البابا تواضروس يقدم نشيد عظة العشية فى كنيسة يوحنا الحبيب في كاليفورنيا

الأحد، 18 أكتوبر 2015 12:58 م
البابا تواضروس يقدم نشيد عظة العشية فى كنيسة يوحنا الحبيب في كاليفورنيا البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدم قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تأملا فى سفر نشيد الأناشيد عن حالات النفس البشرية المختلفة وذلك خلال عظة صلاة العشية التى ترأسها بكنيسة القديس يوحنا الحبيب فى كوفينا – كاليفورنيا.

إلى نص العظة:


أقرأ من أجل تعليمنا الإصحاح الثانى من سفر نشيد الأناشيد "قومى يا حبيبتى.. يا جميلتى وتعالى لأن الشتاء قد مضى ( نش 2 : 10 – 14 ).

فى البداية أحب أهنئكم على رقة تصميم كنيستكم ورقة ايقوناتها التى تعبر عن رقة مشاعركم وتتناسب مع رقة آيات سفر نشيد الاناشيد موضوع كلامنا هذه الليلة.

وهو سفر مكتوب بدون حرف العطف ( الواو ) .. هو حبات اللؤلؤ . مأخوذ من شعر سليمان الحكيم الذى كتبه فى شبابه وهو اعذب شعره لذا سمى نشيد الاناشيد . وهو
مناجاة بين الله والنفس البشرية فى شكل اجتماعى بين العريس والعروس بدءا من تقابلهم وتعارفهم مروا بارتباطهما الزيجى وحتى حياتهما معا.
فى هذا الاصحاح نتأمل اربع حالات للنفس البشرية خلال مشوار الحياة هى :

1 - النفس التائهة الضائعة

" انا سوداء وجميلة كخيام قيدار.. كشقق سليمان ... إلخ ” خيام قيدار هى منطقة صحراوية شديدة الحرارة فى سوريا. سوداء بسبب الخطية وجميلة بسبب عمل الله في
مثال معجزة شفاء المجنون الاعمى الاخرس نجد فيها ان الخطية حرمته من العقل ( التفكير فى الله) و البصر ( رؤية الله ) والكلام ( الحديث مع ) .
القديس اوغسطينوس قال عن شاول الطرسوسى ( شاول كان فحما اسودا غير متقد ، ولما عرف المسيح بدأ يتقد وينير ). وذهبى الفم يقول ( فى العالم كارثة واحدة هى الخطية )
النفس البعيدة عن الله تكون تائهة ضائعة .. الابن الضال ظن بيت ابيه سجنا فقرر اخذ نصيبه من الميراث وانطلق من بيت ابيه ظانا نفسه منطلقا للحرية . مرت الايام
وهبط إلى مرتبة الخنازير . لكنه شاطر لانه فكر فى حالة التدنى التى وصل لها الخالية من الراحة والطعام واكتشف انه صار بلا جمال بسبب الخطية ، فقرر العودة لأبيه.

