تعد الكرامة منبعا للقوانين العادلة فى دولة القانون، فهى المبدأ الرئيسى الذى تُفهم من خلاله مفاهيم الحرية والعدالة والمساواة. فهى حق طبيعى وقيمة تولد مع تشكل طبيعة الإنسان، وتبقى معه حتى موته، ولا علاقة لها بنوعية العمل أو حالته، فكرامة السجين تعادل كرامة المسئول، فلا تُمنح ولا تقدر حسب الأعمال أو الأحوال، ولا تكتسب من خبرات الحياة، فكرامة رئيس أو ملك أو طبيب أو فلاح أو عامل نظافة هى نفسها لا تتغير، فقيمتهم كبشر متساوون أمام قانون عادل يحكم الجميع.
وحين نسقط ذلك علی مجتمعنا المصرى، فإنه يتحتم علينا أن نأصل هذه القيمة، ونسعی لصون كرامة شعبنا، ونضرب علی يد كل من يتعرض لكرامته، ويقلل من قدره ويتعدی علی آدميته، سواء بلفظ أو بفعل أو بإيحاء.
ولا نسمح أن يعامل المصرى كرقم لا قيمة له، بل نشعر المواطن البسيط بقيمته وقدره، فقد تغلق لأجله السفارات، وتحرك لأجله البعثات، وتلبى لندائه المؤسسات، بل وتحرك لأجله الأساطيل والطائرات.
فنحن من نقلل أو نرفع من قدر شعبنا، بتهاوننا مع كل موقف تمس فيه كرامته وآدميته، ونحن من نحفظ كرامته أو نهدرها بتغاضى المسئولين عن مشاكله واحتياجاته، وبتأصيل الطبقية بين شعبنا بجمل وألفاظ تصدر للأسف من أفراد هم فى مراكز اتخاذ القرار، فيشعر المواطن الذى مل من جملة " إنت مش عارف بتكلم مين ؟؟" بتلك الطبقية والفوارق والحواجز بين أفراد مجتمعه.
فلا فرق فى الكرامة بين عامل نظافة يرفع أوساخنا، وبين وزير يتنعم بمقدارات شعبنا، ولا بين ابن غفير مقطع الثياب حافى القدمين وابن وزير يلبس النفيس ويركب الغالى!
فكلنا نتساوی فى الحقوق تحت شعار الوطن ودستورنا يكفل لنا المساواة.
لذا فكل من يتعدی علی كرامة وآدمية مصرى واحد، لابد أن يعاقب بلا شفقة ولا رحمة، ليس فى الخفاء خلف أبواب موصدة لا يراه إلا محاكميه، بل فى ميدان عام أمام العامة !
فكرامة المصرى ليست بشعارات نرفعها وبعبارات نرددها !
بل بتطبيق عملى علی أرض الواقع، يشعر المواطنون بنتائجه الإيجابية.
فكرامتنا هى بداية نهضتنا وإثبات ذاتنا، وليكن قدوتنا سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين قال جملته الشهيرة للمصرى الذى جاءه يشتكى من تعدى ابن والى مصر عليه، فأعطاه السوط وقال له: اضرب ابن الأكرمين.
فيصل سليمان أبو مزْيد يكتب: كرامتنا بداية نهضتنا
الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015 12:06 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة