قانون الملكية الفكرية يضبط "حرامى الكلمة" ويهدد سارقى الأفكار

الأحد، 04 يناير 2015 12:32 م
قانون الملكية الفكرية يضبط "حرامى الكلمة" ويهدد سارقى الأفكار حسام عقل
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن العدد اليومى

عملت الدساتير والقوانين دائمًا على حماية الحقوق الفكرية للمؤلفين والكتاب والمبدعين، ومع ذلك تظل السرقات مسلسلًا تتوالى حلقاته، منها ما يصل للقضاء، ومنها ما ينتهى بالاعتذار والتراضى، لكن منذ أيام فوجئ المجتمع الأدبى بتغريم الإعلامى والناقد حسام عقل 250 ألف جنيه بعد اتهامه بسرقة أحد الكتاب، فمن ناحية كان الحكم مفاجئًا لأننا- بعض المصريين- نعتقد أن «الملكية الفكرية» ليس أكثر من مصطلح يتداوله الناس دون تطبيق، ومن ناحية أخرى فوجئ قطاع عريض من جماهير «عقل» بأن تطال الغرامة أحد الداعين إلى الله.
تفاصيل القصة تبدأ مع إصدار المحكمة الاقتصادية المصرية حكمًا يقضى بتغريم الأستاذ الجامعى والناقد حسام عقل مبلغ 250 ألف جنيه للكاتب أسامة الألفى، وذلك بعد إدانة «عقل» بسرقة عنوان ومضمون كتاب «الألفى» «لماذا أسلموا؟»، وتحويله إلى برنامج حوارى على قناة «الرحمة» الفضائية، فى قضية ظلت معروضة أمام المحكمة لأكثر من 6 سنوات، وحينما استشارت المحكمة «اتحاد الكتاب» فى القضية جاء الرد صارخًا، حيث أعد الناقد أحمد عبدالرازق أبوالعلا، رئيس لجنة حماية الملكية الفكرية، تقريرًا عن الواقعة، أكد فيه وجود سرقة فكرية لمحتوى الكتاب بنسبة 100 فى المائة.
ومن قبل ذلك حكمت لجنة حقوق المؤلف بوزارة الثقافة والإعلام فى المملكة العربية السعودية بتغريم الشيخ الشهير عائض القرنى، صاحب كتاب «لا تحزن» الذى حقق نجاحًا كبيرًا من قبل، مبلغ 330 ألف ريال سعودى، متهمة الشيخ بالاعتداء على الحقوق الفكرية للغير. كما شمل الحكم سحب كتاب «لا تيأس» من الأسواق، ومنعه من التداول، ووضعه بشكل رسمى على قائمة المنع حتى لا يدخل إلى المملكة، وذلك بعد أن ثبتت عليه سرقة كتابه «لا تيأس» من كتاب آخر للكاتبة سلوى العضيدان، وهو كتابها «هكذا هزمت اليأس».
الجامعات المصرية جريمة بلا عقاب
فى أروقة الجامعات عشرات الاتهامات بالسرقات العلمية والأدبية، وفى حادثة غريبة أصدر مجلس جامعة بنى سويف قرارًا بتعيين الدكتور رجب عثمان عميدًا لكلية الآداب بالجامعة، وذلك رغم اتهامه بسرقة كتاب «تحفة الأحباب فى النحو والإعراب» للدكتور رمضان عبدالتواب، وهو الأمر الذى أكدته الأوراق الرسمية الصادرة من الرقابة الإدارية، أما جامعة الزقازيق، وفى 2009 فقد ناقشت تهمة سرقة الدكتور مدحت الجيار حول كتابه «البلاغة العربية والمعانى» المقرر على طلاب كلية التربية جامعة الزقازيق، على أنه نص كتاب «أبى يعقوب السكاكى»، وفى النهاية تم حفظ التحقيق.
الإبداع حمّال أوجه
حين صدرت رواية «نادى السيارات» للكاتب والروائى علاء الأسوانى، نفذت طبعتها الأولى بعد أيام معدودة من صدورها، كان هذا قبل أن يقوم الكاتب والروائى السودانى رؤوف مسعد بدراسة نقدية نشرت بعنوان «الأسوانى ويوسا.. تداخل روايتين أم تأثيرات مباشرة»، ويكشف «مسعد» من خلال قراءته لـ«حفلة التيس» لـ«يوسا»، ولرواية «الأسوانى»، أن الأخيرة هى رواية «تلفيقية» تتطابق فى بنيتها وحبكتها الدرامية وشخوصها وأماكنها مع «حفلة التيس» الصادرة قبلها بسنوات طويلة، لافتًا إلى أن التداخلات والتشابهات بين النصين لا يمكن أن يطلق عليها «تناص» وهو أمر جائز أدبيًا، بل هى تأثيرات مباشرة على «الأسوانى» جعلته ينساق كثيرًا معها، حتى يصل إلى ذات النتيجة التى وصلت إليها، وهى الاغتيال الذى لا مبرر له، سوى أن الكاتب أراد أن يقدم حكمته الأخيرة للقارئ.
وفى عام 2013 كان الشاعر عبدالستار سليم قد اتهم هشام الجخ بسرقة 35 مربعًا شعريًا من ديوانه «واو عبدالستار سليم»، الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1995، وحكمت المحكمة الاقتصادية بتغريم الشاعر هشام الجخ 5 آلاف جنيه، كما ألزمت المحكمة «الجخ» بنشر الحكم فى جريدتى «الأخبار» و«الجمهورية» على نفقته الخاصة.
وتويتر يسخر من باسم يوسف
أما الإعلامى الساخر باسم يوسف فقد اكتشف أحد النشطاء على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» أن مقال باسم يوسف «لماذا لا يهتم بوتين؟»، المنشور فى جريدة الشروق، هو فى الحقيقة مقال منشور على موقع «بوليتكا» بقلم الكاتب بن جوداه، بعنوان «لماذا لم تعد روسيا تخاف من الغرب؟»، فما كان أمام باسم بعد أن تحول الأمر لقدر كبير من السخرية إلا الاعتذار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة