فمهما اختلف المرض النفسى ومهما اختلفت أعراضه تظل هذه الأعراض واحدة، وفى اليوم العالمى للصحة النفسية كان حتمًا ولازمًا ولابد أن نفرق بين أمرين بين المرض النفسى وما يصاحبه من أعراض وبين "الأفورة" والمبالغة فى تجسيده.
لذلك فيما يلى يستعرض "اليوم السابع" 5 أفلام سينمائية قدمت شخصية المريض النفسى بعيدة كل البعد عن طبيعة الأمراض النفسية التى يعانى منها أبطالها، ما جعل المشاهد المصرى لا يستطيع التفرقة بين أعراض الشيزوفرينيا والبارانويا من أعراض الإدمان، ويعتقد أن الفوبيا مرض حصرى لأبناء الطبقة الأرستقراطية، ولا يدرك الاختلاف بين "الملبوس" و"المجنون" وجاءت التحليلات وفقًا لحديث الدكتورة "شيماء عرفة أخصائية الطب النفسى.
بئر الحرمان يلخص "الانفصام".. حان وقت التحول
بئر الحرمان كان المصدر الوحيد الذى تعرف من خلاله المشاهد المصرى على مرض الانفصام أو "الشيزوفرينيا" كما هو متعارف عليه بالمصطلح العلمى، لكن للأسف رسم هذا الفيلم صورة خاطئة تمامًا لهذا المرض الذى تقتصر أعراضه على بعض الهلاوس السمعية والاضطرابات النفسية والتناقض بعض الشيء بين الفعل والقول.
لكن صورة الفيلم من خلال شخصية "سعاد حسنى" أنه يحول صاحبه تمامًا ويجعله يجمع بين شخصيتين فى شخصية واحدة، فكانت فتاة مهذبة صالحة بالنهار وعاهرة بالليل وهذا ما يستحيل أن يحدث بسبب هذا المرض وإلا كان "الرجل الأخضر" الذى يتحول إلى شخصية خارقة أيضًا يعانى من الانفصام.
أين عقلى أزال الفرق بين العقدة النفسية والصرع
أما فيلم "أين عقلى" والذى دارت أحداثه حول طبيب "محمود يس" يحاول الظهور فى هيئة الرجل المتحضر وفقًا لدراسته بأوروبا وينفى تمسكه بالعادات والتقاليد الشرقية لكنه فى الواقع يدعى ذلك، ويتحول إلى شخص يعانى من التركيب النفسى حينما يتزوج من فتاة لها ماضى واعترفت له بذلك وسامحها لكن عقله الباطن لم يفعل ذلك مما يدفعه للانتقام منها وإيهامها بالجنون.
هنا يظل البطل طوال الفيلم متماسك ويعانى فقط من بعض الاضطرابات النفسية التى تتفق مع حالات العقد والتركيب النفسين لكن تأتى نهاية الفيلم ويختلط الأمر على المخرج بين العقدة النفسية والصرع، فيبدأ "محمود يس" سلسلة من التشنجات غير المبررة والتى ليس لها أى علاقة بحالته النفسية.
على بيه مظهر.. "البارانويا" على طريقة الأفورة
أما "البارانويا" أو جنون العظمة فجسدت بشكل مبالغ به من خلال شخصية "على بيه مظهر" التى قدمها الفنان "محمد صبحى" فى شكل هزلى للرجل المتعالى الذى يرى نفسه الأفضل دائمًا وأن كل المحيطين به هم مجرد أناس أقل منه فى كل شىء، وفى الحقيقة "البارانويا" هى بالفعل تفاخر بالنفس لكن أيضًا تخوف من المحيطين والشعور بالاضطهاد وأن الجميع متأمرون لذلك فاختلفت كثيرًا عن هذه الشخصية. ثورة المدينة.. الفوبيا فى أتفه صورها
"الفوبيا" طبقا لتفسيرها العلمى هى الخوف المرضى من شىء أو من شخص أو من موقف معين، ما يدفع الشخص عن الامتناع عن أى سلوك أو فعل قد يجعله فى مواجهة مباشرة مع هذا الشىء أو يدخله هذا الموقف، لكن ما حدث فى فيلم "ثورة المدينة" بطولة صباح الشخصية التى عانت من الخوف من الإنجاب بسبب موت أمها أثناء والدتها ليس له أى علاقة بالفوبيا وليس له أى تفسير نفسى، إنما هو مجرد مبالغة لخدمة الحبكة الدرامية لأن البطلة على الرغم من عقدتها وفوبيا الإنجاب ارتضت أن تتزوج ثم بدأت فى سلسلة الهروب من العلاقة الزوجية، فإذا كانت تعانى من الفوبيا كان من المفترض من البداية أن ترفض الزواج.
صورة "5" النمر والأنثى
النمر والأنثى.. يخلط بين أعراض الإدمان والانهيار العصبى
أما فيلم النمر والأنثى وتعرض عادل إمام على الإدمان والأعراض التى وصل لها فى فترة علاجه وامتناعه عن التعاطى فكانت أعراض الانهيار العصبى وليس لها علاقة بالمراحل العلاجية للإدمان التى يكون فيها الفرد غير قادر على كل هذا المجهود.