شركة ألستوم الفرنسية «مقبرة» محطات الكهرباء فى مصر.. شمال القاهرة توقفت عن العمل.. والنوبارية تحطمت ريش توربيناتها.. والكريمات خرجت من الخدمة بعد 17 يوما.. والتبين انفجرت بعد 26 شهرا

الأربعاء، 07 يناير 2015 10:34 ص
شركة ألستوم الفرنسية «مقبرة» محطات الكهرباء فى مصر.. شمال القاهرة توقفت عن العمل.. والنوبارية تحطمت ريش توربيناتها.. والكريمات خرجت من الخدمة بعد 17 يوما.. والتبين انفجرت بعد 26 شهرا وزير الكهرباء محمد شاكر
كتب - أحمد أبوحجر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن العدد اليومى :

ثارت تساؤلات كثيرة حول دور وزارة الكهرباء فى السنوات القليلة الماضية فى أزمة الكهرباء التى تمر بها مصر من جهة إثارة الشكوك والاتهامات حول ضلوع عدد من أرفع مسؤوليها فى التورط فى تقاضى رشوة من شركة ألستوم الفرنسية للطاقة من أجل تأمين ترسية عقود تصميم وإنشاء محطات طاقة وكهرباء فى مصر على هذه الشركة التى تعرضت كل مشروعاتها الكهربائية فى مصر لكوارث فنية خصمت من قدرة مصر على توليد الطاقة الكهربية.

وكانت وزارة العدل الأمريكية قد أعلنت عن فرض غرامة على الشركة بلغت 772 مليون دولار؛ لتسوية اتهامات برشاوى لمسؤولين محليين للفوز بعقود مشروعات فى عدة دول منها مصر وجزر البهاما وإندونيسيا والسعودية وتايوان، وأقرت الشركة بذلك وقالت فى بيان لها «نحن نادمون بشدة» على ما حدث، وبالإضافة إلى ذلك كان مكتب التحقيق فى جرائم الاحتيال الخطيرة فى بريطانيا قد اتهم وحدة توربينات الطاقة فى شركة ألستوم واثنين من موظفيها بدفع رشاوى لمسؤولين حكوميين، وتقرر عقد جلسة استماع تمهيدية بشأن الاتهامات يوم 5 يناير الماضى، حسبما أفاد مكتب التحقيقات.

نشاط الشركة فى مصر

والمتتبع لنشاط الشركة التى تعمل فى مصر منذ 30 عاما يستطيع الوصول إلى نتيجة منطقية واضحة فى معظم أعمال الشركة وتعاونها مع وزارة الكهرباء والطاقة، فعدد كبير من محطات الكهرباء التى عملت بها ألستوم وقعت به مشكلات فنية خطيرة إما احتراق أو تدمير أو خروج عن العمل وهو ما يضع عددا من علامات الاستفهام المتعددة عن علاقة الشركة بالمسؤولين فى وزارة الكهرباء ومن يسهل لهم الحصول على تلك المشروعات ؟

عدد كبير من محطات توليد الكهرباء التى قامت شركة ألستوم، بتوريد توربيناتها التى تعانى من مشكلات فنية تدخل فى أساس التصميم، حسبما قالت مصادر رفيعة المستوى فى وزارة الكهرباء، وأوضحت المصادر أن محطة شمال القاهرة، التى توقفت عن العمل بسبب حدوث اهتزازات شديدة فى المحطة أثناء التشغيل أدى إلى تحطيم «رومان بلى» الخاص بالتوربينة، وقدرت تكاليف إصلاحها بـ33 مليون جنيه، وكذلك محطة النوبارية، شهدت تحطيم ريشة التوربينة الخاصة بالضغط المنخفض نتيجة الاهتزازات وعيوب فى المكثف، مما أدى إلى تحطيم مواسير المكثف وتوقفت عن العمل أيضا، وتم إصلاحها خلال فترة الضمان، بالإضافة إلى توقف محطة الكريمات عن العمل بسبب عيوب فنية أيضا حيث تحطمت التوربينة بعد 17 يوما من بدء تجارب التشغيل فى عام 2010، وأيضا توربينة طلخا واجهت مشاكل فنية، إذ تعرضت للتدمير خلال التحضير للتشغيل وتوقفت أكثر من عامين للإصلاح، بالإضافة إلى انفجار توربينات محطة التبين التى تعرضت لانفجار الهيدروجين بالمولد بعد 26 شهرا من التشغيل، فضلا على تغيير التصميم فى محطة السويس الحرارية.

ويعتبر انفجار توربينات محطة التبين واحدة من أسوأ كوارث ألستوم فى القاهرة حيث حملت المستندات ألستوم مسؤولية الانفجار.

واعترفت الشركة فى خطابها الرسمى المرسل لرئيس شركة القاهرة لإنتاج الكهرباء المهندس أحمد أمام وزير الكهرباء السابق أنها اكتشفت حدوث شروخ فى ريشة المرحلة الأخيرة لتوربينات الضغط المنخفض الموردة بمعرفتها، وذلك أثناء إجرائها عددا من الاختبارات القياسية العادية على التوربينات الموردة منها.

وبعد الانفجار مباشرة أرسلت الشركة عددا من مهندسيها لمحطات الكهرباء لتغيير الريش المعيبة المماثلة لريشة توربينات المحطة خوفا من اتهامها بتحمل أسباب الانفجار، بعدها شرع مهندسو «ألستوم» فى تشغيل الوحدة الثانية لمحطة التبين التى توقفت بسبب الانفجار لأكثر من 3 أشهر، وقاموا بإجراء تعديل على ريش المرحلة الأخيرة للتوربينات لتفادى عيوب الصناعة التى اكتشفتها الشركة كما جاء بخطابها.

وتحملت شركة القاهرة لإنتاج الكهرباء تكاليف تغيير الكابلات المحترقة، فيما تقاضت «ألستوم» نحو 36 مليون جنيه تحت حساب الإصلاح رغم مسؤوليتها عن الحادث.

وقتها أوفدت وزارة الكهرباء لجنة لتقصى الحقائق برئاسة «أحمد إمام»، وزير الكهرباء السابق، باعتباره رئيس شركة القاهرة لإنتاج الكهرباء وقت تنفيذ المشروع، للوقوف على أسباب الانفجار، وانتهت اللجنة إلى تحميل «ألستوم» مسؤولية الانفجار، إلا أن الشركة ماطلت فى القيام بالإصلاحات اللازمة رافضة الاعتراف بمسؤوليتها فى الانفجار إلا أن معهد أبحاث المواد التابع لجامعة شتوتجارت الألمانية حمل «ألستوم» المسؤولية هو الآخر.

ورغم ذلك كله ففى مارس 2014، حصلت الشركة على عقد صيانة وتجديد محطة كهرباء سمالوط بالمنيا، بتكلفة 52 مليون دولار، وفى نوفمبر الماضى، فازت ألستوم بعقد توريد وتركيب بقيمة 194 مليون جنيه، لوحدة توليد بمحطة محولات كهرباء جنوب حلوان جهد 500 كيلو فولت.

نشاط الشركة فى الدول العربية

إلى جوار مصر تعمل ألستوم فى كل من الإمارات والسعودية حيث يعتبرون من بين أهم الدول التى تعمل بها ألستوم فى الشرق الأوسط كشريك محلى فى العديد من مشروعات النقل ودعم البنية التحتية لأنظمة النقل، وتعمل الشركة فى مصر منذ 30 عاما، وفى المغرب منذ أكثر من 40 عاما، ويعتبر مشروع ترام دبى ضمن أحدث مشروعات الشركة فى المنطقة. تعرضت الشركة الفرنسية للطاقة والسكك الحديدية لضغوط منذ الأزمة المالية العالمية، وما ترتب عليها من تراجع الطلب على معدات الطاقة، ما دفع أعضاء مجلس إدارة شركة ألستوم، إلى الموافقة بالإجماع على العرض المقدم من شركة جنرال إلكتريك الأمريكية للاستحواذ على الشركة الفرنسية مقابل 17 مليار دولار أمريكى، ومن المقرر أن تستكمل الصفقة بحلول مطلع عام 2015، بينما تعتزم الحكومة الفرنسية شراء %20 من حصة ألستوم من أجل حماية موقفها.

الصفحة- 2015-01 - اليوم السابع








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة