وتم الكشفت مؤخرًا عن عدد من أسماء بعض الكتاب المشهورين الذين تعاونوا مع بعض الأجهزة التجسسية الخاصة، نعرضهم عليكم اليوم من خلال ما قدمه موقع توب تنز Toptenz عن أشهر 5 كتاب انخرطوا فى عمليات التجسس.
كريستوفر مارلو:
يعتبر "كريستوفر مارلو" واحدًا من أشهر الكتاب التراجيديين الإنجليز بعد "وليم شكسبير" حتى وفاته المأساوية المبكرة 30 مايو 1593 عن عمر يناهز الـ29 عامًا.
يدعى الكثير أن "مارلو" و"شكسبير" شخص واحد من كثرة قرابة الأسلوب الأدبى وطريقة السرد والحوارات فى الكتابة، ولعل مسرحية شكسبير "تاجر البندقية" تذكرنا بمسرحية مارلو "يهودى مالطا" التى نشرت 1633.
على الرغم من قصر حياة "مارلو" الأدبية، إلا أنه كتب كثيرًا من المسرحيات والقصائد التى جذبت الجمهور آنذاك وأثرت فى معاصريه من الكتُاب، ولعل أفضل مسرحياته مسرحية "الدكتور فاوستوس" المأخوذة عن قصة الدكتور فاوست الألمانية التى تتعامل مع الخطيئة البشرية الفاحشة فى حق الكتاب المقدس وتستحضر ضمير الإنسان المعذب.
ولكن أثُبت تورط "كريستوفر مارلو" فى الجاسوسية، إذا كان جاسوسًا بارعًا أثناء دراسته فى جامعة "كامبردج"، حيث لفتت مواهبه انتباه "جون دى" منجم الملكة "إليزابيث الأولى"، فعرض على "سير فرانسيس ويلسنجهام" بضمه إلى جهاز الخدمة السرية.
ومن حينها وقع الاختيار عليه كعميل مزدوج لانجاز مهمة ما تتعلق بجمع معلومات سرية عن مؤامرات ضد الملكة "إليزابيث"، خاصة بمعهد "الجزويت" الذى كان يتواجد فيه باستمرار وبذلك يمكنه معرفة تفاصيل المؤامرة التى تدبر ضد الملكة.
استطاع مارلو معرفة أسماء المتآمرين الرئيسين قدم المعلومات إلى ويلسنجهام فأمر وزير الخارجية بإسقاط التهم الموجهة لمارلو والسماح له باستئناف دراسته فى كامبردج، وذلك بعد أن كانت استدعته الجامعة واستجوبته لغيابه غير المبرر والتحاقه بمعهد الجزويت، وحينها أعلن مارلو صراحة مقته للنظام البروتستانتى فى إنجلترا وعزمه على تنظيم حركة مقاومة كاثوليكية هناك.
يزعم البعض أن وفاة "مارلو" حدثت أثناء مشاجرة بينه وبين ثلاثة من أعضاء مجلس الشورى الذى كان عضوًا به آنذاك، على من سيدفع الفاتورة من بينهم وقيل أن أحداهم طعن "مارلو" بالخنجر طعنة مميتة وتم دفنه فى مقبرة مجهولة الهوية، والبعض الآخر يزعم أن "مارلو" لم يمت وأن عملية اغتياله كانت مسرحية لتمكينه من الهرب إلى أوروبا بهوية جديدة.
سومرست موم:
"سومرست موم" كاتب مسرحى وروائى إنجليزى معاصر، من أشهر كتاب بداية القرن العشرين، وواحدًا من أكثر الكتاب ربحًا فى الثلاثينيات من القرن العشرين، حيث امتاز بأنه كاتب واقعى يستمد قصصه من الحياة.
قدم "موم" الكثير من الأعمال الأدبية المميزة، ولم يتخصص فى مجال أدبى محدد، بل كتب فى كل شيء، وبدأ فى الكتابة للمسرح لكن مسرحياته الأولى لم تلق نجاحًا ورفضتها المسارح؛ ثم حالفه التوفيق حين قدم مسرحية "ليدى فردريك"، إذا لاقت نجاح هائل وأثارت من تعليقات المعجبين ما لم تثره مسرحية أخرى، وعلى إثرها توافد الناشرون وسُلطت الأضواء عليه فتهافت مديرو المسارح جميعًا فى لندن على "سومرست موم" يلتمسون روايات هذا النابغة.
عمل "موم" كموزع تجارى سويسرى يعمل فى خدمة المخابرات الإنجليزية فى سويسرا وعلى إثرها قدم كتابًا تحت عنوان "كنت جاسوسًا" والذى يتناول مذكرات "سومرست موم" حول عمله مع المخابرات ومهمته الروسية، والذى اختار فيها الكاتب اسم "أشندن"? اسم الجاسوس الإنجليزى وهو اسم مستعار للكاتب نفسه، وبدأ يحكى تفاصيل هذه المهمة والتى حققت مبيعات هائلة.
أصيب بعدها "موم" بانهيار عصبى واضطر للقيام بجولة فى بحار الجنوب عاد منها بمادة روائية وقصصية مميزة وامتازت كتاباته خلال الثلاثين سنة الأخيرة من حياته بأجود الروايات وأنجحها.
عاش "سومرست موم" حتى تجاوز التسعين، وانتهى بالإقامة فى فيللا ماركيز على شاطئ الريفيرا فى فرنسا، ثم وافته المنية يوم 16 ديسمبر سنة 1965م بعد أن بلغ من العمر اثنين وتسعين عامًا.
جراهام جرين:
كاتب روائى قصصى مسرحى صحفى وناقد سينمائى ولد عام 1904 قدم العديد من الأعمال الأدبية المميزة، وقد رسخ شهرته بروايته الرابعة: قطار إسطنبول التى حققت مبيعات كبيرة وشهرة واسعة.
بدأ "جرين" التجسس لصالح روسيا عندما كان طالبًا فى جامعة أكسفورد كوسيلة للخروج من الملل –على حد وصفه وتعبيره- وأيضًا لأنه شعر أنهم فى ألمانيا يتلقون معاملة ظالمة بعد الحرب العالمية الأولى.
لجرين العديد من الأعمال التى تحولت إلى أفلام منها "العنصر الإنسانى" 1978 و"القنصل الفخرى" 1973، و"الرجل العاشر" 1985، و"صاحب الفضيلة الأب كيكسوت"، كما أصدر أيضًا عددًا كبيرًا من المؤلفات المسرحية وعددًا أكبر من القصص القصيرة، إلى أن توفى يوم 3 إبريل 1991، وكتب الكثيرون عنه من الكتاب المعروفين دوليًا ومنهم "كينجلسى آيميس" الذى كتب يقول: "سيفتقد فى جميع أنحاء العالم لقد كان أعظم روائيينا" وكتب أليك جينيس يقول: "كاد يكون شبه نبى بتواضع مدهش".
آيان فليمنج:
كان "فليمنج" أديبًا وصحفيا بريطانيا بالإضافة إلى كونه ضابط بحرى فى الحرب العالمية الثانية.
كان "ايان فليمنج" جاسوسًا مدهشًا ورجل مخابرات لا يشق له غبار ولا تفشل واحدة من خططه وأفكاره المبتكرة قط، ففى أواخر عام 1941 تم نقل "فليمنج" إلى محطة المخابرات البريطانية فى نيويورك لإقناع أمريكا بدخول الحرب، ولأن الأمريكيين لا يقدمون شيئًا بدون مقابل فقد طلبوا من "فليمنج" فى أثناء وجوده فى نيويورك أن يتعاون مع رجلهم "ويليام دونوفان" مستشار الرئيس الأمريكى "روزفلت" لوضع بذرة إنشاء وكالة استخبارات كانت نواه جهاز المخابرات الأمريكية المركزية الحالى ولكن "إيان فليمنج" بكل ما تمتع به من نشاط وحب دائم للمغامرة لم يكن من الممكن أبدًا أن يكتفى بهذا الدور البسيط فى عالم المخابرات، من وجهة نظره لذا فقد نجح فى التسلل إلى العالم السفلى فى نيويورك وجند عددًا من المجرمين واللصوص وخبراء فتح الخزائن للعمل لحسابه ثم استخدامهم لفتح خزانة معدنية خفية فى مكتب القنصل العام اليابانى ليقوم هو بتصوير كل أوراق رموز الشفرة السرية داخلها ولقد كانت مفاجأة مذهلة للبريطانيين، أن تصلهم هذه الشفرة التى بذلوا جهدًا خرافيًا فى السابق للحصول عليها دون أن يطلبوا من "فليمنج" هذا ودون أن يعاونه أحد من رجالهم.
من خلال عمله فى المخابرات استوحى "فليمنج" فكرة رواية "جيمس بوند" وراح يغزل حوله الأساطير التى اقتبسها من خبراته السابقة ومن تاريخ حياة بعض الرجال الذين عرفهم فى حياته ومن خلال عمله سري، حتى أصبحت واحدة من أشهر الروايات، حتى لقب على أثرها "بصانع الجواسيس".
وفى عام 1964 وقبل أن يبلغ السادسة والخمسين من العمر مات "ايان فليمنج" موت هادئ فى فراشه تاركًا خلفه تاريخًا مجيدًا لا يعلم عنه العامه سوى الجزء المفرط فى الخيال فحسب والذى استحق بسببه أن يحظى بلقب استحق كل حرف منه عن جدارة.
فولتير:
كاتب فرنسى عاش فى عصر التنوير، كان يتميّز بذكائه الأدبى القريب من السخرية وأفكاره الاستفزازية المتعلقة بالدين، الحرية والأخلاق جعلت منه مشهورًا ومحتقرًا فى بلاطات الحكم فى أوروبا، حتى لقب بـ"فيلسوف عصر التنوير".
انخرط "فولتير" فى الجاسوسية من خلال وساطة سالمون ليفي، الجاسوس المزدوج لكل من فرنسا والنمسا، حيث قام بتقديم خدماته إلى رئيس الوزراء الكاردينال دوبوا، أثناء حرب الخلافة فى النمسا، حتى استلم رسالة تكلفه بتنفيذ مجموعة من الأوامر منها جمع مجموعة من المعلومات السرية فى برلين، بالإضافة إلى الحصول على عدد من الوثائق الهامة وتقديمها إلى فيرساى مقابل دفع سخى.
كان "فولتير" يعمل تحت الاسم المستعار "فرانسوا مارى آروى"، وهذا الخبر شكل صدمة كبيرة بالنسبة للفرنسيين لأنهم كانوا يعتبرونه رمزهم الوطنى وفيلسوفهم الملهم.
توفى فولتير فى باريس عام 1778، بعد بضعة اشهر من عودته إلى المدينة لأول مرة منذ 28 عامًا للإشراف على اخراج واحدة من مسرحياته.
موضوعات متعلقة..
- ننشر صور معروضات متحف السويس واستعدادات احتفالية العيد القومى للمحافظة قبل افتتاحهما.. رئيس قطاع المتاحف: المعرض يضم قطعا أثرية تعرض لأول مرة.. والمتحف مجاناً لمدة 4أيام تخليداً لذكرى المقاومة الشعبية