معجزة المواطن الصينى "الحلقة الثانية".. العامل كلمة السر فى صناعة «عملاق شرق آسيا».. خبراء يجيبون على السؤال الأهم.. كيف حققت الصين نهضتها؟.. حسن أبوطالب: الصين حققت الأفضلية بعدما فرضت كلمتها

الإثنين، 05 يناير 2015 09:40 ص
معجزة المواطن الصينى "الحلقة الثانية".. العامل كلمة السر فى صناعة «عملاق شرق آسيا».. خبراء يجيبون على السؤال الأهم.. كيف حققت الصين نهضتها؟.. حسن أبوطالب: الصين حققت الأفضلية بعدما فرضت كلمتها اسواق صينيه
أعد الملف : سماح عبدالحميد - وائل علاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن العدد اليومى :

نجحت فى أن تجعل اقتصادها ثانى أكبر اقتصاديات العالم والأسرع نموًا، وأصبح مصدر تهديد لأقوى عروش الاقتصاد فى العالم، واجتذبت الاستثمارات من كل دول العالم.. إنها جمهورية الصين الشعبية، أو عملاق شرق آسيا كما يطلق عليها، وإحدى الدول التى استطاعت منذ تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادى أن تعمل وفقًا لخطة استراتيجية جعلت كل مقاطعة ومدينة وسوق فيها يتخصص فى صناعة ما أو منتج معين. «اليوم السابع» تستعرض خلال هذا الملف، كيف نجحت الصين فى تحقيق بناء هذا الاقتصاد القوى، وما الخطوات التى اتخذتها للحفاظ على تصدرها للمشهد الاقتصادى لعقود طويلة؟ وأبرز المدن الصناعية الصينية، وما الصناعات التى تشتهر بها؟

الشروط الأربعة للاستثمارات الأجنبية

دكتور حسن أبوطالب رئيس مجلس إدارة دار المعارف، قال: إن تطور الاقتصاد الصينى بدأ مع تطبيقهم سياسة الانفتاح التى سمحوا من خلالها باستغلال السوق الصينى، لكن وفقاً لبعض الشروط التى وضعوها، موضحاً أن السوق الصينية كبيرة جداً، لكن فى البداية لم يكن لديهم رأس المال الكافى، وهو ما دفعهم إلى السماح للشركات الخارجية للاستثمار لديهم وفقا لأربعة شروط أساسية، الأول: أن تكون الشركات القادمة على أعلى تكنولوجيا، ثانياً: أن تقوم هذه الشركات بتدريب ما لا يقل عن 50% من العمالة الصينية، ثالثاً: أن توزع جزءا لا يقل من 50% من إنتاجها للخارج، ورابعا:ً تحديد جزء من منتجات هذه الشركات لتوجيهه إلى السوق المحلية.

وأشار حسن أبوطالب إلى أن هذه الشروط ساعدت فى تراكم الخبرات عبر السنوات، بما سمح ببناء كفاءات صينية لديها قدرة على التعامل مع الخارج أولاً، كما أتاح فى الوقت نفسه فائضا كبيرا فى الإنتاج لدى الصين ساعد فى نمو اقتصادها، لافتاً إلى أن الصين واجهت مشكلة فى البداية وتحديداً منذ 15 عاما أن معظم الاستثمارات تركزت فى المنطقة الشرقية، مما جعل هناك حالة من عدم التكافؤ الموجود ما بين المقاطعات الموجودة فى الشرق وبين الوسط والغرب والجنوب، وهو ما دفع الحكومة الصينية إلى تطبيق سياسة التوجه غرباً للخروج من تدهور المعيشة، ولتحقيق المساواة بين المقاطعات وبدأوا فى دراسة كل ولاية أو مدينة لتحديد المقومات التى يمكن أن يتم استغلالها وتطويرها لتحويلها إلى مدينة صناعية متخصصة فى مجال ما.

وأكمل حسن أبوطالب حديثه بقوله: بعض المقاطعات كانت تتوفر فيها المقومات الزراعية، فركزوا على تطويرها واستخدام الإنتاج الزراعى فيها للتصدير، والبعض الآخر كانت تتميز بمقومات وأسس صناعية اعتمدوا على تطويرها وفقاً لما بها من مقومات، وهناك مقاطعات كانت تتميز بالتعليم الفنى العالى فتم استغلالها لتصبح ولايات أو مدنا متخصصة فى صناعة الإلكترونيات وتصدر تكنولوجيا خاصة بها إلى الخارج، ومن ثم ظهر نوع من التوزيع والتخصص فى مختلف المدن الصينية، لافتاً إلى أن كل شىء تم وفقا لاستراتيجية وخطة موضوعة لكل ولاية مع العمل على تصدير إلى الخارج.

الاستثمار فى قطاع الأيدى العاملة ليصبح الرائد الأول

عبدالرحيم البحطيطى خبير الاقتصاد الدولى، من جانبه قال إن اقتصاد أى دولة فى العالم قائم على مجموعة من القطاعات وتقسيمات متعارف عليها، فعلى سبيل المثال قطاع الصناعة مقسم إلى ثلاثة أنواع استخراجية وأساسية وتحويلية، وما يفرق الدول عن بعضها البعض هو قدرتها على أن تتخذ قطاعا معينا من قطاعات الاقتصاد وتجعل منه قطاعا رائدا، وتعطى له الدعم الكافى، وفى حالة نمو هذا القطاع فإنه يساعد تلقائياً فى نمو باقى قطاعات الاقتصاد فى البلد، وهو ما يسمى فى علم التخطيط بالقطاعات الرائدة.

«البحطيطى» أشار إلى أن ما قامت به الصين وحقق طفرة فى اقتصادها هو استثمارها فى قطاع الأيدى العاملة وتطوير هذا القطاع ليصبح الرائد الأول فيها، مؤكداً على أن العامل الصينى يؤدى عمله بأقل الاحتياجات الأساسية وفى كل الظروف، بالإضافة إلى أن أجره منخفض، وهو ما ميز الصين عن كثير من الدول، لأن هذا العامل هو أساس الإنتاج بالنسبة لهم، وبالتالى تميزت الصين بأن الأجور منخفضة، فضلا عن العمالة الكثيفة، وهو ما ساعدها فى تقليل تكلفة الإنتاج عموما ليخرج المنتج بسعر أقل عن كل الدول، وبالتالى تكون فرصة تسويقه أوسع.

فى السياق نفسه، أشار «البحطيطى» إلى أن الصين لم تكتف بهذه العوامل فقط إنما خططت للدخول فى أسواق لا يوجد فيها منافسون لها، وهو ما دفعها إلى التركيز على دول الخليج والشرق الأوسط فى وقت كانت تعانى فيه هذه الدول من مشاكل مختلفة أو تركز فى أمور أخرى غير الاقتصاد، وهو ما دفع الصين إلى دخول هذه الأسواق واجتذابها، وما ساعدها بقوة فى الانتشار هو عدم وجود منافسين من دول أخرى لها داخل هذه الأسواق، موضحاً أن الصين وضعت خطة فى اختيار الأسواق وجمعت أذواق المستهلكين ورغباتهم، وعلى هذا الأساس أغرقت هذه الأسواق بمنتجاتها المختلفة، مما جعلها فى الصدارة، ومن الصعب جدا أن تنافسها أى دولة حاليا، ربما بعد سنوات طويلة حتى تتمكن الدول من منافسة الاقتصاد الصينى.

تحسين مناخ الاستثمار

فخرى الفقى، الخبير الاقتصادى ومستشار صندوق النقد الدولى السابق، قال: إن الصين وضعت خطة لتحسين مناخ الاستثمار لديها قبل أن تدعو المستثمرين للدخول إلى السوق الصينية، لافتا إلى أنها وضعت كل استثمارها ودعمها فى الشباب والأيدى العاملة، من خلال التركيز على التعليم الفنى وبرامج التدريب فيه، مما مكنها من صنع عمالة مؤهلة ومنضبطة ورخيصة فى الوقت نفسه، لأن العامل الصينى يحصل على أجر أقل نسبياً حال مقارنته بغيره من الدول.

فى السياق نفسه، أشار الفقى إلى أن الصين عملت على توفير الطاقة الرخيصة للمستثمرين، وهذه الخطوة من أهم خطوات جذب الاستثمار، وأصبح لديها مصادر متنوعة آمنة من الطاقة مثل الفحم والبترول والغاز، كما أنها حققت تطور فى مجال إنتاج الطاقة المتجددة من الطاقة الشمسية والرياح.

وعلى جانب آخر، يرى الفقى، أن مصر من الممكن عن تستفيد من تجربة الصين فى الاستفادة من مقومات كل مدينة وفقاً للمشروعات المقامة فيها، لافتاً إلى أنه مع تطبيق مشروع تنمية محور قناة السويس، من الممكن تحويل محافظة الإسماعيلية إلى منطقة للصناعات الإلكترونية، كما أن منطقة شمال غرب خليج السويس يمكن أن تصبح مدينة متخصصة فى إنتاج مواد البناء والأسمنت والحديد - والبتروكيماويات - والأسمدة، كما أن هناك المثلث الذهبى الذى يضم سفاجا والقصير وقنا، وهى منطقة متخصصة فى أعمال التعدين واستخراج المعادن وإقامة المصالح التى تستخدم هذه المعادن، ومنطقة الوادى الجديد يوجد بها شرق العوينات وتوشكا وهى مناطق تصنيع زراعى.

مقاطعة سيتشوان

عامل صينى - 2015-01 - اليوم السابع
عامل صينى

«تشونجتشينج»

قلب صناعات الحديد والصلب والكيماويات ومصانع الطاقة الكهربائية والسيارات

هى مدينة كبرى تقع فى وسط الصين وفى أعلى نهر «اليانجتسى» وتسمى «مدينة الجبال وعاصمة الضباب وعاصمة الجسور فى الصين»، وتضم 19 مقاطعة و15 محافظة و4 محافظات ذاتية الحكم، وتتميز المدينة بنظام إدارى خاص لأنها واحدة من أربع بلديات لجمهورية الصين الشعبية للرقابة المباشرة وتليها «بكين وتيانجين وشانجهى»، ويصل عدد سكانها إلى 29 مليون نسمة، ويمتد تاريخ المدينة إلى ما قبل أكثر من 20 ألف سنة، حيث ظهرت علامات حياة الإنسان عليها فى العصر الحجرى القديم، وظهرت الأرياف الأصلية ذات الكثافة السكانية فى العصر الحجرى الحديث، وخلق هؤلاء السكان القدامى للمدينة أقدم حضارة لها.

ويظهر على المدينة الطابع الصناعى، وتعد أكبر مركز صناعى وتجارى فى منطقة جنوب الصين الغربى، وهمزة وصل لعديد الطرق البرية أو النهرية على مجرى نهر «اليانجتسى»، ويتواجد فيها العديد من صناعات الحديد والصلب والكيماويات، ومصانع الطاقة الكهربائية وصناعة السيارات من كبرى شركات صناعة السيارات العالمية، وصناعة الآلات والسفن ومواد البناء والغزل والنسيج والأطعمة المصنعة مثل لحوم الأبقار والأدوية والعديد من الصناعات الأخرى.

«تشنجادو»

بدأت بصناعة الحرير وتحولت لأكثر المدن جذباً للاستثمارات

أكبر مدينة صناعية تقع جنوب غرب الصين وعاصمة مقاطعة سيشوان مركز العلوم والتجارة، وتقع بين هضبة وجبال شمال غرب «سيتشوان» وتلال وسط «سيتشوان»، ويتجاوز عدد سكانها 25 مليون نسمة، وتمتد مساحتها إلى أكثر من 120 ألف كم مربع، وتعتبر من المدن التاريخية والسياحية المميزة، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 2300 عام، واشتهرت «تشنجادو» بتاريخها الصناعى والتجارى المتميز خاصة فى صناعة الحرير، لذلك تم تسميتها بمدينة «جين» أى مدينة الحرير، كما تميزت بصناعاتها اليدوية، مثل الطباعة والمشغولات الذهبية والفضية والمنتجات المصنعة من البامبو والأعشاب، حيث يمتد تاريخ تللك الصناعات لآلاف السنين.

ويظهر تطورها خاصة فى المجال الصناعى بأنها من أكثر المدن جذباً للشركات الاستثمارية، وتضم 252 شركة، مثل كومينج الأمريكية وتويوتا اليابانية وغيرها من أشهر 500 شركة فى العالم، وتربط المدينة 71 شركة طيران دولى وإقليمى مع 167 مدينة داخل وخارج الصين لتطوير الحركة التجارية والسياحية حول العالم، وفى عام 2001 تم استغلال 310 ملايين دولار أمريكى من الاستثمار الأجنبى، وبلغ إجمالى قيمة وارداتها وصادراتها 1.89 مليار دولار، حتى وصل إجمالى قيمة صادرات المدينة إلى 50.6 مليار دولار.

وتختلط الحداثة والعراقة فى مدينة «تشنجادو» لوجود التاريخ الثقافى والظروف البيئية والطبيعية المذهلة، مما يوفر مناخاً جيداً للاستثمار والسياحة، وتستقبل المدينة سنوياً عدداً ضخماً يصل لأكثر من 600 مليون سائح سنوياً من سكانها المحليين أو الأجانب، وحققت فى مجال السياحة الريفية ما لايقل عن 23 مليار دولار أمريكى سنوياً.

وتضم « تشنجادو» عدداً من المصانع والشركات العاملة فى مجال الطاقة بمختلف أنواعها والمتخصصة فى الصناعات التكنولوجية الكبرى وأهم مراكز العلامات التجارية الفاخرة، وتشتهر بصناعة صهر الألومونيوم وتصنيع الكيماويات والصناعات الثقيلة، إضافة إلى صناعة الأنسجة من بينها القطن والصوف والحرير.

مقاطعة قواندونج

أحد مصانع السيارات  - 2015-01 - اليوم السابع
أحد مصانع السيارات

من أكبر مدنها الصناعية «شنزن وكوانزو» تشتهر بها صناعات تتمثل فى صناعة الإلكترونيات والهواتف النقالة والإلكترونيات وقطع غيارها والكاميرات وآلات التصوير والمنسوجات والصناعات الخفيفة والأدوية والسكر والورق، وصناعة السيارات والأسمدة الزراعية والأسمنت والحديد والصلب.

«كوانزو» صناعة الأثاث والملابس والحرف التقليدية
لها عدة مسميات أخرى مثل «جوانجو وكواجتشو وجوانزو» هى عاصمة مقاطعة «جواندونج» التى تقع على ضفة نهر تشو جيانج أو ما يسمى بنهر اللؤلؤ، وتقع «كوانزو» جنوب الصين وتعتبر ثالث أكبر مدينة فى جنوب شرق آسيا بعد بكين وشنغهاى ومن أهم وأكبر الموانئ الصناعية والتجارية فى البلاد على مر التاريخ.

ونظراً لمكانتها التاريخية فقد كان يربطها بالعالم العربى علاقات وطيدة، حيث تم تأسيس أقدم مسجد فى الصين عام 627 ميلادية ويعرف بمسجد «الوقاص» أو «هوايشينج»، وتم بناؤه على أيدى الجاليات العربية الإسلامية القادمة إلى الصين قديماً، ويتميز بمئذنته البيضاء المصممة تصميماً فريداً يشبه شكل المنارة، كما تمتلك المدينة الكثير من المعالم التاريخية الرائعة مثل معبد «جوانج زياو البوذى» الذى بنى فى القرن السابع الميلادى، وبنيت عام 1931 قاعة صن يات سن التذكارية المخصصة لتخليد الرئيس «صن يات سن» مؤسس أول نظام جمهورى فى الصين.

ويقام بها معرض الكانتون تحت رعاية وزارة التجارة الصينية وحكومة مقاطعة جواندونج، وهو من أضخم المعارض الصناعية التى تقام على مستوى العالم، ويحتوى على أكبر تجمع للمنتجات الصناعية والتجارية لمعظم مصانع الصين، ويضم متحف فنون جوانجو «كوانزو» أكثر من 10 آلاف عمل فنى متنوع ما بين اللوحات الحروفية واللوحات الصينية التقليدية ويوجد قاعة تمكن زائريه من شراء معروضات فنية أصلية وتذكارات مختلفة.

وتشتهر المدينة بعدة صناعات مثل صناعة السكر والنسيج والحديد والصلب والورق والأسمنت والأسمدة الزراعية والكيماويات وآلات التصنيع وصناعة السيارات، وتحتوى «كوانزو» على العديد من المعارض وأسواق الجملة منها سوق الأثاث ومواد البناء والأبواب والديكور والإلكترونيات بكل أنواعها، والملابس والأحذية والساعات والحقائب وأدوات التجميل، وتضم سوقاً للألعاب الترفيهية.

مدينة «هانزو».. صناعة الأنسجة

هى إحدى مدن مقاطعة جيجيانج، وهى العاصمة السياسية والاقتصادية للمقاطعة ومن المدن السياحية الساحرة، تشتهر بجمالها الطبيعى وتراثها الثقافى، وتصنف فى النظام الصينى للتقسيم الإدارى على أنها مدينة مقاطعة فرعية، تقع فى أقصى الجنوب الصينى على نهر تشيانتانج، وتعد هانجتشو من المدن الرئيسية فى دلتا شانغ يانج، وتشتهر بمزارع الشاى وتصنيع الحرير وبها العديد من مصانع الخيوط والطابعات والأحبار والكيماويات.

مدينة «كوتشاو».. صناعة الملابس والستائر والمفروشات
تختص بجميع أنواع الأقمشة التى تدخل فى تصنيع الملابس والستائر والمفروشات على مستوى الصين والعالم، ويعمل فى المشاريع الصغيرة ما يقرب من 75% من القوى العاملة فى الصين.

مدينة «يونجانج».. صناعة الدراجات النارية

تعتمد على صناعة المعدات الصناعية والدراجات النارية والأبواب.

مدينة «يوياو».. صناعات استهلاكية

تشتهر بصناعة المفروشات المنزلية والأدوات المكتبية وقوالب البلاستيك وصناعات استهلاكية متنوعة.

مدينة «جينخوا».. تجهيزات مكتبية

تختص بالتجهيزات المكتبية والأدوات المنزلية والصناعات التحويلية، وتضم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ما بين 55% و80% من مجموع العمالة فى أوروبا.

مقاطعة جيجيانج

«أيوو».. سوق الصين الأول

يبلغ عدد سكانها حوالى 1.2 مليون نسمة، وتقع وسط مقاطعة جيجيانج وسط الساحل الشرقى لجمهورية الصين الشعبية.

وكانت مدينة «ايوو» قديماً عبارة عن قرية صغيرة يعمل معظم أهلها بالزراعة والفلاحة وخصوصا زراعة قصب السكر وإنتاج السكر منه، وكان يطوف آخرون حاملين بعض البضائع مثل ألعاب الأطفال واكسسوارات الشعر لبيعها فى القرى المجاورة، ثم تطور الأمر حتى بنى بعض سكانها محلات صغيرة فى هذه القرية، وكان يقصدها بعض التجار من المدن والقرى المجاورة فى الذهاب لشراء احتياجاتهم منها، ومع مرور الوقت تطورت القرية الصغيرة وأصبحت مركزاً للتجارة الداخلية فى مقاطعة زيجيانج وتم بناء سوق بها يسمى بالسوق القديم.

وبدأ التجار العرب والأجانب فى التوافد على هذه المدينة لشراء البضائع بأى كمية يحددونها، وكانت أسعار السلع متقاربة مع القرى المجاورة أو أقل قليلاً، ثم تزايدت معدلات التجارة بها حتى اتجه معظم أهلها للعمل فى المجال التجارى، واشتهرت المدينة بتجارة السلع الصغيرة الحرة، وبالرغم من أن مدينة أيوو تابعة إدارياً لولاية جينهوا فإنها أشهر منها محلياً ودولياً وهى أكبر سوق تجارى فى الصين.

وتتميز «ايوو» بمستويات جودة مختلفة للبضائع الموجودة بها مع انخفاض نسبى فى ثمنها، مقارنة بجودتها وترتبط المدينة مع أكثر من 200 دولة ومنطقة فى جميع أنحاء العالم، وتعد من الأسواق الأساسية المعتمد عليها فى الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وروسيا، بل وصلت إلى الأسواق اليابانية والأمريكية.

وتلقب المدينة بـ«السوق الأول فى الصين»، وفى عام 2002 بلغ إجمالى الناتج المحلى لها حوالى 195 ألف دولار أمريكى، وبلغت إيراداتها حوالى 20 مليون دولار أمريكى، ويعمل حوالى 60% من التجار بإيوو فى التجارة الخارجية، ويصل عدد حاويات بضائع التصدير منها لأكثر من 800 شهرياً، ويتجاوز الحجم التجارى السنوى للبضائع الصغيرة مليارا و600 مليون دولار أمريكى

مدينة «وينزهو».. لوازم السيارات وقطع غيارها

تختص بصناعة لوازم السيارات وقطع غيارها ومواد البناء والأدوات الكهربائية والصحية وماكينات التغليف، ويبلغ عدد المشاريع الصغيرة والمتوسطة أكثر من 10 ملايين مشروع فى الصين.

مدينة «تايزهو».. صناعات البلاستيك

تعرف بمملكة اللدائن والبلاستيك، حيث يوجد بها العديد من مصانع البلاستيك والأدوات الصحية والمضخات.

مدينة «نينجبو».. تصنيع أنظمة الطاقة الشمسية

تقع شمال شرق محافظة جيجيانج وهى مدينة تطل على بحر الصين الشرقى ويبلغ عدد سكانها 7.6 مليون نسمة لها حدود مع مدينة شاوكسينج من الغرب وتاى زهو من الجنوب ولها حدود مائية مع مدينة زهوشان، وتشتهر بتصنيع أنظمة الطاقة الشمسية والصناعات الكهربائية وقطع غيار السيارات.

مقاطعة جيانغسو

عاملة صينية  - 2015-01 - اليوم السابع
عاملة صينية

تتميز هذه المقاطعة بمدنها بعدة صناعات، أبرزها الكيماويات والأسمدة الزراعية والحديد والصلب، والسيارات وتجهيزات المصانع والمعدات والأجهزة الطبية.

مدينة «سوزهوى» صناعة أقمشة البولستر وملابس الاطفال

هى مدينة تشتهر بتاريخها العريق الممتد لأكثر من 2500 سنة وتقع على ضفاف نهر يانغتسى، فى مقاطعة جيانغسو، ويتواجد بها جسور الحجارة الجميلة والمعابد والحدائق المصمّمة بتصميمات مميزة مما جعلها مصدراً لجذب السياح، وهى جزء من منطقة المثلث الذهبى، ويقدر دخل الفرد السنوى 15 ألف دولار، وكانت مركزاً مهماً لصناعة الحرير فى الصين قديماً، وتتركز صناعتها فى الوقت الحالى على صناعة أقمشة البولستر وملابس الاطفال وخشب الأرضيات بأنواعها.

مقاطعة أنهوى

عمال مناجم صينيون  - 2015-01 - اليوم السابع
عمال مناجم صينيون

يوجد بها العديد من المجالات الصناعية، مثل الصناعات الكهربائية والصناعات الكيماوية والصناعات الميكانيكية ومنتجاتها والفحم والصناعات الثقيلة والتحويلية وتجهيزات مصانع خطوط.

مدينة «تشوزو».. صناعات المجوهرات

تتميز هذه المدينة بصناعة المجوهرات التقليدية والمنتجات الكيماوية

مقاطعة خوبيه

تختص هذه المقاطعة بعدة صناعات أهمها صناعة الغزل والنسيج والقطن والخزف بمختلف أنواعه والأدوية والكيماويات والأسمدة الزراعية.

بلدة «مونجتسون» صناعة أنابيب النفط

تقع جنوب شرق الصين وتشتهر بصناعة أنابيب النفط، حيث يتجاوز عدد مصانع أنابيب النفط 1500 مصنع ويتجاوز عدد العمال فى هذا المجال 50 ألف عامل، وتعتبر من محتكرى صناعة أنابيب النفط على مستوى العالم وتصدر 75% من أنابيب النفط المستخدمة فى شركات النفط العالمية، وبلغت قيمة الناتج المحلى 5 مليارات يوان فى عام 2010.

مقاطعة جيانشى

تسيطر على هذه المقاطعة صناعة الرخام والجرانيت والسيراميك والبلاط بجميع أنواعه وأشكاله، وصناعات تحويلية متنوعة.

بلدية شنغهاى.. العاصمة الاقتصادية

عاصمة الصين الاقتصادية، وتقع وسط ساحل بر الصين وعند مصب نهر اليانغتسى، وتعد أكبر مدن الصين من حيث تعداد السكان البالغ 23 مليون نسمة فى عام 2010.

وطالت المدينة فترة زمنية من الركود حتى استعادت نشاطها مجدداً منذ خمسينيات القرن العشرين بمشاركتها فى «الثورة الثقافية الصينية» وهيمنة الجيش على السياسة والاقتصاد فيها، وفى الثمانينيات بدأت الإصلاحات الاقتصادية وزادت معدلات الإنتاج الصناعى، وتخلت الحكومة المركزية فى التسعينيات تاركة المجال للحكومة المحلية فى تطوير المدينة وجلب المزيد من الاستثمارات إليها وإجراء العديد من الإصلاحات الاقتصادية التى أدت إلى جعلها منافسة بنصيب أكبر من الأسواق الأخرى فى الصين. وتعد المدينة من أكبر موانئ الشحن الموجودة فى الصين، ومن صناعاتها الرئيسية التعدين وصناعة الآلات والسفن والكيماويات والإلكترونيات والمقاييس والصناعة الخفيفة والغزل والنسيج، كما تطورت بها خدمات النقل البحرى بمعدلات سريعة.

مدينة «بوجيان» الصناعية وتسمى مملكة الكريستال وتختص بصناعات الكريستال والأحجار الكريمة، ويقدر الخبراء الصينيون أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تشارك بنسبة 60? من الإنتاج الصناعى للصين.

أشهر الأسواق الصينية:

«الفوتيان»:

يقع فى مدينة ايوو بمقاطعة زيجيانج، ويمتد على مساحة كبيرة جدا تقدر بـ2 مليون متر مربع، ويضم عدة أقسام منها سوق الفوتيان الأول، ينقسم لعدة طوابق تشمل جميع منتجات الورد والشجر الصناعى والألعاب بجميع أنواعها، واكسسوارات الشعر والمجوهرات التقليدية، والتحف والهدايا المختلفة، و«الفوتيان الثانى» يحتوى على مظلات للشمس بمختلف أحجامها وأشكالها، وحقائب لكل الأعمار والاستخدامات، ومستلزمات وأدوات البناء، وكل ما يعلق القطع الكهربائية المستخدمة فى الإضاءة، والأدوات المنزلية المختلفة والأجهزة الكهربائية والإلكترونيات، و«الفوتيان الثالث» يشمل النظارات الشمسية والطبية والعدسات والأدوات المكتبية ومستحضرات التجميل والعطور.

«بينج وانج»:

من أهم الأسواق فى مدينة «ايوو» بمقاطعة زيجيانج، تم افتتاحه عام 1995، وتبلغ مساحته حوالى 320 ألف متر مربع ويحتوى على 9000 محل وكشك يعمل بها 20 ألف موظف، ويشتهر السوق باحتوائه على أصناف كثيرة، مثل الملابس لكل الأعمار والمصنوعات الجلدية وملابس الأطفال ومنتجات الصوف والأقمشة ورابطات العنق وأدوات التجميل وأنواع مختلفة من المفروشات والفواكه المجففة والحلويات واكسسوارات الملابس.

«هوانج يوانج»:

يوجد هذا السوق فى مدينة ايوو بمقاطعة زيجيانج، وتم افتتاحه عام 1992، وتبلغ مساحتة حوالى 160 ألف متر مربع، وينقسم إلى عدة أقسام تحتوى على 15 ألف محل وكشك و80 ألف منتج يباع به، ويبلغ عدد زواره يومياً حوالى 3000 زائر، ومن أبرز ما يشتهر به السوق من السلع المتنوعة مثل الأدوات الرياضية ومستلزمات المكاتب والمدارس والمعدات الصناعية ولوازمها والساعات والحقائب والأحذية والأزرار وإكسسوارات الملابس والأجهزة
الإلكترونية.

«شياو سان بين»:

يوجد فى مدينة ايوو بمقاطعة زيجيانج تم افتتاحه عام 1982، وتبلغ مساحته حوالى 800 ألف متر مربع، ويتألف السوق من عدة أجزاء تحتوى على 34 ألف محل وكشك يديرها 80 ألف موظف، ويبلغ عدد زائريه حوالى 200 ألف مشتر يومياً، ويضم حوالى 100 ألف منتج، وتقدر قيمة البضائع المبيعة فيه سنوياً بـ1.5 بليون دولار أمريكى، وقام بتصدير السلع إلى 160 دولة حول العالم، ويشتهر هذا السوق بعدة منتجات منها الألعاب والأدوات المنزلية والحقائب والأحذية والأجهزة الإلكترونية والاكسسوارات والمشغولات والصناعات اليدوية.

34 ترليون يوان هو حجم الناتج المحلى الإجمالى الاسمى أو 4.99 ترليون دولار أمريكى وبذلك يحتل الاقتصاد الصينى حالياً المرتبة الثانية عالمياً.

2.4 تريليون دولار هو حجم احتياطى البلاد من النقد الأجنبى، مما يضعها فى المرتبة الأولى عالمياً فى هذا المجال.


موضوعات متعلقة..


"اليوم السابع" ترصد كيف صنع المواطن الصينى معجزة بلاده.. لماذا بدأ السيسى زيارته للصين بالعلم وأنهاها بالعلم؟.. نابليون حذر من العملاق النائم منذ قرنين

الصفحة - 2015-01 - اليوم السابع

الصفحة - 2015-01 - اليوم السابع








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

وائل ابراهيم

القيادة الرشيدة

عدد الردود 0

بواسطة:

الفهد

لا ليس هذا فقط

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة