توقع الخبير فى الشأن التركى نشأت الديهى، أن يستغل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الحادث فى الانتخابات التشريعية المزمع عقدها فى نوفمبر المقبل لتوجيه الناخب التركى للتصويت لحزبه، الذى فقد الأغلبية فى الانتخابات الماضية.
وقال الديهى، فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، أنه لا يمكن قراءة ما جرى مؤخرًا من تفجيرات فى أنقرة دون استدعاء تفاصيل حادثة "سروج" التى راح ضحيتها العشرات من الأكراد، كما لن تكون القراءة دقيقة دون استعراض المشهد الإقليمى على كافة الأصعدة، مشيرًا إلى أن المشهد الداخلى يأتى بكل معطياته الحزبية والانتخابية والمشكلة الكردية فى قلب تلك القراءة.
وأوضح: "أولاً فور حادث سروج استثمرت تركيا الحادث، وأعلنت دخولها على خط المواجهة الحقيقية مع داعش، لكنها صبت جام غضبها وأسلحتها ليس على داعش، وإنما على حزب العمال الكردستانى، ثانيًا دخول روسيا على خط المواجهة السورية أربك خطط أردوغان وأحبط مناوراته مع الناتو، ثالثا خسارة حزب العدالة والتنمية للأغلبية فى الانتخابات وفشل أوغلو وأردوغان فى تشكيل حكومة ائتلافية، رابعًا توقعات خسارة الحزب للانتخابات المبكرة باتت أقوى من ذى قبل".
وتابع الديهى: "إزاء كل ما سبق، يأتى حادث أنقرة كطوق نجاة لأردوغان وحزبه ومشروعه، حيث سيستخدم أردوغان فزاعة الإرهاب والوضع الإقليمى لمحاولة إقناع الناخب التركى بالتصويت لحزبه للحصول على الأغلبية".
ووفقًا للديهى، فإن ما يجرى وما جرى خيب توقعات أردوغان، فضحايا انقرة من أعضاء حزب الشعوب الكردى والأخير استطاع تأجيج المشاعر القومية الكردية ضد الحكومة الحالية، وتحول طوق النجاة إلى سببًا فى الغرق السريع والعاجل، متوقعا أن تسود الفوضى ويخسر حزب العدالة الانتخابات المبكرة ويضطر الجيش للتدخل لحماية الدولة التركية من التفكك.
رئيس حزب المعارضة يطالب باستقالة وزراء بعد الحادث
من جانبه طالب رئيس حزب الشعب الجمهورى أكبر أحزاب المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو باستقالة كل من وزير الداخلية، الذى صرح بأنه لم تكن هناك ثغرات أمنية فى منطقة التفجيرين اللذين وقعا فى أنقرة السبت ووزير العدل الذى ابتسم تجاه الأسئلة الموجهة حول الهجوم الانتحارى الذى أسفر عن مقتل ما يزيد على 100 شخص، وإصابة أكثر من 500 آخرين فى العاصمة التركية أنقرة.
وطالب كليتشدار أوغلو، فى مؤتمر صحفى، عقب لقاء جمعه برئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أمس الأول، استمر لمدة ساعة ونصف الساعة بعد الحادث الإرهابى الذى وقع السبت فى أنقرة، طالب داود أوغلو بضرورة تقديم كل من وزير الداخلية ووزير العدل استقالتيهما من منصبيهما على وجه السرعة.
وأوضح كليتشدار أوغلو، أن منظر وزير العدل خلال تعليقه على الحادث كان عبرة لمن لا يعتبر، مضيفا: "المجتمع يشهد صدمة عميقة، إلا أن وزير العدل يبتسم فقط. يجب ألا يجلس هذا الوزير على كرسيه بعد الآن إذا كان يحترم الشعب ومواطنى هذا البلد، فينبغى على الوزيرين أن يقدما استقالتيهما من منصبيهما. وبدورى أبلغت داود أوغلو بهذا المطلب".
وقال كليتشدار أوغلو، إن هناك زعيم عصابة يؤيد الرئيس رجب طيب أردوغان علنًا وهدّد بأنه ستراق الدماء فى لقاء جماهيرى فى مدينة ريزا شمال البلاد، لافتًا إلى أنه بالرغم من ذلك لم يتخذ الجهاز القضائى أية خطوات حازمة قط.
ولفت زعيم المعارضة إلى وجود ضعف داخل جهاز المخابرات التركية بقوله: “إن هذا البلد لا يستحق الإدارة بمثل هذه الحكومة”، فى إشارة إلى حكومة حزب العدالة والتنمية.
اضرابات تعم تركيا احتجاجا على الحادث
فيما بدأ العمال والأطباء والمهندسين الأتراك صباح أمس الاثنين، إضرابهم عن العمل حتى مساء اليوم الثلاثاء، وذلك للتعبير عن احتجاجهم على العملية الإرهابية التى وقعت بالعاصمة أنقرة.
وذكرت محطة "خبر تورك" الفضائية أمس الاثنين، أن انفجار أنقرة وقع خلال مشاركة نقابات العمال والأطباء والمهندسين فى تجمع تحت شعار (مسيرة السلام والديمقراطية)، للمطالبة بوضع حد للصراع الدائر بين منظمة حزب العمال الكردستانى، التى تصفها الحكومة التركية بـ"الإرهابية"، وبين الدولة التركية.
وكان بيان صادر من مركز التنسيق التابع لرئاسة الوزراء التركية قد أكد أن حصيلة قتلى التفجيرات الإرهابية الدموية، التى وقعت بالقرب من محطة القطارات بأنقرة ارتفعت إلى 97 شخصا، فضلا عن إصابة 246 آخرين، منهم 46 فى حالة خطيرة، تم تحويلهم على 19 مستشفى داخل العاصمة التركية.
من ناحية أخرى ألقت وحدتا مكافحة الإرهاب بمديريتى "إزمير" و"قونية" القبض على 22 شخصا مشتبه بارتباطهم بتنظيم "داعش" الإرهابى فى عمليات اقتحام ومداهمة لعدد من الأماكن فى توقيت متزامن.
وذكرت محطة "إن.تى.فى" الإخبارية التركية، أن عملية توقيف هؤلاء الأشخاص تأتى على خلفية التفجيرات الإرهابية بالعاصمة التركية أنقرة، ولا تزال التحقيقات جارية معهم بشعب مكافحة الإرهاب بالمدينتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة