصحى وتصدع الأرض، وأصبح هناك عمق متر ونصف تحت الأرض.
وقال الشناوى إن الحملة الشعبية حاولت الإبلاغ عن التنقيب المخالف والأضرار التى قد يسببها فى المنطقة الشعبية، خاصة و أنه حلم الفقراء فى ظل وجود مقاولين تخصصوا فى هذا الأمر من خلال إغراء أصحاب المنازل بمبالغ مالية كبيرة تصل إلى 30 ألف جنيه للتنقيب عن الآثار تحت المنازل ولكن دون جدوى .
وأشار أن الكارثة تهدد 120 أسرة هم سكان 10 بلوكات، تم الحفر تحتها. وعن كارثة أمس قال حاولنا الاتصال بحى غرب فقامت الأجهزة بشفط المياه ووعدت بحل للأسر المشردة فى الشارع، لكن لم يتم تنفيذ أى شىء من تلك الوعود وأصبح 4 أسر يبيتون فى العراء فى هذا الشتاء.
وحذر من كارثة انهيار بلوكات أخرى، والتى تقع فوق الأرض المفرغة إثر التنقيب، مطالبا الأجهزة التنفيذية بالتدخل الفورى وإيجاد مساكن بديلة للأسر المشردة.
وعلى صعيد آخر وبسؤال اللواء حسين فوزى سكرتير عام المحافظة، قال إنه كان من الضرورة إخلاء العقارين حرصا على أرواح قاطنيها، وجار إيجاد مساكن بديلة بالتنسيق مع المحافظ.
من جانبه طالب الدكتور محمد مصطفى، مدير هيئة الآثار السابق بإزالة العشوائيات بمنطقة القبارى غرب الإسكندرية، وإعادة تأهيل المنطقة للسياحة، وتحويلها إلى منطقة أثرية سياحية.
مشيرا فى تصريحات خاصة بـ"اليوم السابع" إلى أن منطقة القبارى غرب الإسكندرية هى جزء من الجبانة الكبرى التى تقع على مساحة كيلو متر مربع، وهى الجبانة الغربية للإسكندرية قديما، حيث كانت الإسكندرية تحتوى على جبانتين غربا وشرقا، وأوضح أن الجبانة الغربية تتميز بأنها جبانة المصريين الأصليين، ويعود تاريخها إلى 2300 عام، وبها عناصر معمارية مختلطة بين الفن المصرى و اليونانى، كما تتميز بالأوانى الفخارية "هيدرا."
وتساءل إلى متى ستصمت الآثار عن منطقة القبارى؟، قائلا "إن كلمة القبارى التى أطلقت على المنطقة مشتقة من "الرجل الذى يقبر الناس" ومنذ بداية القرن العشرين، شهدت المنطقة عددا من الاكتشافات الأثرية، وتم اكتشاف مقبرة الورديان ثم فى التسعينات عند حفر كوبرى 27 ظهرت آثار، وتم اكتشاف موقع جبانة القبارى تحت الكوبرى، وظهرت المنطقة الأثرية ممتدة فى منطقة القبارى ككل .
وقال "منطقة حفر الكوبرى للأسف دمرت الآثار بها وخسرناها إلى الأبد، ولابد من الحفاظ على المتبقى منها، وطالب بإخضاع منطقة القبارى إلى وزارة الآثار، وبذلك لا يمكن لأى أحد الحفر أو البناء إلا بالعودة إلى وزارة الآثار ".
وناشد باستحداث مادة فى القانون تنص على معاقبة كل من يحاول التنقيب عن الآثار فى منزله بمصادرة المنزل ومعاقبته بالسجن حتى تمثل رادعا وتمكن هيئة الآثار من هدم المنزل واكتشاف المنطقة الأثرية تحت المنزل.
وكانت هيئة الآثار بالإسكندرية قد أعلنت عن اكتشاف مقبرة الأسبوع الماضى بمنطقة جبل مهران بطابية صالح بحى غرب بالإسكندرية، حيث أشار محسن السايح مدير آثار حى غرب بالإسكندرية، إلى أن المقبرة عمرها 2300 عام وهى جزء من الجبانة الغربية للإسكندرية القديمة، وتعود إلى العصرين اليونانى و الرومانى .
تشريد 4 أسر يبيتون فى العراء بسبب كارثة انهيارات "طابية صالح" بالإسكندرية الأربعاء، 28 يناير 2015 - 11:38 م
أحد المنازل التى تصدعت اليوم وتم إخلاؤها من السكان
أثار انهيار أحد المنازل المتضررة
خروج المياه إلى المحلات والمنازل
الأهالى: المياه أغرقت المنطقة ومنازلنا مهددة
الهبوط الأرضى أدى إلى انفجار ماسورة صرف صحى ومياه الشرب
