ورغم أثره الكبير فى الكنيسة، إلا أن مزار البابا يستقبل يوميًا عدد قليل من الزيارات من الشعب القبطى، ورفات القديس أثناسيوس عبارة عن عظمة كبيرة من عظام القديس أثناسيوس وضعت فى كأس من الذهب الخالص صنع خصيصاً للرفات وأغلق الكأس إغلاقًا محكماً ويمكن رؤية العظمة من الإطار الزجاجى للكأس الذهبى، ثم وضعت الكأس فى صندوق خشبى مغطى بقطعة من قماش القطيفة الثمينة زيتية اللون، ثم وضع فى مزاره الرخامى الموجود بالكاتدرائية.
زوار يطلبون شفاء مرضاهم والشفاعة لهم
أعلى ضريح البابا اثناسيوس، تجد سلة مليئة بالأوراق الصغيرة كتب فيها الزوار طلباتهم من البابا الراحل، يطلبون منه شفاء مرضاهم، والشفاعة لهم، وعلى الحائط دونت الكنيسة تاريخ البابا اثناسيوس الملقب بأثناسيوس الرسولى، وإلى جواره دفن الأنبا جريجوريوس أسقف البحث العلمى الراحل، الذى تمت رسامته أسقفًا بيد البابا كيرلس السادس.
ستة من الباباوات السابقين متجاورين فى مزار رخامى صغير
وفى مزار الباباوات بالكنيسة المرقسية بشارع كلوت بك، أو الكاتدرائية القديمة، وإلى جوار مذبح الكنيسة على اليمين، يرقد ستة من الباباوات السابقين متجاورين فى مزار رخامى صغير تعلوه صورة السيد المسيح، وعلى يساره أيقونة للبابا كيرلس السادس توقد أمامها الشموع.
من بين الباباوات الستة المدفونين بالكنيسة المرقسية البابا كيرلس الرابع والملقب بأبو الإصلاح وهو البابا 110 الذى توفى عام 1861 ميلاديًا، وعرف بـأبو الإصلاح حيث اهتم بالتعليم وأسس المدارس وكان أول من أدخل المطبعة إلى الكنيسة واستقبلها الرهبان والآباء بالألحان والتراتيل.
البابا ديمتريوس الثانى
إلى جوار البابا كيرلس الرابع، يرقد البابا ديمتريوس الثانى البابا 111 للكنيسة الأرثوذكسية، وتوفى عام 1870 ميلاديًا، وأكمل ما بدأه أبو الاصلاح، حيث عمل على استكمال بناء الكنيسة المرقسية بالعباسية، كذلك فإن البابا كيرلس الخامس الـ112 فاستمر فى مسيرة إنشاء المدارس واهتم بأديرة الراهبات.
فى القبر نفسه، رفات البابا يؤانس التاسع عشر البابا الـ113 للكنيسة والذى أنشأ مدرسة عليا للرهبان وتوفى سنة 1942، ومعه البطريرك التالى البابا مكاريوس الثالث الذى جلس على كرسى البطريرك عامًا فقطـ كذلك، فإن المقبرة تضم أيضا رفات البابا يوساب الثانى الذى توفى عام 1956، وجاء بعده البابا كيرلس السادس.
البابا مرقص الثامن
فى مقبرة أخرى، بالكنيسة المرقسية، يوضع جسد البابا مرقص الثامن البابا 108 والبابا بطرس الجولى البابا 109، حيث توضع رفاتهم فى دولاب خشبى تظهر منه، يحفها الزوار لأخذ البركة، وإلى جوارهم يرقد القديس صرابامون أبو طرحة وأسقف رابع لم تتعرف الكنيسة على اسمه وعلى يسار الرفات أيقونة توضع أمامها الشموع.
حارس ضريح: الزوار يأتون لنيل البركة من الآباء الراحلين
يقول "عم جرجس" حارس الضريح، إن الزوار يأتون لنيل البركة، من الآباء الراحلين، مشيرًا إلى أن الكنيسة وضعت أجسادهم بالخارج وبعيدًا عن الضريح الرخامى كى تسمح للزوار بلمسها للتبرك بها.
يشير حارس الضريح، إلى أن الأنبا صرابامون أبو طرحة المدفون إلى جوار الباباوات الراحلين عرف بموهبته فى إخراج الجن والشياطين حيث تمكن من علاج أحد أميرات أسرة محمد على ودفن بعدها بالقاهرة، وإلى جواره يدفن أسقف آخر لم تتعرف الكنيسة على هويته.
زيارات الباباوات ليست جزءا من العبادة
المفكر القبطى، كمال زاخر، يرجع ضعف الإقبال على زيارة الباباوات القدماء المدفونين بالكاتدرائية وبالكنيسة المرقسية إلى أن زيارات الباباوات ليست جزءا من العبادة إنما هو موقف مجتمعى يرتبط بظروف المرحلة فتكثر تلك الزيارات حين تشتد الأزمات والضيقات، مدللًا بالقول "عندما تنغلق طرق الأرض نطرق أبواب السماء".
وأضاف زاخر لليوم السابع، زيارة الباباوات ليست من ثقافة الأقباط المصريين، أما زيارة القديسين فهى جزء من الموروث الروحى والشعبى، مشيرًا إلى أن المصريين يزورون البابا شنودة الثالث والبابا كيرلس السادس لأن علاقة وجدانية تربط الناس بهم بعدما عاصروا حياتهم وأعمالهم، بالإضافة إلى ما يتواتر مع البابا كيرلس من معجزات ما زلنا نسمع عنها حتى اليوم.