عجبا لم أر غيرهما كل شىء من حولى أبيض× أسود، أين ذهبت باقى الألوان.. كل شىء من حولى تغير بمجرد أن ارتديت نظارتى الطبية نعم، فالمكان تغير وأكيد الزمن مالى لا أرانى كما أرانى.. أنزل من مسكنى ما هذا الدرج الكبير وما تلك النظافة الرائعة التى أمام منزلى.. ترك البواب جريدته وهب واقفا يلقى بتحية الصباح، وما تلك الأشجار التى تملأ شوارعنا الجانبية وليست الرئيسية.
وقفت منتظرا الأتوبيس ووجدت عددا لا بأس من الناس منتظرين باسمين كل منهم يلقى بتحية الصباح على الآخر، وما إن وصل الأتوبيس توقف فتراجع جميعنا حتى تركب السيدات وكبار السن.. الكل يجلس على مقعده فصعد أحد الركاب كبير السن وسيدة فهب أحدنا للشيخ الكبير ليجلس وهب الآخر للسيدة لتجلس فنزلت فى طريقى لعملى.. وما جذب انتباهى كل تلك اللافتات التى تعلن عن شقق للإيجار وأخرى للبيع.. عجبا لهؤلاء الناس الذين يقومون بتبخير الشقق لكى يقوموا بتأجيرها.
وما إن وصلت لعملى الجميع يرتدى الطربوش وبدل وحذاء كالمرآة وما إن يقوم أحد بالدخول على مديره فعليه مسح حذائه ببنطلونه من الخلف احتراما وتقديرا لمديره، الزمن غير الزمن، وكأنى عدت للوراء سنين وسنين وبالرغم من ذلك لا يهمنى كل ما حولى من براح.. أشجار وخضرة فى كل مكان.. عمارات بها شقق للإيجار للتمليك.. شوارع بلا ضوضاء ولا تلوث لا سمعى ولا بصرى.. لا تحرش ولا إدمان ولا ولا ولا.
كل ما همنى هو تمسك الناس بقيم وعادات واحترام للكبير وعطف على فقير واحترام لمدير وشيخ كبير أو لسيدة فى وسيلة مواصلات يا لها من نضارة عجيبة وما إن قمت بخلع نظارتى حتى عادت الألوان وعاد الزمن والمكان ليتها تعود أبيض وأسود ليتها تعود قيمنا ومبادئنا وعاداتنا.
شاب يساعد رجل عجوز - أرشيفية