وقال أنور بن مالك، إن كتبى كلها تهتم بالمواجهة بين الشخصيات المستضعفة والقتلة، ودائما ما يكون فى رأسه سؤال ملح، ماذا أفعل لو كنت فى موضع الضحية؟ وأضاف "بن مالك" أتكلم عن أناس عاديين يتحكم فيهم التاريخ، وسؤالى فى هذه الرواية: ماذا سأفعل إذا كنت يهوديًا فى الأربعينيات فى طريقى إلى غرف الغاز أو أن أشارك فى قتل إخوانهم.
وأضاف "أنور" انطلاقًا من كونه جزائريًا أفريقيًا قد يظن البعض أنه بعيد عن محرقة اليهود التى حدثت فى ألمانيا فى الأربعينيات من القرن الماضى، لكن بالبحث والقراءة اكتشف أن أول إبادة ألمانية لليهود حدثت 1905 والتى تعد أول إبادة فى القن العشرين، وذلك لأنه بقرار رسمى تم قتل 80% من شعب الهيرورو فيما يسمى الآن "ناميبيا" وكان قديمًا يطلق عليه "جنوب الشرق الأفريقى الألمانى" وذلك بناء على قرار واضح وصريح من ألمانيا، وأضاف "بن مالك" أن هذه الإبادة لم تعترف بها ألمانيا إلا فى عام 2015.
وأضاف الجزائرى أنور بن مالك أردت القول بأن العرب ليسوا ضد اليهود، لذا شاركت بهذه الرواية فى إدانة الإبادتين الشهيرتين لليهود.
وليست هذه المرة الوحيدة التى يثير فيها "بن مالك" ضجة بسبب كتابته ففى عام 2006 كتب "أنور" بالفرنسية روايته "أو ماريا" وتضمنت الرواية بحسب رأى الكثيرين ممن اطعلوا عليها "هجوما عنيفا لا سابق له فى الأعمال الروائية الحديثة على الدين الإسلامى" وعلى شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حتى أن صحيفة "الخبر" الجزائرية وصفت الرواية بالسطحية والهزيلة، وتحمل "جرعة مهولة من الحقد على الرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمين ترجمها الكاتب إلى مقاطع كاملة من سب وشتم وتجريح فى مقدساتهم ورموز عقيدتهم لا تستطيع الأوراق حملها، فما بالك بالعقول والأفئدة؟".
وفى الرواية عاد أنور بن مالك، إلى إسبانيا نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، وهى الفترة التى تلت سقوط الأندلس وشهدت إقامة محاكم التفتيش ضد المسلمين واليهود، حينها اضطرت عائشة الموريسكية، أو ماريا فيما بعد، إلى مرافقة أهلها لجبال كاستيان هربا من بطش المفتشين قبل أن تصل إليهم يد مجموعة من صيادى العبيد الذين قضوا على الوالد والعمة وأسروها ليبتاعها منهم فنان تشكيلى قرر أن يجعل منها نموذجا لمريم العذراء فى لوحاته الإنجيلية.
تعرضت ماريا إلى اغتصاب سيدها بعد اكتشافه علاقتها بشاب مراهق ثم طردها لتقع فى يد جاسبار البناء الذى اقتادها إلى بيته حيث وضعت ابنها خوان ثم استخرجت له شهادة النبل وأرسلته إلى روما فتعلم فن الخزف قبل أن يعود لمسقط رأسه ويكتشف هول ما لحق بأمه وأهلها ويقرر الثأر.
تجدر الإشارة إلى أن أنور بن مالك من مواليد 1956م، وحاصل على شهادة الدكتوراه فى الرياضيات، وكان أستاذا جامعيا فى الجزائر، قبل أن يقرر العيش فى فرنسا، ومن مؤلفاته باللغة الفرنسية: مواكب الصبر النافذ (شعر)، البربرية (دراسة)، لودميلا (رواية)، الحب الذئب (رواية).
موضوعات متعلقة..
- "على جبينها ثورة".. أول كتاب جزائرى عن الثورة التونسية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة