3استقالات فى 7 أيام.. هل لدينا قيادات حزبية فعلاً؟.. ولماذا يتخلى رؤساء أحزاب عن دورهم بعد الخلافات الداخلية؟..سياسة «النط من المركب» تؤكد أن الأحزاب المصرية تحتاج مراجعة لمفهوم القيادة

الأحد، 11 أكتوبر 2015 12:41 م
3استقالات فى 7 أيام.. هل لدينا قيادات حزبية فعلاً؟.. ولماذا يتخلى رؤساء أحزاب عن دورهم بعد الخلافات الداخلية؟..سياسة «النط من المركب» تؤكد أن الأحزاب المصرية تحتاج مراجعة لمفهوم القيادة الدكتور عمرو حمزاوى
تحليل تكتبه: إحسان السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


فى كلمات مقتضبة قد تكون صريحة، أو مبهمة بعض الشىء، مذيلة بسببين أو أكثر، أو لا تحمل أسبابًا، تأتى ورقة استقالة عبر بيان يرسل بالبريد الإلكترونى، أو على الصفحة الشخصية فى الـ«فيس بوك» لإبلاغ أعضاء حزب ما باستقالة رئيس الحزب أو أحد مؤسسيه.. هذه الورقة تمثل حال عدد من الأحزاب السياسية خلال 7 أيام فقط، نتيجة لخلافات داخلية بالحزب، فاختارت هذه القيادات طريق الهروب دون وضع أى اعتبار لأهمية الفترة الحالية، وتماسك الحزب، بالتزامن مع إجراء الانتخابات البرلمانية.
ففى أسبوع واحد تقدم الدكتور صفوت النحاس، الأمين العام لحزب الحركة الوطنية، باستقالته من الحزب، معلنًا انسحابه من خوض انتخابات مجلس النواب على قائمة مصر، كما تقدمت الدكتورة هالة شكر الله، الرئيس السابق لحزب الدستور، باستقالتها من عضوية الحزب، فيما تقدم أيضًا الدكتور عمرو حمزاوى باستقالته من رئاسة حزب مصر.. هنا الخلافات الحزبية الداخلية كانت القاسم المشترك بين الاستقالات التى شهدتها 3 أحزاب خلال أسبوع واحد.

الدكتور صفوت النحاس أكد أن سبب استقالته يعود لعدم رغبته فى تحمل فشل الحزب وإخفاقه فى الانتخابات البرلمانية، أما الدكتورة هالة شكر الله، وإن كانت لم تعلن فى نص استقالتها الأسباب الواضحة، فإنها جاءت على خلفية الخلافات التى نشبت مؤخرًا بينها وبين مجلس حكماء الحزب بشأن انتخاب رئيس الحزب، والتى على أثرها تقدمت شكر الله باستقالتها من رئاسة الحزب، وسبقها الدكتور عمرو حمزاوى، رئيس حزب مصر الحرية، الذى استقال من منصبه وعدد من الأعضاء، مصدرًا بيانًا يعلن فيه عدم قدرة رئيس الحزب- أى حمزاوى- على النهوض به ضمن المشهد السياسى، معترفًا بالإخفاق، وتشكيل لجنة تسيير الأعمال، استسلام القيادات الحزبية التى تعتبر رمزًا سياسيًا لشباب وأعضاء الحزب للخلافات المتوقعة بالضرورة خلال انتخابات مجلس النواب، ووضع ورقة «الاستقالة» على طاولة الحزب، وتركه على حافة الانهيار، يطرحان العديد من التساؤلات حول عدد من الشخصيات السياسية، وعن قناعتها بتجربتها الحزبية، لماذا أسسوا أحزابًا؟، ولماذا تخلوا عنها فى أول خلاف بينهم وبين أعضاء فيها؟، هل هم من المؤمنين بأن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، أم أنهم يؤمنون برأيهم ووجهة نظرهم فقط وما دونه فهو على خطأ؟

القيادة الحزبية الناجحة هى القادرة على احتواء الخلافات، وقبول الرأى الآخر، والتحاور مع المخالفين، وصولًا لرأى مشترك ينعكس على الصالح العام للحزب، لا يمكن أبدًا أن تخذل شابًا اعتبرك رمزًا سياسيًا وآمنًا بما اقترحته من فكر لتأسيس حزب، فقرر أن يكون أحد أعضائه، ينبغى ألا يتحول دورك من قوة دافعة لطموح شباب إلى الأمام، لتصبح منبعًا يبث روح الهزيمة والاستسلام داخلهم.

الحياة السياسية فى مصر تحتاج نماذج مؤهلة وقادرة على قيادة أحزاب متماسكة، وليست أحزابًا حققت أقصى طموحها بإعلان لجنة شؤون الأحزاب قبول أوراق تأسيسها، وهو الدور الغائب عن غالبية الأحزاب فى الوقت الحالى، فلدينا أحزاب تكتفى بإقامة المعسكرات الشبابية فقط، ولم تلتفت مثلًا للبرنامج الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى لتأهيل الشباب للقيادة، لتأهيلهم للعمل السياسى والإدارى والمجتمعى بالدولة، اكتفت فقط بإصدار بيانات إشادة به، دون أن تعلن مثلًا عن عدد أعضائها الشباب الذين سجلوا أنفسهم للالتحاق بالبرنامج بتكليف من «قياداتهم» الحزبية!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة