عن سالف الأيام يقترن الحديث دوما بدمع ثخين حزنا على "غياب" الأجمل فى الحياة شيئا فشيئا ليصحو المرء من حلم جميل توارى للأبد وإن ظل أثره عالقا فى الخاطر لا يفارق. ينبض القلب به لأنه يقترن بشخوص وأماكن شكلت الوجدان واستعصت للأبد على النسيان.... أكتب عن ذكرى أول يوم فى المدرسة ووقع ذلك اليوم فى حياتنا لأنه محفور كالوشم يستعصى على النسيان.... كانت الفرحة لا تدانيها فرحة وكانت الأسرة تحيط بالصغير بسياج من حرير... الأب... الأم... الجد.... الجدة ثم المدرسة ويومها الأول.
وقتها كانت الدنيا رحيبة تتسع لآمال كثيرة. فرحة الزى المدرسى الجديد لا تنسى ومشهد اصطحاب الصغير إلى المدرسة لا ينسى. حتى مشهد القلم الرصاص الذى تُمسك به اليد لتكتب على كراسة هى الأجمل بصفحاتها الناصعة المعبرة عن حال غض صغير مازال فى خطواته الأولى لا يعرف من الدنيا سوى أنها مبعث السعادة قبل أن تتوارى السعادة بالتدريج جراء توالى خطوب الحياة... ذكريات اليوم الأول فى المدرسة موجعة وقد مرت سنوات فى حياة كل منا جراحها دوما غائرة جراء مفارقة فجر العمر رويدا... رويدا ليحيا المرء وحده يصطلى بهجير الحياة.... فرحة العمر كانت فى اليوم الأول فى المدرسة وإن غيبها الممات بعد أن تناقص العمر شيئا فشيئا لتبقى الذكريات..... فى أول يوم فى المدرسة نترحم على الآباء والأمهات وكل معلم علمنا حرفا يضىء لنا الطريق... هى خطوات كتبت علينا ومن كتبت عليها خطى مشاها وكل شىء بإرادة الله.
ورقة وقلم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة