مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقبلة والحلم المشروع بمصر جديدة ناهضة قوية اقتصاديًا وسياسيًا، مصر التى تحترم حقوق الإنسان ويتحقق فيها الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، نجد الكرة فى ملعب الشعب المصرى الذى يجد نفسه بين خيارين لا ثالث لهما إما أن ينتكس فيلقيها مرة أخرى فى ملعب الانتكاسة والعودة إلى الدولة المصرية ما قبل 25 يناير بشقيها الحزب الوطنى والإخوان أو تسجيل الهدف المرجو الذى يصعد بنا إلى مصاف الدول العظيمة والقوية.
ليس من الحكمة أن يواصل البعض ذلك اللغط والعبث فى الزعم بأن الرئيس السيسى سيعيد النظام القديم مرة أخرى برجاله وبفساده الذى ملأ البر والبحر، الكرة كما سبق أن قلنا فى ملعب الشعب وليس فى يد غيره وعلى الشعب أن يكون على قدر المسئولية.
وأمام الصورة التى بدأت ترسم على اللافتات والبانرات فى شوارع مصر من أقصاها إلى أقصاها نجد أن هذه الصورة تقدم لنا رجال الحزب الوطنى مرة أخرى، وإذا كان القضاء المصرى لم يتمكن من إدانتهم قضائيًا لعدم توافر الأدلة التى تم طمسها بيد (اللهو الخفى) فإن الشعب المصرى يجب ألا يبرأهم أو يبرأ ساحاتهم من الفساد الذى زرعوه فى كل مكان فى المبيدات المسرطنة وفى السيطرة على الوظائف العليا فى الدولة، وفى تملك آلاف الأفدنة من أراضى الساحل الشمالى والظهير الصحراوى الذى سيطروا عليه بقوة الفساد وسلطة رجاله، هذا فضلًا عن الرشوة والمحسوبية والوساطة التى باتت تهيمن على كل كبيرة وصغيرة وتتحكم فى مصالح أبناء مصر وشعبها.... إلخ مئات التهم الفادحة التى يمكن أن ننسبها لهذا الفريق الذى أصبح من واجب أبناء هذا الشعب أن يلفظه ليتطهر أفراده إن كان فى نيتهم التطهر والاستعداد للقاء الله.
أما الجزء الثانى من الصورة فهو المكمل للصورة الكاملة للدولة المصرية فى ما قبل ثورة يناير، والذى كان يبدو متصارعًا مع مبارك ونظامه وحزبه فى الظاهر وهو فى حقيقة الأمر المحلل الديمقراطى للنظام وحليفه ورفيق دربه فى الحصول على مقاعد المجلس الموقر والصفقات التجارية ورأس المال.
هذا الفريق هو فريق الإخوان الذين فعلوا ما فعلوا وأخذوا جزاءهم جراء ما جنت أيديهم، ولكنى هنا ليس للشماتة والتشفى- أعوذ بالله من ذلك- ولكنهم بدأوا يدفعون بخلاياهم النائمة وأتباعهم السريين تحت مسميات حركية مختلفة ليتم دعمهم من خلال جماعتهم وأنصارها وأتباعها.
كل ذلك لا غبار عليه فهم أحرار فيما يفعلون فهم جزء من أبناء هذا الوطن وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. لكن يجب علينا نحن أبناء الشعب المصرى أن نعرف أن هذه الجماعة لا هم لها ولا شاغل إلا مصلحة الجماعة، أما الوطن فليس هو سوى حفنة من تراب عفن كما زعم سيدهم وملهم جماعتهم.
ولما كنا نحن لا هم لنا ولا شاغل سوى بناء هذا الوطن وتأسيس دولته الجديدة فلا مفر أمامنا سوى القطيعة التى تلفظ كل مكونات برلمان مصر القديمة الفاسدة الظالمة والانتصار الحقيقى لثورتى يناير ويونيو؛ فإذا كانت الأولى قد ثارت ضد مبارك ونظامه وحزبه الفاسد، فالثانية ثارت ضد الجماعة ورجالها وإقصائها للآخرين وتكويشها وطمعها ووضعها لمصلحة الجماعة فوق مصلحة الوطن والمواطن.
والحق أقول الكرة بملعبنا والأمر بيدنا، فالجديد الجديد، والقطيعة القطيعة، مع كل رموز الدولة القديمة بجناحيها المذمومين، والبحث والاختيار الأمثل لهؤلاء الذين لا يبغون سوى مصلحة مصر من أبنائها المخلصين والذى قد يبدو معظمهم لا يملك من المال ولا القبيلة والعصبية ما ينافس به هؤلاء الفاسدين، فلنكن نحن رأس مالهم وقبيلتهم وعصبيتهم، وإلا الانتكاسة ولا شىء غيرها.
د. غيضان السيد على يكتب: إما القطيعة أو الانتكاسة
الخميس، 08 يناير 2015 10:26 م
مجلس الشعب