محمد جبريل...عاش للجميع وتألم وحده!

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015 02:00 ص
محمد جبريل...عاش للجميع وتألم وحده! محمد جبريل
كتبت مريم كشك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد صدور قرار مجلس الوزراء بخصوص تحمل الدولة مصاريف نفقات علاج الكاتب الكبير محمد جبريل بالخارج، استغاثت زوجته الدكتورة زينب العسال قائلة "محدش سأل فى محمد جبريل وهيموت فى مصر ومش هنقبل أن أى دولة تقوم بعلاجه غير بلده" وذلك بعد أن أعلنت الوزارة فى بيانها أن الحكومة ستتحمل 12 ألف يورو من نفقة العلاج فقط، وبدون مرافق مع العلم انه لا يستطيع الحركة بمفرده.

محمد جبريل...أحد كبار الكُتاب المصريون، فهو العاشق المتيم والابن البار لمدينته، فهو السندباد البحرى الذى غاص فى أعماق اللغة وأبحر فى معانيها، فكانت الإسكندرية – حيث منشأة- سراً فى إبداعاته الأدبية وعاملاً أساسياً فى معظم كتاباته، حيث كتب عنها ثمانى عشرة رواية، فكان عشقه لتراثها الشعبى وتاريخها وأساطيرها يهيمن عليه فى معظم اتجاهاته الأدبية، فحين تقرأ أعماله تتعجب كيف هناك كاتب يعشق مدينته بهذا الشكل؟!
بدأ جبريل حياته العملية سنة 1959م محررا بجريدة الجمهورية مع المؤلف الراحل رشدى صالح ثم عمل بعد ذلك بجريدة المساء، وعمل فى الفترة من يناير 1967 إلى يوليو 1968 مديرا لتحرير مجلة "الإصلاح الاجتماعى" الشهرية المعنية بالقضايا الثقافية، ومن ثم تولى جبريل العديد من المناصب الإدارية من أهمها عضو اتحاد الصحفيين العرب وعضو اتحاد الكتاب المصريين وعضو نقابة الصحفيين وعضو جمعية الأدباء وعضو نادى القصة وعضواً بلجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة لمدة ثمانى سنوات.

ويعتمد جبريل على اسلوب العفوية فى الكتابة، فلا يتعمد كتابة رواية ولا يتعمد كتابة قصة، فالجنس الأدبى هو الذى يفرض نفسه فضلا عن إيمانه بوحدة المضمون على حد وصفه فى أحدى اللقاءات الصحفية من قبل، حيث قال "أنا اؤمن بالعمل الابداعى الذى يكتب نفسه، فانا أبدأ العمل وليس له فى ذهنى إلا صورة باهتة أو هلامية ثم يبدأ فى اكتساب صورته أثناء العملية الابداعية نفسها وأيضا يكتسب فنيته، وأثناء هذه العملية قد ألجأ إلى التقطيع السينمائى أو إلى الفلاش باك أو القص واللصق كما فى الفن التشكيلى أو الهارمونى".

ويعد محمد جبريل قيمة أدبية حقيقية تُستحق أن تُدرس، فلأعماله قيمة ثرية فى الأدب العربى، حيث قدم جبريل أكثر من خمسين رواية متنوعة، فقدم الرواية ذات المضمون الواقعى والرواية الرمزية والرواية الأسطورية والرواية فى بنائها الفانتازى وغير ذلك، كرواية "رجال الظل" و"البحر أمامها" و"غاية الإسكندر" و"حكايات الفصول الأربعة" ومجموعات قصصية متنوعة مثل "سوق العيد" و"انفراجة الباب" و"هل" و"تلك اللحظة".
كما كتب مجموعة من الروايات التاريخية بطريقة التوثيق التاريخى، منها "سيرة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله" و"من أوراق أبو الطيب المتنبى" و"قلعة الجبل" وغيرها.

ومن أشهر أقوال جبريل "الأديب الحقيقى هو الذى يمتلك %99 موهبة و%99 خبرة و%99 قراءة، فلابد أن يعطى المبدع الذى يريد أن يكون له إسهاماته الحقيقية عمره كله لإبداعه الأدبى مثل حنا مينا ونجيب محفوظ ونازك الملائكة والجواهرى وعشرات غيرهم مثلوا صفوة هذه الأمة العربية فى مجال الإبداع".

حصل جبريل على العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام العلوم والفنون والآداب من الطبقة الأولى عام 1976 وجائزة الدولة التشجيعية فى الأدب عام 1975 عن كتابه "مصر فى قصص كتابها المعاصرين" كما نال جائزة التمايز من اتحاد الكتاب المصريين عام2009 واختيرت روايته"رباعية بحري" ضمن أفضل مائة رواية عربية فى القرن العشرين، كما ترجمت العديد من أعماله إلى لغات مختلفة منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والماليزية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة