حصل "اليوم السابع" على نسخة من كلمة الأنبا أرسانى أسقف إيبارشية هولندا بمناسبة عيد الميلاد المجيد، قال فيها "أبناء الكنيسة المحبوبين الكهنة والشمامسة والشعب فى إيبارشية هولندا القبطية الأرثوذكسية، تهنئة لكم بعيد الميلاد المجيد جعله الرب سبب بركة وبنيان وحياة وخلاص، وليعيد الله علينا هذه المناسبة ونحن جميعا فى هدوء واطمئنان، اليوم أيها الأحباء هو تذكار تجسد الابن الكلمة ونزول الله إلى عالمنا".
وأضاف الأنبا أرسانى "أنه أراد الله فى القديم أن يعد العالم بوسائل مختلفة لاستقبال ميلاد السيد المسيح، وأحد هذه الوسائل كانت النبوات التى تمهد الأذهان لمجىء السيد المسيح إلى العالم، وكذلك استخدم الله أشخاص ترمز لمجىء السيد المسيح مثل يوسف الصديق، واستخدم أحداث مثل حدث العليقة المشتعلة فى أيام موسى النبى التى ترمز لأحداث الميلاد ولأمنا العذراء، لكنه أيضا أعد شعوب العالم وبصفة خاصة الشعب اليهودى لاستقبال السيد المسيح فعلى سبيل المثال نقرأ فى سفر أشعياء "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل" (أش 7 : 14)
يوجد نبوءات فى الكتاب المقدس عن ميلاد السيد المسيح وهذه النبوة قبل مجىء السيد المسيح بسبعة قرون.
وتابع الأنبا أرسانى قائلا: "إحدى هذه النبوات جاءت فى سفر أشعياء (أش 9 : 6)" لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام "يولد لنا ولد : وليد العذراء وليد المذود فى العبرية يولد بيننا ولأجلنا. والمعنى أن الابن يتأنس .. نعطى ابنا : لأنه ابن داود.. كما نقرأ فى سلسة الأنساب، هذه مثل " الكلمة صار جسداً " ( يو 1 : 14 )، تكون الرياسة على كتفيه المسيح بصليبه الذى حمله على كتفه ملك على قلوب كل من آمنوا به حيث يدعى اسمه عجيباً: هو الاسم الوحيد الذى به خلاص الإنسان "لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطى للناس به ينبغى أن نخلص " ( أع 4 : 12 )
كما نقول فى القداس "اسمك القدوس الذى نقوله فتحيا نفوسنا بروحك القدوس".
وأضاف الأنبا أرسانى أنه اسمه عجيباً: بالحقيقة هو اسم عجيب اسم يسوع المسيح، وهذا الاسم جعل فى تقليد الكنيسة صلاة اسمها صلاة يسوع أو الصلاة السهمية وهذا الاسم له كل القوة، خمس ألقاب لاسم المسيح واليهود كانوا يحبون رقم خمسة: فهو يرمز للقوة مثل قبضة اليد، 1- عجيبا: صانع العجائب، عجيبا فى توبة النفوس، عجيبا فى إضفاء الفرحة على كل نفس، يقول داود النبى "أيها الرب ربنا ما أعجب اسمك فى كل الأرض " (مز8)• عجيبا لأنه جمع الألوهية مع الإنسانية، الله لم يتكلم معنا من بعيد لم يخلصنا من بعيد لكنه جاء إلينا وهذا هو قمة امتياز المسيحية فصار الإنسان قريبا جدا لله فلم يكن حب الله لنا عن بعد لكنه عن قرب فهو حب الاتحاد.
وتابع الأنبا أرسانى أن شخص السيد المسيح عجيب فى نزوله من السماء، فى محبته للبشر وميلاده البتولى ومعجزاته وقيامته وصعوده وأقواله وتعاليمه، بل وباسمه العجيب صنع تلاميذه معجزات، مشيرا: بكونه "حكمة الله" (1 كو 1: 24)، المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (1 كو 2: 3) حيث جاء السيد المسيح من أجل إعلان محبة الله للبشر، ولكى يعرفنا عن الآب الذى لا يعرفه إلاَّ الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ( مت 10 : 27 )، من أجل الأمور التى علمّها للبشر عن الآب قال: "أظهرت اسمك للناس" (يو 17: 6)... أعلن اسمه بالكلمات والأعمال.
الابن هو المعلم الحقيقى عن الآب؛ لكى نعرف الآب يلزمنا أن نؤمن بالابن، إنه ابن الآب، أُرسل الآب ابنه الكلمة كطبيب للخطاة، وكمعلم للأسرار الإلهية للذين هم أنقياء بلا خطية.
وقال الأنبا أرسانى إن الكنيسة تعلمنا أن نقرأ الإنجيل باستمرار لتأخذ مشورة، فمشورة الإنجيل هى أهم مشورتك اليومية، لذلك أيها الحبيب اجعل كتابك المقدس هو مشيرك فتصير إنجيلا مقروءاً من جميع الناس، 3- إلها قديرا: صاحب القدرة وهو لقب خاص بالله وحده .. إلها قديرا صانع المعجزات معلم الإنسان، 4- أبا أبديا: الله هو أبونا بالحقيقة وإلى الأبد، كل ما تشمله معانى الأبوة من رعاية وعناية وحماية، لذلك يحارب عدو الخير الإنسان أن الله تركه ولا يعيد يحميه ويرعاه، الله يكره الخطية لكنه يحب البشر5- رئيس السلام: رئيس تعنى ملك وملك تعنى مصدر.
واختتم كلمته قائلا: الله هو رئيس السلام أى مصدر السلام فلا نأخذ السلام إلا من المسيح ذاته كما قال لنا "سلامى أترك لكم. سلامى أنا أعطيكم. ليس كما يعطى العالمُ أعطيكم ".
كلمة الأنبا أرسانى أسقف إيبارشية هولندا بمناسبة عيدالميلاد المجيد
الأربعاء، 07 يناير 2015 02:01 م
الأنبا أرسانى أسقف إيبارشية هولندا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة