والشاعر اللبنانى جبران خليل جبران، أبهر العالم بكتاباته المتعددة ورسائله الشهيرة إلى حبيبته مى زيادة، وكثير منا لا يعرف أنه كان فناناً تشكيلياً، حيث ترك لنا 526 لوحة، منها 442 لوحة محفوظة بمتحفه بمدينة بشرى بلبنان، و84 لوحة أخذتهم صديقته مارى هاسكل وافتتحت بهم متحفاً خاصاً حمل اسم (Tel Fair Musuem of Art) فى مدينة سافانا بولاية جورجيا الأميركية.
وعن القيمة الفنية للوحات "جبران" قال المؤرخ التشكيلى ياسر منجى، إن أى لوحة تستمد أهميتها من أهمية صاحبها فى التاريخ، فشهرة الفنان وقيمته فى التاريخ والمكانة التى استطاع أن يصل إليها تنعكس بلا شك على أعماله الفنية، فمسألة الشهرة لجبران فى الكتابة والشعر لا تنفصل عن شهرة أعماله التشكيلية، فجبران بجانب اعتباره أكبر الكتاب العرب بالمهجر فلوحاته لها قيمة على المستوى التشكيلى، فجمع بين شهرته الشخصية وقيمة فنه.
ومن جانبه قال الفنان عماد رزق، الأستاذ بقسم التصوير بكلية فنون جميلة، إن هناك الكثير من الشعراء حسهم الفنى متنوع مثل جاهين كان شاعراً ورساماً كاريكاتيراً، وأيضاً جبران خليل جبران الذى تعتبر أعماله التشكيلية ذات قيمة كبيرة من الناحية الفنية والأكاديمية، لا تقل فى أهميتها عن أعماله الأدبية ولكنها لم تجد الشهرة التى وجدها الشعر.
وأضاف "رزق"، يمكننا تصور أهمية لوحات "جبران" بأنه تمت إقامة عمل بحثين علميين بكلية الفنون الجميلة، وتمت مناقشة رسالتى ماجستير ودكتوراه عن أعماله، وإذا تمت مقارنته بالعديد من الفنانين المشهورين فى عصره مثل أحمد صبرى أو محمود سعيد أو محمد ناجى سنجده يتفوق عليهم من الناحية الفنية والأكاديمية، ولكنهم حصلوا على شهرة أكبر لأنهم عبروا عن البيئة العربية فـ"جبران" فنان غربى أكثر منه عربى.
وتابع عماد رزق كلامه قائلاً "تكمن مشكلة أعمال جبران التشكيلية فى أنها لم تجد الشهرة التى وجدتها أعماله الشعرية، فالناس عرفته فى البداية كشاعر، بالإضافة إلى أنه قضى وقتاً طويلاً فى المهجر فلم تعبر أعماله عن البيئة العربية أو عن التراث العربى، إنما عبرت عن الأفكار الفلسفية بشكل أكبر؛ فجاءت أعماله تناقش علاقة الرجل بالمرأة، وعلاقة الإنسان بالحياة، ولذلك اشتهرت فى الغرب أكثر من العرب".
أما الفنان التشكيلى محمد عبلة فقال إن شهرة أعمال جبران ترجع إلى سببين أساسيين؛ الأول أنه كان تلميذاً للفنان التشكيلى والشاعر الإنجليزى ويليام بليك؛ فجاءت أعمال "جبران" مشابهة له، والسبب الثانى هو شهرته الأدبية التى جعلت الناس تهتم بتاريخه وذلك بعد أن اشتهر أكثر بعد كتابه "النبى".
وأضاف "عبلة"، الأمريكان هم أكثر من اهتموا بلوحات جبران وكانت أول مرة تعرض أعماله التشكيلية بعد ترجمة كتاب النبى، فشهرتها لم تكن لدقتها الفنية أو لذاتها إنما ترتبط بجبران نفسه، وإن لم يكن جبران شاعراً مشهورا فلم تكن لوحاته لتشتهر.
موضوعات متعلقة..
- لأول مرة معرض للأعمال الصغيرة للفنان "عبدالعال حسن" بجاليرى قرطبة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة