عن أزمات الحياة التى لم تنته على طوال 50 عاما، عمّا تبقى لها من ألم وخوف وشعور مما تبقى لها من عُمر، عن أولادها الذين فرقهم الزمن، عن ساعات الوحدة والقلق، كل هذه التفاصيل وغيرها، بالإضافة إلى تجربتها مع الزواج أو حتى العزوبية، عن كل ما تعرضت له خلال سنوات كانت تأمل أنها ستكون أفضل، عن لحظات السعادة التى لن تكرر مهما حدث، كل هذه التفاصيل الآن أمامها تملأ الذهن والقلب، تسيطر عليها فتجد نفسها لديها رغبة نهمة فى الكتابة، تجد نفسها راغبة فى التعبير ووصف ما ينبض به القلب، كل هذه التفاصيل وغيرها هى الآن تجربة كاملة الأركان والمعانى والمفاهيم، تجربة تستحق أن تلخص.
إذا كنتِ الآن تجاوزتى الـ50 عاماً أو على وشك الاقتراب منها، فيجب أن تعلمِ أن هناك أسبابا قوية كثيرة كافية لأن تبدئى فى الكتابة فى هذا الوقت من العُمر.
1- السبب الأول الذى يدفعك للكتابة الآن، هو أن هذا الوقت يؤكد أن لديكِ الخبرة الكافية لأن تحكى تجربتك بكل ما فيها من تفاصيل، تحكى عنها لأنها الآن مهمة بالنسبة للآخرين، لمن هم على وشك البدء بها.
2- الكتابة تعمل على "توسيع" أفكارك، فهى خير وسيلة لكى تعملى على تطوير ذاتك، لمن هى راغبة فى أن تكون شكل الحياة القادمة أفضل مما كانت، إذا كان لديكِ الهدف فى أن تقدمِ إلى نفسك ما هو أفضل مما قدمتيه من قبل.
3- الكتابة تساعدك على اكتساب مزيد من الخبرات والمهارات، فهى فرصة جيدة لأن تجدى لذاتك ما تفعليه أو تقومى به فى الفترة المقبلة، لتجدى شيئاً يكون رفيقاً لكى فى الفترة المقبلة.
4- الكتابة تشعرك بقيمة ذاتك، إذا نظرتى إلى حياتك بشكل عابر ربما لن تجدى شيئا تفخرين به، ولكن وقت أن يكون هناك فرصة لذكر التفاصيل والتحدث عنها بإسهاب فهذا سيجعلك تشعرين بالفخر.
5- طريقة رائعة لكى تشعرى بقيمة وقتك حتى إذا كنتِ وحيدة، فمن المؤكد أن هذه الطريقة ستكون ناجحة بشكل كبير لكى يكون لوقتك قيمة ومعنى فى هذا الوقت من العمر.