2 - النفس القريبة المشتاقة

" تحت ظله اشتهيت ان اجلس وثمرته حلوة لحلقى ” النفس العائدة لن تجد رائحتها إلا تحت ظل الصليب. النفس المشتاقة للعودة لله، لرؤيته، للكلام معه . كما نقول فى تسبحة كيهك قلبى ولسانى
النفس التى تشعر بالمرض تطلب الطبيب ( المسيح ) “ فأنى مريضة حبا ”( نش 2 : 5
قصة القديسة بائيسة التى كانت تعيش فى بيت للخطية والشر . وزارها القديس يوحنا القصير ، لما قابلها كانت فى حالة سيئة للغاية .. شعرها مكشوف وحافية القدمين ودعاها القديس للتوبة وطالبه بتغطية رأسها ثم الخروج معه لكنها قالت لن ارجع لمكان الخطية مرة اخرى وخرجت معه حافية القدمين واحتملت السير على النباتات الشوكية حتى ادمت قدميها ثم ماتت فى الطريق .
القديس يوحنا القصير مع رهبان الدير رفعوا صلوات لله ليكشف لهم هل قبل توبتها ؟ فأعلمه الرب انه قبل توبتها اثناء سيرها على الاشواك حبا للمسيح
" شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى ” ( نش 2 : 6 ) هنا النفس اقتربت كثيرا للمسيح حيث الارتماء فى حضنه
اللص اليمين قال للمسيح “ اذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك ” وساتركك تتأمل ترى هلى كانت هذه اول صلاة ام اخر صلاة له ؟
“ " حبيبى لى وانا له ، الراعى بين السوسن ” الرجوع ليس سهلا . الكتاب يقول عن النفس الكسلانة “ فى الليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى فما وجدته ( نش 3 : 1 )
لا تستطع الوصول لله بالكسل او بمجرد الكلام فقط لان الحب عمل وليس كلام
" انى اقوم واطوف فى المدينة ، فى الاسواق وفى الشوارع اطلب من تحبه نفسى ، طلبته فما وجدته ” هى المحاولة الثانية للبحث عن المسيح والوصول له لكنها محاولة خطأ ايضا.
المحاولة الثالثة فى “ وجدنى الحرس الطائف فقلت أرأيتم من تحبه نفسى ؟، فما جاوزتهم إلا قليلا حتى وجدت من تحبه نفسى فأمسكته ولم ارخه” ( نش 3 : 1 )
الوصول للمسيح غالى جدا يحتاج لثمن غالى هو الجهاد . والخلاصة “ تحت ظله اشتهيت ان اجلس
بعضنا يصاب بالفتور والكسل الروحى .

وأحيانا تشعر أن الروح يتحرك داخل قلبك فتشتاق للصلاة، للقراءة بالكتاب المقدس، لجلسة مع اب اعترافك، لترنيمة . هذه كلها زيارات النعمة التى تتم بترتيب من الله فانتبه لها وتذكر ان المسيح قابل العشار تحت الشجرة ( التى ترمز للصليب ) وتقابل مع السامرية وقت الظهيرة (أى وقت الصلب)

3 - النفس التائبة المحبوبة


“ ها انتى جميلة يا حبيبتى، كلك جميلة يا حبيبتى ليس فيك عيبة ”
هكذا النفس التائبة يراها المسيح جميلة رائعة الجمال من الداخل والخارج. فلا يوجد ابهى من جمال التوبة
القديس أغسطينوس تحول من الخطية للتوبة من خلال ثلاثة هم عظات القديس امبروسيوس اسقف ميلانو و سيرة الانبا انطونيوس ابو الرهبان و دموع مونيكا امه فاصبح شفيع التائبين وابن الدموع وصارت نفسه جميلة محبوبة بالتوبة
أحد القديسين يقول ( ما اجمل ايقونة المسيح المرسومة فى دمعة انسان تائب )
النفس التائبة تختبر الآية “ حلقه حلاوة وكله مشتهيات ” فتصبح التوبة استبدال الشهوات الارضية الزائلة بشهوة حب المسيح التى تسبى التائب فيقول مع عذراء النشيد " هذا حبيبى هذا خليلى يا بنات اورشليم ” . مسكين الانسان الذى لا يأخذ من حب المسيح يوميا.. مسكين الانسان الذى يكسر الخطية. بالتوبة تصير الكلمة المقدسة كالشهد ودم المسيح يستر كل الخطايا وتصير النفس جديدة ( طوباكى ايتها التوبة لانك تحولين الزناة إلى بتوليين ).

4 - النفس التى صارت خادمة

المحبة الالهية تحرك نفوسنا نحو الخدمة فتقول النفس “ حبيبى نزل إلى جنته . انا لحبيبى وحبيبى لى . انا لحبيبى وإلي اشتياقه” هنا صار المسيح رفيق حياتى الذى اتحرك معه وبه " به نتحرك ونوجد "
فى الكنيسة تصير الخلوة حيث الوقت الذى تقضيه مع المسيح . والخدمة حيث الوقت الذى تعبر من خلاله عن محبتك للمسيح من خلال خدمة الآخرين. وانتبه لا يوجد امام المسيح خدمة كبيرة واخرى صغيرة ، انما توجد خدمة بمحبة واخرى بدون محبة. “ تعالى يا حبيبى إلى الحقل ونبت فى القرى " ( نش 7 : 11)، حيث نبحث عن ابناء الله فى كل مكان وقرية . ربنا يبارك حياتكم ويكون معكم فى كل عمل تمتد له أيديكم ولالهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة