ابن الدولة يكتب: البرلمان الذى نريده.. الحديث عن توافق حول البرلمان المقبل لا يعنى أبدا برلمانا خاضعا.. فى كل مجتمع فئات ومصالح تتعارض وتتضاد ودور الدولة أن تكون عادلة بين جميع التيارات

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015 09:00 ص
ابن الدولة يكتب: البرلمان الذى نريده.. الحديث عن توافق حول البرلمان المقبل لا يعنى أبدا برلمانا خاضعا.. فى كل مجتمع فئات ومصالح تتعارض وتتضاد ودور الدولة أن تكون عادلة بين جميع التيارات ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تتوقف الأصوات المختلفة سياسيا عن إبداء ملاحظات وآراء حول مجلس النواب المقبل، دوره ومستقبله وتشكيله وصورته والأهم ما الذى يمكن أن يقدمه لمصر، بعض هذه الأصوات متشائم من الأداء الحزبى والطريقة التى يقدم بها بعض المرشحين أنفسهم، وبعضهم يرى أن المعركة حتى الآن لا توحى بملامح واضحة ومطمئنة للبرلمان المقبل، وكثير من هذه الأصوات متفائل بحالة التنافس بين الأحزاب والمستقلين، بينما يرى آخرون أن المنافسة تخرج فى بعض الأحيان عن طريقها الصحيح لتتحول إلى خلاف وتناحر وصراع ربما يشكل خطرا على سير العملية النيابية فى أيامها الأولى المطالب فيها البرلمان بالنظر فى القوانين الصادرة خلال الفترة الماضية.

التفاوت فى وجهات النظر السابقة دليل صحى على حالة «تقليب» الأرض التى نعيشها، طبيعى أن تتفاوت الآراء وتختلف وجهات النظر المهم أن يتم خلق قناة للتواصل تتحول هذه النقاشات من خلالها إلى علامة فارقة لصالح الوطن ككل، واستنادا لذلك يبدو الأمر غير مقبول من هؤلاء الذين لم يفهموا الدعوة لفكرة توافق البرلمان المقبل أو وحدة صفه، فالتوافق هنا لا يعنى فرضا لصوت أو صورة واحدة بقدر ما هو توافق على مصلحة الوطن من قبل كل التيارات المختلفة.

الحقيقة أن بعض أهل الإعلام والسياسة انتزعوا فكرة التوافق على البرلمان المقبل، أو الحديث عن فكرة الاصطفاف، من سياقها وتخيلوا الأمر وكأنه دعوة لدولة الصوت الواحد، أو التيار الواحد، وهنا تكمن المشكلة.

الحديث عن التوافق أو الاصطفاف الوطنى لا يعنى بأى حال ضرورة أن يكون كل الناس متفقين على كل القضايا أو أن كل الأحزاب تكون بنفس التوجه، بل يعنى ضرورة البحث عن الطريقة التى تصل بكل التيارات والأحزاب المصرية على جميع اختلافاتها ومشاكلها مع بعضها إلى الوقوف صفا واحدا فى وجه المخاطر التى تحيط بالوطن، يختلفون كما شاءوا ولكن تحت مظلة الوطن، يذهب أحدهم لليمين والآخر لليسار، ينتقد البعض ويؤيد البعض، ولكن كل ذلك لتحقيق هدف واحد هو مصلحة وتماسك هذا الوطن.

الحديث عن توافق حول البرلمان المقبل، لا يعنى أبدا برلمانا خاضعا، بل برلمانا يعزف عن المعارك الصغيرة التى لن تكون مجدية فى عمر وطن يواجه حربا أخطر من قوى عالمية وإرهاب متوحش، فكل ما نريده هو برلمان متوافق على مصلحة مصر، ومتفق على تنحية الخلافات الصغيرة جانبا وتوفير كل جهد فى معارك ثنائية ومعارك صغيرة لإيجاد حلول لمشاكل مصر الكبرى.

فى كل مجتمع فئات ومصالح تتعارض وتتضاد، ودور الدولة أن تكون عادلة بين التيارات، وتمنع أن تجور فئة على أخرى، وأمر صحى وطبيعى أن تكون هناك خلافات فى الرؤى بين الاتجاهات اليسارية واليمينية، والاصطفاف الذى يفيد الدولة، هو أن هناك قضايا متفقًا حولها وأهميتها، لا محل للجدل فيها، فهناك اتفاق على ضرورة إحداث ثورة فى التعليم والنظام التعليمى، والصحة أيضا مجال لا خلاف فى أهميته، ولكن طبيعى جدا أن يظهر خلاف فى طريقة الوصول إلى تلك الأهداف، وهنا يظهر دور التوافق والاصطفاف الذى سيجمع كل هذه الخلافات فى بوتقة واحدة هى مصلحة الوطن.

وهذا ما نريده فى البرلمان المقبل، أن يجلس النواب من كل الاتجاهات المختلفة تحت القبة، كل لديه طرح غير الآخر، واستجواب غير الآخر، وانتقاد للحكومة هنا وهناك، ولكنهم فى لحظة ما لا بد أن يتوافقوا على إدراك الأولويات التى تحتاجها مصر، هذا هو ما نعنيه بالاصطفاف والتوافق ولا شىء غير ذلك، لأننا نؤمن بأن هناك قضايا تستحق من التيارات السياسية والأحزاب أن تتحاور حولها وتقدم فيها حلولا، وهى من القضايا التى تنفع الناس، ولا مانع من الاهتمام بالقضايا السياسية، لكن التقدم فى أوروبا والولايات المتحدة تم بناء على حوارات مجتمعية تتشارك فيها الأطراف وتتنافس، وهذا يعيدنا إلى النقطة الأولى فى معنى الاصطفاف الوطنى، وهو أن هناك قضايا متفقا عليها استراتيجيا، والاختلافات حولها فى وجهات النظر، ومع هذا يبتعد عنها الكبار ويفضلون الاستمرار فى الخلاف والاختلاف والقضايا الهامشية.



موضوعات متعلقة



- ابن الدولة يكتب: عندما تدافع «نيويورك تايمز» عن الأنفاق والتهريب والإرهاب على حدود مصر.. هل يمكن أن تتبنى الصحيفة الأمريكية حملة لإقامة أنفاق غير شرعية على حدود أمريكا؟


- ابن الدولة يكتب: رسائل السيسى من وراء صفقة "الميسترال".. الرسالة الأهم تبدو كامنة هنا فى أن الرئيس نجح فى أن يعبر بمصر من مرحلة الارتباك ويضعها فى المنطقة المستقرة


- ابن الدولة يكتب: كيف يمكن قراءة الموقف المصرى من الصراع فى سوريا؟.. القاهرة حذرت من خطر الإرهاب على الأمن الإقليمى والعالمى.. وأعلنت دعم الحل السياسى مع الحفاظ على الدولة


- ابن الدولة يكتب: لماذا يجب أن نذهب إلى الانتخابات؟.. وجود مجلس النواب ضرورى لفرض التشريع والرقابة.. إتمام برامج التنمية والتحديث الإدارى وكسر تحالفات الفساد والظلام على رأس أولويات البرلمان القادم


- ابن الدولة يكتب: منظمات حقوق الإرهاب.. بعض هذه المنظمات يكتب عن مصر الأعاجيب.. بعضها يصدر بيانات وكأنه لا يرى إرهاب الإخوان وعنفهم



اليوم السابع -10 -2015









مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

صبري

هل لعنت علي الاخوان انصارهم اليوم

نعم

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال القدس المحتله

الوضع في مدينة القدس المحتله خطير جدا وقريبا ستلحق بسوريا ويرتكب بها افضع المجازر

عدد الردود 0

بواسطة:

بركة

نعم نختلف .. من أجل مصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة